العدد 4681
الأحد 08 أغسطس 2021
banner
اقلب الصفحة
الأحد 08 أغسطس 2021

هي نصيحة أود أن يزرعها البعض في باله، وأن يقتنع فيها شخصيا، خصوصا تجاه بعض المواقف والأشخاص الذين يعانون اضطرابات مبالغ فيها في تبني قضايا من النقيض للنقيض، وفي ظاهره تعرف التطرف، ولا تخص هذه الظاهرة التطرف العنفي الذي يعرف بالإرهاب، إنما كل أنواع التطرف حتى تلك المتعلقة بالأفكار، وسأضرب مثالا مبسطا لذلك، فتجد أحدهم يعيش حياة بوهيمية لا حسيب ولا رقيب فيها بكل تطرف ومجون، ثم تسمع فجأة أنه التزم بل وتطرف أيضا لدرجة تصل لالتحاقه بمنظمات إرهابية تصدر العنف، ثم تصحو فجأة لتجده عاد لسابق عهده وهكذا هو الحال مرارا وتكرارا، فالمتطرفون فكريا ممن يغالون في الدفاع عن فكرة بذاتها ووجهة نظر خاصة جدا لا علاقة لها بالاتزان غالبا ما يكونون من هواة ركوب الأمواج، ويعلمون جيدا من أين تؤكل الكتف لا أكثر ولا أقل، وفي كل مرة يخلع جلده ويتلون حسب مصالحه الخاصة التي تخدمه شخصيا.

لإشكالية هنا أن أولئك المتلونين غالبا ما يميلون إلى استعطاف الرأي العام بأية وسيلة، ذلك أن استقطاب المؤيدين يكفل لهم الاستمرارية في بث سمومهم بالشكل المرجو، ويسمح لهم أيضا ببناء قاعدة جديدة في كل مرة قرروا فيها أن يغيروا من رأيهم أو مبدئهم أو ما شاءوا أن تسميته استنادا على فكرة أن ابن آدم خطاء وأن الحياة تقدم دروسا يومية كفيلة بأن تنقلهم من معسكر الشرق إلى معسكر الغرب و”لفي بينا يا دنيا”.

الحقيقة أن من يمتهنون الكلام كما أحب أن أسميهم دوما، محاسبون في كل مرة يقومون فيها بزرع أفكار متطرفة في الشرق وفي الغرب قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، فالكلمة شرف كبير لمن يفهم معنى الكلمات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية