+A
A-

بعد التهام غابات شاسعة.. اندلاع حريق ضخم في مستودع باسطنبول

اندلعت النيران شديدة، الجمعة، بأكبر مستودعات مدينة إسطنبول للمواد المنزلية واللوجستية، الواقع في منطقة اسنيروت المكتظة بالسكان، في الشمال الغربي من القسم الأوروبي من المدينة.

الحريق الذي لم تُحدد أسبابه حتى الآن، اندلع فجأة، بينما كان العُمال والحراس مجتمعون في صالح الطعام الرئيسية.

فقد حدث انفجار مفاجئ، تلته موجة ضخمة من النيران في القسم الشرقي من المستودع، الذي يمتد لمساحة 20 ألف متر مربع، ويضم ما يُقدر 13 ألف طن من المواد المخزنة، ما لبث أن امتد لجميع جوانب المستودع، حيث غطت غمامة دخانية كامل الأحياء المحيطة به، وتمكن جميع سكان إسطنبول من رؤيته.

المستودع الضخم الذي يقدم خدمات توزيعية للعشرات من مراكز "البيع بالمفرق" يضم أقساماً خاصة بالمواد الغذائية وأخرى بمواد الموبيليا والحاجات المنزلية، بالإضافة لأقسام الملابس والأحذية والأقمشة، أي أن أغلبية مواده هي من المواد الكربونية سريعة الاشتعال.

 السلطات البلدية في مدينة إسطنبول أعلنت إرسالها لـ40 سيارة إطفاء والمئات من رجال الإطفاء المختصين إلى المنطقة التي أندلع فيها الحريق، وذكرت إن فرق المساعدة الهندسية والمدنية تستعد لإخلاء أحياء كاملة من المنطقة في حال عدم السيطرة على الحريق خلال ساعات، هي بيليك ودوزو وبيوك وشكمجة وباشاك شهير. حيث تخشى السلطات المحلية أن تتوسع رقعة الحريق إلى كامل المنطقة المحيطة بها، أو أن يدفع هبوب الرياح بالغمامة الدخانية الكُبرى لأن تصطدم ببعض الأبراج القريبة وتخلق إصابات للسكان هناك. كذلك أعلنت قوات الشرطة المحلية إنها أخلت 12 مركزاً تجارياً وتسويقياً في المنطقة المحيطة بالحرب.

المواطنون القريبون من منطقة المستودع، الذين اتصلت معهم سكاي نيوز عربية، عبروا عن قلقهم الشديد من إمكانية أن تصل النيران إلى مناطقهم، خصوصاً وإن درجات الحرارة وهبوب الرياح المسائية من جهة البحر قد يساعد في ذلك، كذلك أخبروا سكاي نيوز عربية إن انفجارات متتالية أصغر من الانفجار الأول يحدث بين وقت وآخر، بينما يقوم رجال الإطفاء بمحاولة السيطرة على الحريق.

  بيان والي محافظة إسطنبول، الذي أعلن فيه إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المنطقة، أحدث حالة رُعب بين السُكان، سواء الراغبين بالخروج من المنطقة، أو المتطلعين لدخوله لإخلاء ذويهم من الأماكن القريبة. الوالي الذي برر قراره بمخاطر ناجمة عن إعاقة عملية الإطفاء وأجلاء الجرحى، أوضح إنه ليس حتى الآن أية مخاطر على السكان الباقين في بيوتهم، شريطة التزامهم البقاء داخل منازلهم.

 الجدير بالذكر أن تركيا تشهد أوسع موجة حرائق في تاريخها الحديث، حيث تلتهم الحرائق عشرات الآلاف من هكتارات الغابات الشجرية جنوب غرب البلاد، ولم تتمكن جميع الإمكانيات المتوفرة لدى الحكومة التركية من السيطرة على الحريق الذي امتد لأكثر من 300 كيلومتر طوال الأسبوع الجاري، في أكثر من 130 نقطة اندلاع.