الرئيس غني يغادر أفغانستان... ودول غربية تُجلي رعاياها
“طالبان” تسيطر على كابل وتدعو الجيش للاستسلام
أعلنت “طالبان”، أمس الأحد، دخول العاصمة كابل مع وصول مقاتليها إلى مطار العاصمة الأفغانية وسيطرتهم على أحياء فيها، داعية عناصر الجيش الأفغاني للعودة إلى منازلهم. وقالت الحركة إنه سيسمح للأجانب بمغادرة كابل عبر مطارها، وعلى الراغبين من الأجانب البقاء في أفغانستان عليهم التسجيل لدى الحركة. كما أشارت إلى أنه لن يسمح لمقاتلي الحركة بالقيام بأي مظاهر احتفالية في كابل، متعهدة بأن العمل في المستشفيات والإمدادات الطبية لن يتوقف في كابل. وسيطرت “طالبان” على أكبر سجن في أفغانستان وأطلقت سراح السجناء، حيث تم تسليم قاعدة باغرام لـ “طالبان” بما في ذلك السجن الذي يضم 5 آلاف سجين، وفق ما أعلن مسؤول أفغاني.
وكان مسؤول أفغاني، أعلن في وقت سابق أمس أن طالبان تسيطر الآن على جكيع المعابر الحدودية للبلاد، مؤكدا أن مطار كابل هو المخرج الوحيد الباقي تحت سيطرة قوات الحكومة. ونُقل موظفو السفارة الأميركية في كابول بشكل عاجل إلى مطار العاصمة الأفغانية حيث تم إرسال الآلاف من القوات الأميركية، وفق ما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن أمس. وصرح بلينكن لمحطة “إيه بي سي” التلفزيونية “ننقل الرجال والنساء من سفارتنا إلى المطار. هذا هو سبب إرسال الرئيس (الأميركي جو بايدن) قوات مسلحة”، مشيرا إلى أن الهدف من إرسال القوة العسكرية كان ضمان تنفيذ هذه العملية “بشكل آمن ومنظّم”.
لكن على الرغم من الخطوة التي اتّخذت على نحو عاجل، رفض بلينكن تشبيه الوضع الراهن في كابول بسقوط سايغون بالعام 1975 مؤكدا أن الولايات المتحدة حققت أهداف الحرب في أفغانستان.
وقال بلينكن للمحطة التلفزيونية “هذه ليست سايغون. لقد دخلنا أفغانستان قبل 20 عاما في مهمة هدفها تصفية حسابات مع من هاجمونا في 11 سبتمبر. لقد أنجزنا هذه المهمة”.
من جهتها، غلقت كندا موقتا سفارتها في كابول وأجلت الموظفين على ما أعلنت وزارة الخارجية الكندية أمس.
وقالت السلطات الكندية في بيان “تقرر تعليق النشاطات الدبلوماسية في كابول موقتا”، موضحة أن هذه النشاطات ستعاود عندما “يسمح الوضع بضمان الخدمات المناسبة والسلامة المؤاتية لموظفينا”.
وفي تطور مفاجئ غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني أفغانستان حيث حركة “طالبان” على وشك الاستيلاء على السلطة على ما أعلن نائب الرئيس السابق عبدالله عبدالله.
وأفادت مصادر مطلعة أمس بأن وفدا من “طالبان” بدأ مفاوضات داخل القصر الرئاسي بكابل، مشيرة إلى ورود أنباء عن تخلي الرئيس الأفغاني عن السلطة وتشكيل حكومة مؤقتة.
إلى هذا، أفادت مصادر دبلوماسية باختيار علي أحمد جلالي الأكاديمي المقيم في أميركا ووزير الداخلية السابق لرئاسة حكومة مؤقتة في أفغانستان. من جهته، أكد وزير الداخلية الأفغاني عبدالستار ميرزا كوال أن “انتقالاً سلمياً للسلطة إلى حكومة انتقالية” سيجري في أفغانستان، إذ بات مقاتلو “طالبان” على وشك الاستيلاء الكامل على السلطة في البلاد. وصرّح ميرزا كوال في رسالة عبر مقطع فيديو بأنه “لا ينبغي على الأفغان أن يقلقوا (...) لن يحصل هجوم على مدينة (كابل). وسيجري انتقال سلمي للسلطة إلى حكومة انتقالية”. فيما أفاد مسؤول بالقصر الرئاسي الأفغاني أن الرئيس أشرف غني يجري محادثات طارئة مع الدبلوماسي الأميركي خليل زاد ومسؤولين كبار في حلف الأطلسي.
بالتزامن، أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أن تسليم السلطة في العاصمة كابل سيتم قريبا، بينما أفادت مصادر العربية أن عملية نقل السلطة ستتم خلال ساعات.
وكشفت مصادر عن أن وفدا من “طالبان” برئاسة القيادي ملا برادر دخل كابل متوجها للقصر الرئاسي.
وكان 3 مسؤولين أفغان قالوا لوكالة أسوشيتد برس إن عناصر “طالبان” دخلوا مناطق كالاكان وقراباغ وباغمان في العاصمة.
وتعهدت الحركة أنه “لن تتضرر حياة وممتلكات وكرامة أي شخص ولن تتعرض أرواح مواطني كابول للخطر”.
ولم تعترف الحكومة الأميركية على الفور بالتحركات. برغم ذلك، أمكن رؤية سحب الدخان بالقرب من سطح السفارة الأميركية، إذ قام الدبلوماسيون بتدمير وثائق حساسة بشكل عاجل، وفقًا لمسؤولين عسكريين أميركيين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما.