+A
A-

حبيبة.. طبيبة المستقبل التي تبحث عن ميدالية أولمبية لمصر

من خلال  134 لاعبا ولاعبة، يطمح المصريون إلى تعزيز صدارتهم لقائمة أكثر البلدان العربية تحقيقا للميداليات الأولمبية عبر التاريخ. ومن بين هؤلاء، حبيبة مرزوق، التي تأمل في تحقيق الذهب لبلادها مصر.

وقصة حبيبة مع الجمباز الإيقاعي قديمة للغاية، ففي سن الثالثة، كانت رفقة والدتها، وما أن وقعت عيناها على إحدى الصديقات وهي تمارس رياضة، لم تكن تعرف اسمها بعد، نبض قلب الطفلة بحب اللعبة.

وقررت حبيبة أن تجرب ممارستها. هكذا بدأ الفصل الأول في قصة بطلة الجمباز الإيقاعي، 

توالت فصول القصة، لتشهد عديدا من خطوات النجاح خلال الشهور الأخيرة. الأمر لا يتعلق فقط بالتفوق الرياضي، لكن بإعلاء اسم مصر في البطولات الدولية، وعلى رأسها الحدث الأهم، أولمبياد طوكيو، التي تأهلت لها حبيبة عقب الفوز بذهبية البطولة الإفريقية، في مارس الماضي.

تحكي ابنة الـ 19 عامًا، كواليس رحلة تجاوزت الـعقد ونصف من الزمن، وكانت آخر محطاتها الوصول لأفضل مركز بالتصنيف العالمي للاعبة مصرية، خلال الفترة الأخيرة، بعد أن احتلت المركز الـ 25.

 خطوات البداية

تقول حبيبة مرزوق: "في البداية، كان الجمباز هو هوايتي المفضلة، نظرا لأنها لعبة مختلفة، وكان لديّ شغف كبير بها، رغم صعوبتها، لذا مع الوقت، تحولت الهواية إلى مهنة حقيقية، بأحلام أمل تحقيقها، وما زال أمامي كثير من الوقت لفعل ذلك".

وتضيف حبيبة لموقع "سكاي نيوز عربية": "توالت مشاركاتي في بطولات الجمهورية لمختلف الأعمار، وعند الوصول لسن الـ 14، قررت المشاركة في اختبارات المنتخب المصري، وتم قبولي، ومنذ تلك اللحظة، وأنا أسعى رفقة زملائي لتحقيق طفرة في اللعبة، والوصول لأرقام قياسية، ليكتب جيلنا فصلًا جديدًا من تاريخ الجمباز الإيقاعي بمصر، ويجعل اسم بلادنا له مكانته الخاصة في البطولات العالمية، وعلى رأسها الأولمبياد".

كما توضح اليافعة المصرية أنها خلال الفترة الأولى مع المنتخب، لم تستطع تحقيق الميداليات، لكن السنتين الأخيرتين كانتا بمثابة خطوة البداية لتحقيق مراكز متقدمة في البطولات العالمية، وحصد الذهب والفضة والبرونز.

لكن يظل الإنجاز الأهم للاعبة المصرية، هو تحقيق الميدالية الذهبية في البطولة الإفريقية الأخيرة، التي أقيمت في مصر.

 كواليس البطولة الإفريقية

قبل البطولة الإفريقية، كانت عين حبيبة مرزوق على الذهب، لأنه الخطوة الأولى لتحقيق حلمها بتحقيق مركز متقدم باسم مصر في الأولمبياد، ودخلت اللاعبة المصرية معسكرا مغلقا لنحو شهر في أذربيجان، وتصف حبيبة تلك الأيام بأنها الأصعب في مسيرتها الرياضية.

وتتابع: "كنت أتدرب رفقة فريق عمل أجنبي هناك، وكانت المرة الأولى التي أسافر بها بشكل منفرد تماما، دون أصدقائي وأسرتي، وكانت تصل ساعات التدريب لعشر ساعات يوميا، لكنني كنت لا أبحث عن الظهور المشرف فقط، كنت أريد الوصول للأولمبياد، وهذا لم يكن ليحدث إلا بتحقيق الميدالية الذهبية، لذا كان (حلم الأولمبياد) يهون عليّ تلك الفترة الصعبة".

تفصل لاعبة الجمباز الإيقاعي ساعات فقط عن المشاركة في الأولمبياد، وخلال فترة الاستعداد للحدث الرياضي الأهم، شاركت حبيبة في عدد من بطولات العالم، نجحت عن طريق أدائها المميز خلالها، في الوصول إلى المركز رقم 25 بالتصنيف العالمي.

حلم الأولمبياد

وعن طموحاتها بالأولمبياد، المقرر إقامتها بالفترة ما بين 23 يوليو وحتى 8 أغسطس، تقول حبيبة: "أتمنى أن أكون ضمن الـ 15 الأوائل على المستوى الفردي، وأريد مغادرة الأولمبياد وقد حققت لمصر مكانتها الخاصة في المنافسة، كما أن تلك الدورة تشهد مشاركتنا على المستوى الجماعي بلعبة الجمباز الإيقاعي، للمرة الأولى".

وتضيف: "ونأمل تقديم أداء مفاجىء للجميع، وكسر الصورة النمطية عن أن أقصى طموح لمصر هو الظهور المشرف فقط، وستكون تلك الدورة هي خطوة البداية لتحقيق ذلك".

 طبيبة المستقبل

قبل أشهر من الآن، التحقت حبيبة مرزوق بكلية الطب، ذلك أن أحلامها الرياضية لم تحرمها من الحفاظ على تفوقها الدراسي.

وتقول اللاعبة المصرية: "بالطبع، أواجه صعوبة في الموازنة بين الدراسة والتدريب، خاصةً في ظل الاستعداد للأولمبياد، والمشاركة في البطولات الدولية، لكن ستكون الأمور أفضل عقب انتهاء الدورة الأولمبية، كما أنني أتلقى دعمًا من الجميع، وتفهمًا كبيرًا من أساتذتي بالكلية".

وتوضح حبيبة مرزوق: "يعاني لاعبو الجمباز من إصابات قوية، نظرا للحركات التي نقدمها أثناء العروض، لذا قررت الالتحاق بكلية الطب، وكان لدي أمل في دراسة (الطب الرياضي)، لكن للآسف هذا القسم غير موجود بالجامعات المصرية، وكانت كورونا عاقًا لدراستي بالخارج، إلى جانب الاستعداد للدورة الأولمبية، وحاليًا أفكر فيما أستطيع تقديمه كطبيبة".

دعم جماهيري

تشير حبيبة مرزوق إلى تأثير غياب الدعم الجماهيري على الأبطال الأولمبيين، من ممارسي الألعاب غير الشعبية.

وأضافت: "مع التأهل للأولمبياد، يبدأ تسليط الضوء تدريجيا علينا من وسائل الإعلام، وهذا يؤثر بالإيجاب على دعم الجمهور لنا، لكن نأمل أن يكون الدعم خلال الرحلة بالكامل؛ لأن هناك من يقع فريسة للإحباط، ويحتاج فقط إلى دفعة للاستمرار، ولا يوجد أفضل من أن تجد جمهور يساندك ويؤمن بحلمك".

وتردف حبيبة مرزوق: "في كثير من الأحيان، تواجه لاعبات الجمباز تعليقات محبطة من الجمهور، الذي لا يدرك قيمة اللعبة، ويراها عديمة القيمة، أو أنها لا تناسب أخلاق المجتمع، لكننا نمارس رياضة صعبة، وندرك قيمتها جيدًا، وما يظهر على الشاشة يحتاج إلى ساعات طويلة من التدريب، ربما أكثر من أي رياضة أخرى، لذا نتجاهل دائمًا تلك التعليقات".

كما تؤكد حبيبة أنها تأمل تغيير تلك الصورة النمطية لدى البعض عن لعبة الجمباز مستقبلًا، وأن يكون الجيل الحالي سببًا ولو بسيطًا في ذلك.

وفي ختام حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية"، وعدت حبيبة مرزوق الجمهور أنها رفقة زملائها سيقدمون قصارى جهدهم، لتشريف مصر بالأولمبياد.