+A
A-

بعد العملية الكبرى.. تونس تدخل مرحلة جديدة في مكافحة كورونا

بعد ساعات من انتهاء اليوم المفتوح للتطعيم ضد فيروس كورونا، أعلنت السلطات الصحية في تونس، بدء مرحلة جديدة من خطتها لمكافحة الفيروس.

وتبدأ المرحلة الجديدة، الإثنين، وتتمثل في بتوزيع اللقاحات على الصيدليات الخاصة والعيادات.

وأوضحت السلطات التونسية أن المرحلة الجديدة ستشمل تطعيم الفئات العمرية البالغة من العمر 30 عاما فما فوق في المرحلة القادمة، كما سيتم تطعيم طلاب المدارس البالغين 18 سنة فما فوق.

العملية الكبرى

وكانت تونس أعلنت أنه تم تطعيم أكثر من نصف مليون مواطن خلال نشاطات خلال عملية التطعيم الكبرى، التي تمت الأحد، في شتى أرجاء البلاد وشملت من هم فوق 40 عاما.

وهذه هي العملية الأكبر التي تطلقها السلطات التونسية للحد من انتشار فيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من 20 ألف تونسي وأصاب أكثر من 600 ألف، منذ مارس 2020.

وحرصت تونس على كسب تحدي تنظيم هذا اليوم المفتوح للتطعيم المكثف، بعد أن شهدت تجربة فاشلة للتطعيم المكثف يوم عيد الأضحى، بسبب حالات من الفوضى والعنف.

وقال مستشار الرئيس التونسي، وليد الحجام، في تصريحات للوكالة الرسمية، إن الإقبال المكثف على مراكز التطعيم دليل على استرجاع المواطن لثقته في مؤسسات الدولة.

وزار  الرئيس قيس سعيّد عددا من مراكز التطعيم ضد "كوفيد-19"، وعاينوا خلالها ظروف استقبال المواطنين والمواطنات الراغبين في تلقي التطعيم.

الأمور ميسرة

ويقول عمر (51 عاما): "لم يسبق لي التسجيل من أجل التطعيم فقد كنت مترددا بشأن ذلك، وقدمت اليوم بعد أن اقتنعت بأهمية التطعيم لحمايتي من كورونا، وأقنعت أيضا أفراد عائلتي للإقبال على التطعيم".

وبدورها، تحدثنا مريم (42 عاما): "تخوفت في البداية من الإقبال على تظاهرة يوم التطعيم المكثف خوفا من الاكتظاظ وغياب إجراءات الوقاية، ولكن الأمر كان سهلا ولم يستغرق سوى ساعة فقط من الزمن".

أما آمال البالغة من العمر (57 عاما) فتقول:" لقد سبق وأصبت بفيروس كورونا وأعرف جيدا مخاطر المرض، وصرت بعدها أكثر حرصا على حماية نفسي وعائلتي وقد حرصت لأتلقى التطعيم وكلي أمل أن نتجاوز الرعب الذي نعيشه بسبب انتشار عدوى كورونا قبل فصل الشتاء ".

ماذا يقول المتطوعون؟

واعتمدت حملة التطعيم الواسعة النطاق على عدد كبير من المتطوعين، لاستاع نطاقها، وتقول المتطوعة فرح (21 عاما): "بلادنا تحتاجنا في هذه المرحلة للمساعدة على الحد من انتشار المرض، وقد جئت للتطوع في تنظيم الصفوف ومساعده الناس وتوجيهم منذ ساعات الصباح الأولى".

أما يوسف (24 عاما) فيؤكد لنا أنه جاء مع مجموعة من الشباب أبناء منطقته للإشراف خاصة على الجوانب التنظيمية رفقة عناصر الجيش والأمن.

ويقول "نسعى فقط للمساعدة بلا حسابات لا خلفيات فقد جئنا من أجل تونس، حتى يتم تجاوز الاكتظاظ وتنظيم دخول المواطنين للتطعيم بسلاسة".

وتشهد انخفاضا في معدل الإصابات بوباء كورونا، حيث تشير آخر المؤشرات إلى تراجع نسبة إيجابية تحاليل تقصي الفيروس على المستوى الوطني إلى 23 بالمئة بعد أن كانت تتجاوز 30 بالمئة.

وتكثف تونس عمليات التطعيم من أجل تحقيق مناعة مجتمعية بعد أن حصد الوباء منذ ظهوره في البلاد أكثر من 20 ألف ضحية.