العدد 4673
السبت 31 يوليو 2021
banner
“محرم على الأبواب”..مواجهة الجائحة بمسؤولية أكبر
السبت 31 يوليو 2021

زيارة مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس لبلادنا قبل أيام ولقائه عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وافتتاح المنظمة لمكتبها رقم 152 في مملكة البحرين، هو تتويج لتجربة البحرين الرائدة على مستوى العالم في التعامل مع جائحة فيروس كورونا بما يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية.

هذا الوعي الحضاري هو الفيصل، وهذا هو عهد قيادتنا في أبناء وطنها ونذكر ما قاله جلالة عاهل البلاد، من أن “أبناء البحرين هم عتاد الوطن في مواجهة كافة التحديات بما يتسمون به من وعيٍ وتعامل حضاري مع مختلف المستجدات العالمية (...)، فمواجهة فيروس كورونا (كوفيد 19) والتغلب عليه ليس بتحدٍ نواجهه محليا فقط، وإنما هو أزمةٌ يواجهها العالم بأسره، وكلنا ثقة في أن مملكة البحرين قادرة بتكاتف أبنائها على تخطي هذا التحدي”.

ثمة اختبار حقيقي الآن، فحتى ننجح بمعدلات أكبر سيكون علينا لزامًا إدراك مخاطر الفيروس المتحور الذي قد يضاعف الحالات.. التجمعات العائلية.. المناسبات.. وهذا ما حدث ورأيناه من وعي والتزام خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وبعده نستعد لاستقبال موسم عاشوراء، حيث إن إدراك الخطر يضعنا أمام “خط أحمر” حتى لا نتفاجأ بارتفاع مخيف للحالات.

لا يزال أمامنا الكثير من العمل، ونحن نرى كل الأجهزة تعمل بأعلى درجات التأهب، وكل الجهود مقدرة.

إن مواصلة العمل والالتزام بأداء الواجبات في إطار الحملة الوطنية للحد من انتشار الفيروس، وتلبية كافة احتياجات القطاعات لمعالجة المعوقات التي تعترض الأداء، هي عبء ثقيل، لكنه حملته أجهزة الدولة بموظفيها وموظفاتها من مختلف الدرجات.. حملته من أجل سلامة الوطن وأهله، وهو مسار مستمر ويتقدم كلما اشتدت الظروف، وهذا يحدث لكي لا تزداد اشتدادًا.

من الأهمية بمكان أن نذكر بما تركز عليها توجيهات الدولة، ممثلة في اللجنة التنسيقية والفريق الوطني، من منع التجمعات، وأمامنا موسم إسلامي عظيم له مكانته القدسية، وهو موسم عاشوراء.. ولا داعي لأن نذكر بأن ذكرى استشهاد الإمام الحسين “ع”، هي ذكرى ماثلة في وجدان المسلمين جميعًا، ولا تقتصر على طائفة دون أخرى أو مذهب دون آخر. موسم كبير يحتشد فيه الناس لإحياء شعائره، وهي شعائر لها مكانتها، ليس لدينا كمواطنين فحسب، بل لدى الدولة أيضًا التي تقدم لها كافة التسهيلات منذ عقود من الزمن.

موسم عاشوراء هذا العام يلزم الاستعداد له من الآن بخطة عمل وإجراءات تقوم على عدم عقد التجمعات على الإطلاق، فكما أحيينا عاشوراء منذ قديم الزمن، سيبقى الإحياء إلى الأبد أيضًا.. ولكن بعد أن يزول خطر الفيروس ونصل إلى “صفر” حالات، وأؤمن بأن القائمين على الحسينيات والمآتم والمواكب مدركون لمسؤوليتهم.. وكذلك المعزين والمشاركين.. نعم تهفو قلوبنا لإحياء الذكرى، لكنها ستكون باقية نحييها كل عام.. والجميع في خير وسلامة وأمان وقد خلصنا الله سبحانه وتعالى من شرور الجوائح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية