بطلها المطور “الهارب” من مسؤولياته و”الأشغال” تتملص من دورها
أهالي “سرايا” يشكون تبخر منزل الأحلام: 130 ألف دينار ضاعت هباء
البعض غادروا منازلهم وعرضوها للبيع بعد انتشار القوارض ... ولا مشتر
120 فيلا تعاني من تردي البنية التحتية
شوارع متهالكة وبرك مياه المجاري في كل مكان
أخطاء هندسية واضحة وشفط المجاري مرة شهريا
شكا أهالي سرايا أبو قوة لـ “البلاد” تضررهم من تهالك الشوارع في منطقتهم الحديثة التي لا يزيد عمرها عن 15 عاما، فضلا عن تراكم المياه المجاري بين الطرقات والفلل، وما يترتب عليه من انتشار الروائح الكريهة طوال أيام السنة وانتشار البعوض وغيرها من الحشرات والقوارض.
وعبر الأهالي عن استيائهم من تعامل مطور المشروع الخاص لما يزيد عن 100 فيلا في المنطقة فضلا عن تهاون وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عن التزامها تجاه رصف الشوارع وتعديل المتضرر منها وحل المشكلة التي مضى عليها 10 سنوات تخللتها حلول ترقيعية أثرت سلبا على المواطنين وبيوتهم وصحتهم.
7 سنوات
وقال المواطن سيد محمود إنه انتقل للسكن في المنطقة منذ 7 سنوات ولا تزال المشكلة منذ ذلك الوقت قائمة، حيث الشوارع غير المعبدة، واصفا أياها بانها ليست ذات الجودة المطلوبة في المنطقة الحديثة التي تعتبر من أحدث المشاريع في المنطقة الشمالية.
وتابع أن الشوارع المحاذية لمنزله متهالكة ومنخفضة وهي على حالها منذ 4 سنوات وتتحول إلى مستنقعات للمياه الأمطار في أيام الشتاء ،وتبقى بركا لمياه المجاري طوال العام، حيث إن المنطقة غير مربوطة بشبكة الصرف الصحي وتعتمد على صهاريج شفط المجاري التي لا تلتزم البلديات بمواعيدها وتقتصر على شفطها مرة واحدة في الشهر.
وأضاف تضررت السيارات من الشوارع المتهالكة بسبب المياه المتراكمة، فأثرت سلبا على أساسات البيوت، ومع انتشار الروائح والحشرات والقوارض طوال العام، غادر بعض الأهالي بيوت وعرضوها للبيع.
الحل الجذري
وقال المواطن وليد إبراهيم “انتقلت للمنطقة في 2012 وكانت الوعود حينها أن تربط المنطقة بشبكة الصرف الصحي خلال عام، والآن بعد أكثر من 9 سنوات لا نزال نعتمد على صهاريج شفط المجاري”.
وطالب المواطن بالحل الجذري لمشكلة هبوط الشوارع والحفر فيها، بعيدا عن الترقيعات التي كانت تقوم بها وزارة الأشغال وشؤون البلديات، والتي امتنعت عن رصفها لأسباب مجهولة، مضيفا أن المشكلات بين المطور والوزارة يدفع ثمنها أهالي المنطقة.
وتابع “نخجل من استقبال الضيوف في بيوتنا للضرر الكبير الذي نعاني منه وللروائح المجاري وكثرة الحشرات والبعوض التي لم تعد تغادر المنطقة”، مضيفا أن المطور الذي لم يقم بحل مشكلات الأهالي زاد الطين بلة بإبقائها على ساحات لجمع مخلفات البناء التي تملأها الفئران وتتراكم فيها الأوساخ بأنواعها، كما ولم يتم اتخاذ أي اجراء من الجهات الرسمية بحقه.
وأكمل “مع عدم استجابة المطور للمطالبات الأهالي ومماطلته أمام المجلس البلدي وصمت وزارة الأشغال وعدم إيفائها بالوعود منذ سنوات نجد أنفسنا عاجزين في هذا المشروع الذي قضى على أحلامنا وأسرنا بأن يكون بيت العمر المثالي الذي دفعنا كل ما نملك واقترضنا من أجله”.
أما المواطن أبوهشام الذي انتقل إلى المشروع منذ 2012 تحدث عن معاناته وجميع الأهالي من الضرر الذي لحق بهم من مشكلة المجاري التي صممت داخل البيوت دون المستوى والمواصفات المطلوبة، الأمر الذي لم يتحمله المطور ولا لم تتحمل وزارة الأشغال والبلديات، بل تضرر منه الأهالي المحاصرون في المنطقة منذ سنوات.
وأضاف أن “عدم ربط المنطقة بشبكة الصرف الصحي تعد مشكلة، حتى نضطر إلى اللجوء إلى الشركات الخاصة، بعد ان امتلأت المنطقة بالفئران والقوارض والحشرات بأنواعها” .
وأكمل ان 6 من جيرانه عرضوا بيوتهم للبيع منذ عام إلا أن سوء المنطقة وتهالك البنية التحتية حال دون بيعها، ولم يجد الأهالي حلا إلا الهرب من هذه المنطقة.
استياء
اما المواطن حسين، فعبر عن استيائه من تراخي الجهات الرسمية مع المطور الذي انتقل للعمل على مشاريع أخرى دون أن يكمل المشروع الذي مضى عليه أكثر من عشرة أعوام.
وأضاف أن “تبرير الجهات الرسمية من وزارة الأشغال بعدم تسلمها أوراق المشروع والمخططات هو غير معقول، ولاسيما مع تم توصيل منطقة بهذا الحجم بالكهرباء والماء، فضلا عن الترقيعات التي كانت تقوم بها الوزارة للشوارع، كلها دليل على أن التجاهل الذي نعاني منه لا يتعلق بتسليم مخططات المشروع”.
وأكمل أن المشكلات بين الوزارة والمطور يتحملها المواطن ويدفع ثمنها منذ شرائه من البيت الذي مر بكل الإجراءات والموافقات من عبر الهيئات والوزارات، كما أن هذه المشكلات في البنية التحية والهندسية للمنطقة لم تحل منذ سنوات على الرغم من التواصل والشكاوى المتواصلة.
وتابع أن “الأهالي بنوا أحلامهم ومستقبلهم على هذه البيوت في المنطقة ودفعت كل ما تملك ولا تزال تدفع في القروض للحصول على هذه الفيلا التي تحولت إلى نقمة وكابوس نعيشه منذ سنوات”، مطالبا بحل جذري من قبل الجهات الرسمية وعدم إهدار المال العام في الحلول الترقيعية فضلا عن محاسبة المطور وتعويض الأهالي عن الضرر الذي لحق بالبيوت وأساساتها والسيارات وطال صحتهم.
عتاب شبيب
من جهته، عاتب العضو البلدي فيصل شبيب “الأشغال” لعدم إنصافها المواطنين في هذه المنطقة، مؤكدا عدم قيامها بواجبها تجاههم وأخذ الإجراءات اللازمة بحق المطور المخالف طوال هذه السنوات.
وأضاف أن إدارة شؤون الطرق والشوارع والخدمات بالوزارة لا تقوم بعمليات الصيانة؛ لأن المطور لم يسلم المشروع للحكومة حسب قولها، مشيرا إلى أن هذا التأخر الذي مضى عليه ما يزيد عن 10 سنوات تسبب بتراجع البنية التحتية في المنطقة، حيث تضررت الشوارع مما تسبب بضرر للسيارات والأملاك، وتراكم المياه المجاري في الشوارع والحفر التي تملأ المنطقة وانتشار الحشرات والقوارض، فضلا عن مشكلة الصرف الصحي والمجاري التي يعاني المواطنون من تأخر مواعيد شفط مياه المجاري.
وذكر أن المطور امتنع عن القيام بأعمال الصيانة وتسليم المشروع للحكومة؛ لمخالفته اشتراطات الجودة التي تطلبها وزارة الأشغال، موضحا أنه لم تتم محاسبته من قبل الجهة المعنية، وفي الوقت الذي يعاقب فيه الأهالي على هذا الذنب بتجاهل طلبات تعديل الشوارع وصيانتها فيما لا يزال المطور يباشر مشاريع دون أن يتم أخذ أي إجراء بحقه.
وقال البلدي إن المتضرر الوحيد في هذه المشكلة هو المواطن الذي دفع أمواله؛ بهدف السكن في مكان لائق والحصول على الخدمات الكاملة ليصطدم بالواقع المرير ويقع بين جهتين تتملصان من أداء مهامها بالشكل الصحيح.
وطالب شبيب بإلزام المطور بتسليم المخططات للوزارة او إيقاف مشاريعه الأخرى لمخالفاته الجسيمة في هذه المنطقة والتي من المتوقع تكرارها في المشاريع الأخرى.
وقال إن الأهالي الذي دفعوا قيمة هذه البيوت التي تصل إلى أكثر من 130 ألف دينار يعانون من تضرر أساسات منازلهم، فضلا عن تهديد صحتهم، كما أن بيوتهم انخفضت قيمتها في السوق وأعرض المشترون المحتلمون عن شرائها، في حين أن المطور والوزارة يتراشقون الاتهامات والمواطن بينهم ضائع.