الملصقات العشوائية.. وتظل الحكاية بلا نهاية
الملصقات العشوائية والتي تغرق بها شوارع ودهاليز وأزقة العاصمة المنامة منذ فترة طويلة، لا تزال على حالها القديم، خصوصا في نقاط التجمع التجارية، عند البراحات والتقاطعات السكنية، متزاحمة والهدف واحد، هو الوصول للمستهلك.
أرقام عمال البناء، والسمكرة، وتصليح السيارات، تجدونها على أعمدة الإنارة بالقرب من المدارس، وأرقام المدرسين الخصوصيين، وباعة الخضروات، وتوصيل الملابس المغسولة تجدونها على محطات الكهرباء بالقرب من دور العبادة، والأسواق، وتستمر القصة والحكاية.
ولن نقول بالأمس القريب، ولكنها كانت قبل سنوات عدة، حيث أطلقت أمانة العاصمة حمله توعوية مهمة بعنوان (لا للملصقات العشوائية) لتنظيف منطقة باب البحرين السياحية وبمشاركة خمسين موظفا من موظفي الأمانة، لكنها كحملة يتيمة آتت أكلها مع تصاعد وتيرة نشر هذه الملصقات والتي ترتبط بأعداد العمالة الآسيوية المتنامة، وأصحاب المشاريع التجارية غير المرخصة.
وفي هذا الصدد، قال رئيس أمانة العاصمة صالح طرادة لـ “البلاد” بأن الملصقات العشوائية هي ظاهرة غير حضارية، لكنها - والحديث له - تناقصت بشكل واضح عن ذي قبل، بسبب توجه كثيرين من أصحاب المشاريع التجارية للتسويق الإلكتروني وتوصيل المعلومة عبر المنصات الإعلامية المختلفة، الأمر الذي حد من الحاجة لها، لكنها لا تزال موجودة.
وأضاف طرادة” لا تزال بعض الجهات تستخدم الملصقات العشوائية للتسويق لمصالحها التجارية، وهو أمر دفع بعض أصحاب السوبرماركت لوضع لوحات أمامها للسماح بوضع الملصقات عليها حتى لا يتم تشويه جدران المحل أو واجهاته، في حين أن محلات أخرى تطالب عبر إعلانات واضحة بمنع وضع هذه الملصقات”.
وأردف “كثير من الدول تضع غرامات على هذا السلوك لمنعه، وهي آلية غير قائمة في البحرين حتى هذه اللحظة، خصوصا وأن أغلب مستخدمي هذه الملصقات هم أصحاب الأعمال الصغيرة، وربما الصغيرة جدا”.
وأنهى طرادة مستدركا، “الإعلانات هذه لا تكون تجارية بالضرورة، فقد تحمل بلاغات عن فقدان حيوانات أو متعلقات شخصية وغيرها، لكنها تظل ممارسات غير حضارية، تتعبنا نحن كبلديات في إزالتها”.
وتظل الحكاية بلا نهاية.