+A
A-

قصة "أنا أفكر" لإبراهيم سـند.. تثير أسـئلة التفكير الناقد

أصدر الكاتب إبراهيم سـند قصة جديدة للأطفال بعنوان "أنا أفكر" مستوحيا عنوان ومضمون القصة من مقولة الفيلسوف الفرنسي ديكارت: (أنا أفكر إذن أنا موجـود)، رابطا هذه المقولة مع المهارات الحديثة في فن التفكير وهي الطلاقة أي القدرة على توليد أكبر قدر من الأفكار.

والمرونة وتعني القدرة على توليد أفكار متنوعة ومحددة، والأصالة وهي إيجاد فكرة لم تكن موجودة من قبل. وتحكي القصة عـن فتى يدعى "ماهر"، يخرج ذات مرة للتنزه في الريف مصطحبا معه كلبه المدلل "مدهش"، وفي غمرة اندماجهما بالمرح يسقط "مدهش" في حفرة عميقة. فكيف يتصرف بطل القصة أمام هذا الحدث، ونتيجة لذلك يفكر في أكثر من طريقة لإنقاذ صديقه "مدهش". "حبل متين، سلم طويل، غـصن قوي وعريض. ويلجأ إلى اسـتخدام الحبل المتين بمساعدة أحد الرعاة الذي صادف مروره في ذلك المكان. وتتتابع الأحداث بعد ذلك في مسار أفقي تدريجي تتابعي من المقدمات إلى النتائج، ولكل حدث من أحداث القصة هناك مشكلة جديدة تستدعي الحل، بحيث تصبح القصة وكأنها سلسلة من الأحداث المتتالية، يتداخل معها الحوار والسرد. والشخصيات المتنوعة، ويتنامى الحدث في اتجاه الاكتشاف وتحقيق الأثر الكلي للقصة.

وتهدف القصة إلى تطوير مهارات التفكير الناقد عند الأطفال، ففي عصر المعلومات والتقنيات الحديثة. تعتبر مهارات التفكير في غاية الأهمية للتعامل مع عالم صعب ومتغير عن طريق اسـتخدام الخيال وتخزين المعلومات بشكل جيد، وعلى الانتباه ودقة الملاحظة والقدرة على اسـترجاع المعلومات واستخدامها بشكل إيجابي في الوقت المناسب.

وقد قام الفنان ياسـر الحمـد بتصميم وإخراج هـذه القصة، معبرا عن إحساسه الفني الراقي في تشـكيل الخطوط والرموز والإيحاءات واسـتخدام التدرجات اللونية والأشـكال الفنية المعبرة التي تعكس حركات الشخوص وإبراز انفعالاتهم الحسية والحركية بطريقة متقنة جدّا. لقد بذل الفنان ياسر جهدا كبيرا في توظيف أدواته الفنية وخبرته الإبداعية؛ بهدف إيصال فكرة القصة وتعزيز الحس البصري لدى الصـغار، وتوسـيع خيالهم الفني والإدراكي.

ويشـترك نص القصة مع الرسـوم البراقة لكي يقدّمان للأطفال توليفة فنية بارعة تحفز على التفكير الناقد، وتشـجع على رؤية الإيجابيات والسـلبيات في المجتمع لتطويره والارتقاء به. "فليس كافيا أن يمتلك الصغار عقلا جيدا، فالمهم كيفية استخدامه بشـكل جـيد". ويأتي إصدار هذه القصة ليتوج التعاون الثالث بين الكاتب إبراهيم سـند والفنان ياسـر الحمد، فقد أصـدرا قبل ذلك قصة "حلم صـغير" في العام 2019، وبعدها قصة "العقال الهارب"في العام 2020. ​