+A
A-

حرائق تركيا.. النار تجتاح الحقول و"الحيوانات تحترق"

مزارعوا قرية "كاكارلار" على الساحل الجنوبي لتركيا، مصدومون من مشاهد مروعة اللحرائق التي اجتاحت غابات المنطقة، وخلفت دمارا كبيرا.

وبينما قال وزير الزراعة والغابات، بكير باكديميرلي، السبت، إنه تمت السيطرة على 91 حريقا من أصل 101 اندلعت وسط رياح قوية وحرارة شديدة، أعلنت هيئة الطوارئ والكوارث التركية أن الحرائق طالت خمس مقاطعات.

وشهدت تلك المناطق مشاهد مروعة، حيث طالت الحرائق هكتارات من الغلاف الغابي، وتسببت في "احتراق الحيونات" بحسب سكان ومزارعين من تلك المناطق.

وقال، موزيان كاكار، البالغ من العمر 56 عاما في تقرير لشبكة "سي أن أن" الأميركية إن "الحيوانات تحترق، وكل شيء سيحترق، أرضنا وحيواناتنا ومنازلنا".

وعلى بعد مئات الأميال إلى الغرب، في منطقة بودروم السياحية الساخنة، تم إجلاء أكثر من 1000 شخص بالقوارب يومي السبت والأحد، هربا من حرائق الغابات.

ولقي ثمانية أشخاص على الأقل حتفهم في أكثر من 100 حريق اندلعت في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفقا لوكالة أنباء الأناضول الحكومية. 

واشتعلت النيران بسبب درجات حرارة الصيف الحارقة والظروف التي يقول الخبراء إنها تفاقمت بسبب تغير المناخ.

أفادت الأناضول أن سبعة أشخاص قتلوا في حرائق مانافجات بإقليم أنطاليا ، فيما لقيت الضحية الثامنة حتفها في مرماريس. 

وفي قرية "كاكارلار" عاش السكان مشهدا مأساويا حيث رأوا المنازل التي بنوها تحترق أمام أعينهم وتقع أرضا.

"عمليات إخلاء وعلاج للمصابين"

ومنذ اندلاع الحرائق الأربعاء، تلقى أكثر من 864 شخصا علاجا طبيا، بحسب وزير الصحة.

وأفاد رئيس بلدية بودروم السياحية، أحمد أراس، الأحد، أنه تم إخلاء عدد من أحيائها، حيث اشتعلت النيران بفعل الرياح القوية من منطقة ميلاس القريبة.

وقال إنه تم نقل أكثر من 1100 من السكان إلى جزء آخر من بودروم على متن نحو 20 قاربا، إذ تعذر إجلاء الناس برا.

كما أجلي سكان من مدينة مرمريس في محافظة موغلا بقوارب بمساعدة قوات سلاح البحرية، بحسب وزارة الدفاع.

وذكرت محطة "إن تي في أن" أن مزيدا من عمليات الإجلاء تمت في قرية سرتكوي في محافظة أنطاليا، بينما غطت سحب دخان رمادية المنازل. 

وقال وزير الزراعة والغابات إن 111 حريقا باتت تحت السيطرة، لكن خمسة حرائق لا تزال مشتعلة في أنطاليا وموغلا. 

"منزل والدي احترق"

ونقلت شبكة "سي أن أن" عن المزارعة غولاي كاكار البالغة من العمر 48 عاما "منزل والدي احترق" ثم تابعت متحسرة "لقد ذهب، ذهب، ذهب" ، قبل أن تضيف أنها كانت "تركض لتطلق سراح الحيوانات".

من جانبها، قال ناميت أتيك (37 عاما)، وهو مزارع من قرية مجاورة، إنه جاء إلى كاكارلار للمساعدة. 

وقال لشبكة سي أن أن: "سنساعد القرية في كل ما تحتاجه... نحن هنا من أجلهم".

وأضاف "نوفر لهم الماء وسياراتنا وجراراتنا ومناشيرنا" ثم تابع "نحن قرويون من الغابات، مصدر رزقنا هو الغابة، إذا أكلتها النيران، فلا حياة لنا".

ونشرت الحكومة التركية حوالي 4 آلاف فرد، إلى جانب مئات من سيارات الطوارئ، للمساعدة في إخماد النيران هذا الأسبوع.

قال الوزير بكير باكديميرلي للصحفيين الخميس إن 77 منزلا على الأقل تضرر في مقاطعة أنطاليا ونفق أكثر من 2000 حيوان مزرعة.

ويحذر الخبراء من أن تغير المناخ سيلحق مزيدا من الضرر بتركيا، ما سيتسبب في مزيد من حرائق الغابات إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة المشكلة. 

ووفقا لأرقام الاتحاد الأوروبي، تعرضت تركيا لـ133 حريقا هذا العام مقارنة بما معدله 43 حريقا بحلول هذا الوقت من العام بين 2008 و2020.