العدد 4669
الثلاثاء 27 يوليو 2021
banner
لقاح كورونا حلال أم حرام
الثلاثاء 27 يوليو 2021

قرأت قبل يومين خبرا صادما في صحيفة عربية، وإن كان صحيحا فهذا يعني أننا نسأل أين الظلمة بدل النور، ونحرر شهادة اعتراض على العلم والطب.. يقول الخبر “أعلنت منظمة الصحة العالمية أن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا “حلال”، ولا تحتوي على أي مكون حيواني من أي نوع كان، وذكرت المنظمة - على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وفقا لقناة “روسيا اليوم” الإخبارية - أن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا حلال، وهي متوافقة مع الشريعة الإسلامية”.

لا يمكن أن يصدر هذا السؤال عن محتوى وتركيبة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، إلا من أصحاب الآيديولوجيات الخافتة ومذابح الغباء والغلو والإفلاس العقائدي، فرغم ما حققه العالم من قفزة نشطة في اكتشاف لقاح مضاد لفيروس كورونا أنقذ الملايين من البشرية من الموت والعذاب، تخرج أصوات متخلفة وباجتهادات ذاتية وبطولات خاوية لتسأل عن ما إذا كانت اللقاحات المضادة لفيروس كورونا حلالا أم حراما وهل هي متوافقة مع الشريعة الإسلامية؟

هناك فرق بين المتن والهامش، وبغض النظر عن إجابة منظمة الصحة العالمية وإعلانها أن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا حلال، وأنها متوافقة مع الشريعة الإسلامية، إلا أن السؤال في حد ذاته وطرحه بالأسلوب الديني بعيد عن المنطق العقلي ويفتقد الدقة وسلامة التعبير، فهناك قاعدة معروفة في الدين هي أن “الضرورات تبيح المحظورات” استنادا إلى قوله تعالى “إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ”. حتى لو افترضنا أن اللقاحات لا تتوافق مع الشريعة الإسلامية، فقاعدة الضرورات تبيح المحظورات وتطبيقها في المجال الطبي معروف وواضح، وهناك أحكام شرعية وآراء للعلماء وفتاوى.

للأسف الميزان مال ضد التقدم والعلم أكثر مما يجب، فترك المجال لأمثال أولئك الغارقين في الرجعية والغباء الذين طرحوا “السؤال” ليثرثروا في كل مكان، فتلك هي مهنتهم يختفون ثم يعودون في سياق مماثل في مكان آخر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية