+A
A-

عائشة الحرم: مجال الفضاء واعد ويوفر وظائف مرموقة برواتب مجزية

  • اختيارها ضمن فريق البحرين للفضاء كان أكبر دعم لها

  • معلومات الأقمار الصناعية أحد أبرز ثروات العصر

 

قالت مهندسة الفضاء بالهيئة الوطنية لعلوم الفضاء عائشة الحرم إن الدراسات العالمية أثبتت أن علوم الفضاء تعد أحد أبرز علوم المستقبل، وأن وظائفها هي الوظائف التي ستستمر وسوف تحقق شروط الاستدامة وتضمن الاستغلال الأمثل للثروات والموارد، إلى جانب أنها ترفع  من مستوى الخدمات، الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على تحقيق التطور والازدهار.

ولفتت في لقاءها على الحساب الرسمي للجنة الشباب بالمجلس الأعلى للمرأة على "انستغرام" إلى أن مجال علوم الفضاء سيساهم في خلق وظائف جديدة مرموقة برواتب مجزية، وأنها من الوظائف التي تعتمد بشكل كبير على الجهد الذهني وليس البدني.

وذكرت أن مجال الفضاء يعد أحد أهم المكونات الرئيسية للبنى التحتية للدول، حيث نستطيع من خلال تطبيقات علوم الفضاء التأكد من جودة الهواء والمياه، وتحديد أماكن الثروة السمكية، إلى جانب قياس مستوى جودة الإسفلت وتحديد المناطق التي من الممكن أن تتضرر بالفيضانات الناتجة عن الأمطار، فضلا عن أماكن تجمع الأمطار، مما يساعد على تفادينا الكوارث من خلال الحصول على المعلومات من الأقمار الصناعية.

وأشارت إلى أن المعلومات التي تقدمها لنا الأقمار الصناعية تعتبر أحد كنوز وثروات العصر، خصوصاً في عصر الثورة الصناعية الرابعة التي نعيشها عالياً.

ولفتت إلى أن مجال علوم الفضاء يمنحنا الكثير من المعارف، كما أن الصور الفضائية تغطي مساحات هائلة وشاسعة في فترات زمنية قصيرة، وتوفر الكثير من التكلفة والجهد تحديداً مع تكرار الحصول على البيانات من المواقع.

 

هندسة الحاسوب

وقالت عائشة التي تعد أول مهندسة فضاء في البحرين إنها بدأت مسيرتها التعليمية الجامعية في دراسة هندسة الحاسوب، حيث تخرجت بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، كما أنها حققت المركز الثاني في جائزة جاتكس العالمية عام 2015 عن مشروع تخرجها الروبوت الذي يكشف عن الغازات المتفجرة والسامة.

وأشارت إلى أنها اتجهت بعد مرحلة البكالوريوس إلى دراسة الماجستير في تقنية المعلومات بجامعة البحرين حيث تخرجت بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، ليتم بعد ذلك ابتعاثها لدراسة الماجستير في هندسة الحاسوب في تقنيات ونظم الفضاء، في الوقت الذي تم الإعلان فيه عن الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء،  وقد حصلت في البرنامج على امتياز بمرتبة الشرف الأولى لتكون بذلك أول مهندسة بحرينية في مجال الفضاء.

وبدأت عائشة مسيرتها المهنية كمدرسة في وزارة التربية والتعليم ثم انتقلت للعمل كمطور برامج إلكترونية في إدارة نظم المعلومات، وبعد الإعلان عن إنشاء الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء قررت عائشة اتخاذ قرار جريء يلبي طموحاتها وذلك بالانتقال للعمل في الهيئة، والمشاركة ضمن الفريق العامل على تطوير وبناء أول قمر صناعي بمملكة البحرين.

وقالت عائشة إن مجال الفضاء قبل 3 عقود كان يعد من المجالات ذات الطابع السري والمحصورة على عدد بسيط من الدول، إلا أنه ونظراً لأهمية هذا العلم باتت الكثير من الدول تتجه نحو اكتسابه؛ لإدراكها لما سيشكله من فارق كبير في مستقبل الدول وتطورها.

ولفتت إلى مشاركتها في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية الدولية التي أضافت لها الكثير من الخبرات والمعارف، وقدمت لها إفادة كبيرة في ما أنتجته من أبحاث متعلقة بالفضاء والذكاء الاصطناعي شاركت بها في مؤتمرات ومجلات علمية محكمة.

وعبرت عن فخرها بكون أحد برمجياتها تستخدم اليوم في القمر الصناعي "ظبي سات" الذي يدور حول الأرض، وأن هذه الجهد العلمي ترجم في بحث علمي سيتم عرضه في أكبر مؤتمر دولي للفضاء نهاية هذا العام.

وقالت عائشة حول إمكانية إدخال علوم الفضاء في المقررات الدراسية إن علوم الفضاء ليست تخصص بحد ذاته، لكونها تعتمد بشكل أساسي على العلوم الأساسية (العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والهندسة)، وأن الانخراط في هذا التخصص يكون بعد إنهاء مرحلة البكالوريوس أو بعد التخصص في احد التخصصات الهندسية أو البرمجيات أو الفيزياء، وذلك كتطبيق واقعي لما تم دراسته.

وعبرت عائشة عن سعادتها وامتنانها لدعم وتشجيع الأهل والأصدقاء لها، وتوفير البيئة المحفزة على العطاء وتطوير الذات، رغم كل العوائق والظروف.

 

فريق الفضاء

وقالت: إن اختيار عائشة ضمن فريق البحرين للفضاء كان الفرصة والدعم الأكبر الذي حصلت عليه في مسيرتها التعليمية لما تضمنه من فرص الابتعاث والتدريب والتطوير المستمر التي حصلت عليها.

وذكرت أن طموح عائشة وأحلامها في مجال علوم الفضاء لا حدود لها، حيث تطمح لمواصلة تطوير معارفها في مجال تخصصها، والاستمرار في مجال البحث العلمي؛ لما له من دور كبير في اكتشاف حلول مبتكرة للتحديات المختلفة التي تواجه مجال بناء الأقمار الصناعية.

وأكدت سعيها للعمل بشكل مضاعف لنقل المعرفة والخبرة التي اكتسبتها في السنوات الماضية لشباب مملكة البحرين وتوظيف هذه الخبرات التي تعلمتها في المشاريع المستقبلية للهيئة.

وأفصحت عن طموحها في إنشاء قمر صناعي ثاني في مملكة البحرين؛ لتكون مساهما فاعلاً في خلق قطاع فضائي وطني يسهم في توفير حلول متقدمة تدعم كافة الأنشطة التكنولوجية والاقتصادية في مملكة البحرين.

وقالت إنه يجب على أولياء الأمور أن يكونوا على اطلاع أكبر بمتغيرات سوق العمل وأن يولوا التخصصات التقنية الجديدة اهتماما أكبر؛ لضمان مستقبل أفضل لأبنائهم، إلى جانب الاهتمام بالعلوم الأساسية التي تؤهلهم للانخراط في مجالات علوم المستقبل.

وأشارت إلى أن على الشباب أن يكونوا على يقين تام أن لا شيء في الحياة خال من التحديات، وأن عليهم أن يسعوا لتحويل التحديات إلى فرص وقصص نجاح بالصبر والإصرار والعزيمة.

ولفتت إلى أن المرأة البحرينية قوية بطبيعتها ومتواضعة بحكم تربيتها، ولا تحتاج سوى للثقة بالنفس وحسن التوكل على الله والاجتهاد المقترن بالمثابرة  لتحقيق أحلامها وطموحاتها، في ظل الدعم والرعاية الكريمة التي توليها مملكة البحرين للمرأة وتهيئة كافة الإمكانيات لنهضتها وإتاحة الفرص لها.

ونوهت بالدعم الكبير من لدن المجلس الأعلى للمرأة في اختصار الكثير من الوقت والجهد على المرأة البحرينية لتحقيق ب العديدة لها، مما جعلها مصدر فخر ومثالاً يحتذى به ونموذجا عالميا ترفع به راية البحرين عالياً.