+A
A-

السفير "هاي كوان تشونغ": الثقافة الكورية تحظى بترحيب واهتمام الشعب البحريني

أوضح سفير جمهورية كوريا لدى مملكة البحرين "هاي كوان تشونغ" أن الجمهور البحريني يقبل كثيرا على الثقافة الكورية ويسعى للتعرف عليها ودائم الحضور وبقوة في مختلف الفعاليات الفنية والثقافية التي تقيمها السفارة، مؤكدا أن تنظيم مثل هذه الفعاليات تلعب دورا مهما في زيادة وتعزيز التفاهم بين الشعوب وفتح آفاق أوسع للتعاون.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته "البلاد" مع السفير الكوري لدى المملكة:

 

حدثنا عن الأنشطة الثقافية والفنية التي تقيمها السفارة في مملكة البحرين؟

إحدى أولويات السفارة الكورية في مملكة البحرين هي تسهيل وترويج الأنشطة الفنية والثقافية، من خلال استضافة وتنظيم عدد من البرامج والتي أصبحت حدثا سنويا كمهرجان الأفلام الكورية وبطولة التايكواندو، ناهيك عن استضافة عروض للموسيقى والرقص التقليدي الكوري، وعرض الأزياء التقليدية الكورية ومعرض الصور التي تنقل الطبيعة الكورية وغيرها من الأنشطة.

فنحن مؤمنون بأن تنظيم مثل هذه الفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية تلعب دورا مهما في زيادة وتعزيز التفاهم بين الشعوب وفتح آفاق أوسع للتعاون بين الدول.

إلى أي مدى هناك إقبال من الجمهور البحريني على الأنشطة الفنية والثقافية الكورية؟

هناك إقبال كبير من الجمهور البحريني على الثقافة الكورية والتعرف عليها، فدائما نجد الجمهور البحريني حاضرا وبقوة في مختلف الفعاليات التي نقيمها، فعلى سبيل المثال حقق مهرجان الأفلام الكورية في نسخته الثامنة التي نظمته السفارة في العام 2020 في سينما السيارات بخليج البحرين، نجاحا كبيرا وأمتلأ المكان بالحضور قدر بنحو 700 شخص مع كامل الالتزام بكافة التدابير الاحترازية واتباع التعليمات المتعلقة بفيروس كورونا.

 

تحرص مملكة البحرين متمثلة في هيئة البحرين للثقافة والآثار على إدراج النشاط الثقافي والفني ضمن مختلف برامجها على مدار العام... ما تعليقك؟

نثمن جهود هيئة البحرين للثقافة والآثار وهناك تعاون قائم بيننا، فقد شاركنا بأحد العروض الفنية في مهرجان ربيع الثقافة الذي تقيمه الهيئة سنويا والذي يعد منصة مهمة لاستقطاب الجماهير واكتشاف الفنون والثقافات، ونحن في تواصل دائم مع الهيئة لتحقيق مزيد من التعاون في المجال الفني والثقافي.

كيف وجدتم أصداء تجربة عرض مسلسل درامي كوري في تلفزيون البحرين؟

أصداء ممتازة وتجربة ناجحة بكل المقاييس ونتمنى أن تستمر، كما عرفنا أن هناك عددا لا بأس من المشاهدين البحرينيين تحدثوا بإيجابية وإعجاب عن الدراما الكورية في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ووصفوها بالتميز الفني الخاص والمتماسك ونقلها للروح والمبادئ الشرقية المعروفة، كما قام تلفزيون البحرين أيضا بعرض عدد من برامج الرسوم المتحركة الكورية بالتعاون مع منظمة كوريا العالمية للبث (Arirang).

 

الثقافة والفنون لغة تخاطب بين الشعوب على اختلافها.. إلى أي مدى استطاعت الفنون والثقافة الكورية أن تلعب هذا الدور خصوصا مع تحول العالم إلى قرية صغيرة في هذا العصر؟

تم استحداث مصطلح K-Culture، وهو المصطلح الذي تندرج تحته أنواع الثقافة الكورية كموسيقى البوب الكورية والأفلام الكورية، والدراما الكورية وكذلك الرياضات الكورية، وأتمنى وأنا على يقين أيضا أن ثقافة "k" ستساهم في نهاية المطاف إلى تحويل العالم إلى قرية صغيرة مسالمة وجذّابة، كما ستعرض وتنقل الصفة المميزة للثقافة والحياة الكورية ومن أبرز المشاهير في هذا الميدان الفرق المعروفة عالميا كـ BTS وBlackPink واللتين تتمتعان بقاعدة جماهيرية وحضور آسر وشعبية واسعة وأثر كبير على الشباب، كما تعرف العالم من خلالهما على مسألة غاية في الأهمية وهي التفاهم المتبادل بين الشعوب والانفتاح على الآخر، وهذا لا ينطبق على الثقافة الكورية وحدها فحسب، وإنما على العالم أجمع.

ما مدى معرفة واطلاع الشعب الكوري الصديق بالثقافة والفنون البحرينية خصوصا والعربية عموما؟

بطبيعة الحال الأدب العربي معروف عالميا من خلال قصص ألف ليلة وليلة وغيرها من القصص والحكايات الشهيرة، وأتصور أن مسألة معرفة واطلاع الشعب الكوري على الثقافة والفنون البحرينية ونشرها تحتاج إلى جهود، علما بأن السفارة حينما تنظم أي فعالية فنية أو ثقافية تعمل على دمجها بالسمات الثقافية البحرينية وكذلك إشراك المواهب في الفعاليات مثل الموسيقى والأغاني وأيضا الأنشطة الرياضية، وذلك نابع من السعي نحو خلق نوع من التواصل وتبادل الخبرات والاندماج والمشاركات المتبادلة وتعزيز روح التعاون.

 

هل هناك إحصائية عن عدد البحرينيين الذين يتحدثون الكورية أو الذين يسعون إلى تعلمها؟

تقوم السفارة الكورية منذ العام 2016 بتقديم دورات لتعلم اللغة الكورية من خلال التعاون المشترك مع عدد من الجامعات المحلية وبدعم أكاديمي من مؤسسة "الملك سيجونغ" في جمهورية كوريا، وبعض الدورات تقام على المستوى المجتمعي والآخر على المستوى الأكاديمي. ولا تقتصر هذه الدورات على البحرينيين فقط، بل تشمل المقيمين أيضا.

ففي العام الماضي وحده، شهدت دورة اللغة الكورية 407 تسجيلات في جميع حصصها بالمستويين المجتمعي والأكاديمي، ناهيك عن فوز الطالبة البحرينية "زهراء الصافي" بالمركز الأول في مسابقة الخطابة والتي ينظمها معهد "الملك سيجونغ "على مستوى العالم، متخطية ما يزيد عن 1000 متسابق.

وأتمنى حقيقة أن يبدي الطلاب البحرينيون اهتماما ورغبة أكثر في تعلم اللغة الكورية وإجادتها وتحقيق مزيد من النجاح.

ما المشاريع القادمة للسفارة؟

هناك عدد من البرامج التي تعمل السفارة على تنظيمها للفترة المقبلة في الربع الأخير من السنة، منها استضافة عرض للموسيقى التقليدية الكورية، وحفل استقبال لليوم الوطني الكوري، وكذلك مهرجان الأفلام السنوي، وكل ذلك بطبيعة الحال رهن القرارات السارية فيما يتعلق بمكافحة جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية المتبعة.

 

هل من كلمة أخيرة؟

سعيد جدا بالترحيب الذي تحظى به الثقافة الكورية بكل أنواعها لدى الشعب البحريني والعالم أجمع، متمنيا أن تساهم الثقافة الكورية من خلال الأنشطة التي تقيمها السفارة في توطيد أواصر المحبة بين الشعبين الصديقين وتعزيز روح التعاون الخلاق.