+A
A-

القسيس هاني عزيز: ماذا لو لم يمت الإمام الحسين؟

قال خادم الكنيسة الإنجيلية الوطنية، رئيس جمعية "البيارق البيضاء"، القسيس هاني عزيز، في تصريح لـ "البلاد" بأن مملكة البحرين موطن يحتضن كافة الأديان تحت مظلة قبول الآخر، وأن التسامح والتعايش السلمي قيم متأصلة في المملكة.

وأضاف حول مشاركته في مأتم الإمام الباقر (ع) في قرية بوري السبت المنصرم، بأن البحرينيين يتعايشون منذ مئات السنين بسلام ومحبة بكافة اطيافهم وشرائحهم، ويعود الفضل في ذلك لقيادة آل خليفة الكرام، وقد جاء عهد عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ليعزز نهج الآباء والأجداد ولتمسي البحرين منارة تشع حضارة وسلاما، لكل القاطنين على أرضها ولكل العالم.

وكان القسيس هاني قد أكد في كلمته التي ألقاها خلال إحياء مراسم عاشوراء حيث حل ضيفا على مأتم الإمام الباقر (ع) في قرية بوري: "لنا كل الفخر ان ندرك ان مليكنا المحبوب عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، هو داعم للتسامح والتعايش السلمي ورجل ملهم للسلام".

وأضاف "أن دستور مملكة البحرين كفل في مادته 22 حرية الضمير مطلقة، حيث إن الدولة تكفل حرمة دور العبادة، وحرية القيام بشعائر الاديان والمواكب والاحتفالات الدينية طبقا للعادات المرعية في البلد"، لافتا إلى مصادقة جلالة الملك على مشروع قانوني جديد وشامل لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف وازدراء الاديان والطائفية والعنصرية بجميع صورها واشكالها.

وفي سياق متصل قال القسيس هاني: "نتذكر أصحاب الإمام الحسين الذين كانوا من أديان واعراق مختلفة وهذا يتماشى مع اليوم الدولي للصداقة الذي حددتة الأمم المتحدة بتاريخ 30 يوليو من كل سنة، مبينا، أن الصداقة فيها اختيار حر من الفرد للأصحاب وهي ترجمة لقبول الآخر مهما كان هذا الآخر، ومهما كان مختلفا معي في الدين والجنس واللون".

وقال خادم الكنيسة الإنجيلية الوطنية، في كلمته التي ألقاها امام المشاركين: "جاء في خاطري سؤال، ماذا لو لم يمت الامام الحسين؟ ماذا سيكون رد فعله مع الذين حاولوا أن يقتلوه ؟ مردفًا، وللإجابة على هذا السؤال يجب ان نعرف أين تربى ونشأ الامام الحسين؟ ومن هم أسرته؟ وعندما نعرف ان جده هو رسول الاسلام محمد بن عبدالله وابوه هو الامام علي بن أبي طالب وأمه السيده فاطمة الزهراء، هذا يعني انه هو تربى على التسامح والتعايش وقبول الاخر، فإجابتي هى انه كان سيسامح كل من اذوه، وهذه هي سمات وصفات شعب البحرين، التسامح والتعايش السلمي وقبول الآخر والتعاطف، فهذه القيم توارثناها من الآباء وانتقلت الى الابناء ومنهم الى الاحفاد".

وأشاد القسيس هاني بما لمسه من نظام واتباع لكل الاجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي منذ لحظة وصوله للمأتم، حيث تم التأكد من انه قد تلقى اللقاح، معربا عن شكره وتقديره للمنظمين، وللجنة التنسيقية ولكل العاملين في فريق البحرين لمكافحة جائحة كورونا الذين يعرّضون أنفسهم كل يوم للمخاطر لاجل الحفاظ على صحة شعبنا الكريم، مردفا، "ولا ننسى ابدا الدور الفعال والاجراءات المدروسة من قبل ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة".

وعلى صلة، اكد القسيس هاني: "نحن في البحرين لا نحتاج لخَلق التسامح والتعايش بل ان دور كل فرد وكل مواطن صالح ان يفعل ويحافظ على هذه القيم النبيلة، والتسامح يعني البعد عن العنف ونبذ روح الانتقام، مضيفا، فلنخلع ثوب الكراهية والعنف ونلبس ثوب التسامح مع أنفسنا ومع بعضنا بعضا لكي نعيش معا في سلام لأن الله غفور رحيم، وكما علمنا سيدنا المسيح عندما جاء الرومان واليهود ليقبضوا عليه، صلى لاجلهم وطلب من الله ان لا يقم لهم هذه الخطية واختلق لهم العذر لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون وسامحهم.

واختتم بالقول: لقد ذكرنا السيد المسيح ان الله يشرق شمسه على الاشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين، فبركات الله يوزعها على جميع البشر حتى الذين يكفرون به، اذا كان هذا قصد الله فمن أنا حتى لا اتسامح واغفر كما يغفر لنا الله.