العدد 4682
الإثنين 09 أغسطس 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
ممكن بطاقة عملك من فضلك..
الإثنين 09 أغسطس 2021

في إحدى المناسبات تعرفت على أحد الأشخاص، وكان كما أذكر أحد أعضاء الإدارة التنفيذية في إحدى المؤسسات المعروفة، وقبل مواصلة الحديث وعملًا بالاتيكيت والبروتوكول المتبع في مثل هذه اللقاءات، قمنا بتبادل بطاقات العمل “business cards”. أخذ صاحبي وقتًا وهو يتفحص ويطالع باهتمام لافت بطاقتي ثم ينظر إلي قائلًا:

يسعدني التعرف عليك، في الحقيقة هذه المناسبات اعتبرها إحدى الوسائل الفاعلة للتعرف والالتقاء بأشخاص مهمين والتوسع في شبكة التواصل لدينا. ثم بدأنا الحديث في مواضيع مختلفة. أحسست بحرج شديد من أسلوب تعامل محدثي مع بطاقة العمل، فقد أعطاني درسًا قيمًا وصعب النسيان في فن التواصل والاتيكيت. فأسلوب تعامله واطلاعه على تلك البطاقة وبهذا الاهتمام واحتفاظه بها في يده لفترة جعلني فعلًا أحس بحرج وربما بشيء من محاسبة الذات ولومها... لماذا؟

لأنني وببساطة لم أقابل تلك السلوكيات المهنية الراقية بتصرف مساو في التعامل مع بطاقة ذاك الشخص. يجب أن أعترف بذلك والاعتراف بالخطأ فضيلة كما يقال. فالذي فعلته مع بطاقته هو أني ألقيت نظرة سريعة جدًا على المحتوى ومن ثم وضعتها فورًا في جيبي، وكأنني أريد التخلص منها بعكس ما فعله صاحبي كما ذكرت آنفًا.

كان محدثي يردد اسمي وهو يخاطبني وهذا من أصول التواصل، فهو تقدير للذات الأخرى وفي ذات الوقت يذكر اسم المؤسسة التي أعمل بها وموقعي الوظيفي. بينما كنت في وضع لم أستطع خلاله مجاراته في ذلك فقد نسيت تلك المعلومات المهمة خصوصًا اسمه والمؤسسة التي يعمل بها وحتى المسمى الوظيفي له. أحسست أن إخراج البطاقة من جيبي مرة أخرى للإطلاع على تلك المعلومات هو علاج غير إيجابي وغير مهني.

يقول معجم المصطلحات الإدارية إن “حاجة الفرد إلى احترام النفس أو تقدير الذات وتقدير الآخرين له هي رابع الحاجات من حيث درجة أهميتها وقوتها طبقا لتصنيف ماسلو للحاجات”. ألا تشاركني الرأي سيدي القارئ أن أسلوب تعاملنا مع بطاقات العمل التي نستلمها من الآخرين له صلة بتلك الحاجات؟ ما رأيك؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .