العدد 4670
الأربعاء 28 يوليو 2021
banner
رسائل لذوي الألباب
الأربعاء 28 يوليو 2021

الرسالة الأولى: يقولُ الحق - جل في عُلاه - في القرآن الكريم “وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا” صدق الله العظيم. يقول العلماء في شرح الآية الكريمة إن الله - سبحانه وتعالى - شبه الدنيا بالماء؛ لأن الماء لا يستقر في مكان، وكذلك الدنيا لا تدوم على حال مدى الدهر. كما أن الماء لا يبقى أبدًا في عيون جارية، فقد تفنى العيون وتصبح الأرض قاحلة جافة لا يطيقُ الإنسان البقاء فيها، وكذلك الدنيا فهي فانية غير باقية لأحد. ويكمنُ نفع الماء مادام بقدر معتدل، أما إن جاوز الحد صار مهلكاً، وكذلك الحال في الدنيا؛ ينتفع الإنسان منها بقدر ما يغنيه ويكفيه ولا يلهيه، فإن سعى فيها بجشعٍ وغرور فالهلاك مصيره لا محالة.

الرسالة الثانية: من أبهى صفات الإنسانية أن تقابل الإحسان بالإحسان مع البشر، بغض النظر عن جنسهم وعرقهم ودينهم، وهذا جوهر جميع الرسالات السماوية المنزلة التي منّ الله بها علينا. وفي هذا المقام أذكر قصة أذهلتني لمؤسس شركة “نايك” للأحذية الرياضية، حيث إنه في بدايات تأسيس شركته لم يتمكن من تصميم شعار للشركة عند مصمم محترف، فاتفق مع طالبة في إحدى الجامعات على تصميمه مقابل مبلغ زهيد (34 دولارا) - ولم يكن يمتلك المبلغ حينها - فتوسل إليها أن تؤجل صرف الشيك إلى حين توفر المبلغ؛ ففعلت. المذهل أنه بعد سنوات قليلة أصبحت الشركة من أكبر الشركات على مستوى العالم وأكثرها توسعا. وفي حفل بهيج دعا المؤسس هذه الشابة وسط حضور ضخم ووسائل إعلام ليشكرها على وقوفها معه في بدايات التأسيس، وقدم لها خاتمًا نفيسًا و500 سهم في الشركة. الإحسان خُلق إنساني كبير لا يستطيع بعض الناس أن يتصف به مهما حاول ذلك، بينما النفوس الكبيرة تبقى كبيرة في كل الظروف والأحوال ولا تغيرها المناصب والأموال.

الرسالة الثالثة: نعوذ بالله من إلف نِعَمِهِ التي نقابلها بعدم الشكر والامتنان. لقد نزلت على أقوام عديدة سابقة نقم وعقاب من الله سبحانه لأنهم كفروا بأنعم الله فلم يشكروا ولم يحمدوا، بل جحدوا! ومن الجحود ما يكون بين الناس، فبعضهم يقابل المعروف بالنكران. حين تقف موقفًا مشرِّفًا مع شخص جاحد.. لا تسْعَ إليه ليشكرك، فقط راقب الأيام وكن صبورا، ولا تأسف على ما قدمت أبداً فهو محفوظ عند ربك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .