العدد 4689
الإثنين 16 أغسطس 2021
banner
الحُسين بلغات العالم
الإثنين 16 أغسطس 2021

سبط الرسول (ص) الإمام الحُسين بن علي (ع)، المُلقب بأبي الأحرار الذي وُلد عشية يوم الخميس ليلة الجمعة في الخامس من شهر شعبان من السنة الرابعة الهجرية بالمدينة المنورة، واستُشهد في السنة الحادية والستين بكربلاء؛ ارتبط اسمه باللحظة الحاسمة من حياته الشريفة في ملحمة “الطّف” الخالدة التي شكلّت تعبيراً متكاملاً عن قيم السماء وأعراف الأرض ومنازل الأنبياء ومراتب المُرسلين ونُخب الأولياء وسيادة الأصفياء، فضلاً عن وراثة الشهداء والصديقين والصالحين في ظهر يوم “عاشوراء” الفجيع الذي فاض بالتضحيات الجسام والمواقف الأبية من لدن هذا السبط الطاهر ومعه الصفوة الوفية من أهل بيته وأصحابه الذين آمنوا بربهم واسترخصوا أرواحهم.

يتبوأ السبط الحُسين (ع) مكانة رفيعة عند عامة المسلمين، وسيرته تعكس سمو نفسه وتربيته في حجر جدّه محمّد (ص) وتجسيده القرآن الكريم في عمله وأخلاقه حتى تمثلّت خصاله الكريمة وسجاياه السامية في مختلف الميادين ومتعدد المواقف التي برزت فيها سمات نهضته “الحسينية” وأشبعت قواميسها بخصال الإيثار وامتلأت معاجمها بنعوت الفداء، وشاعت فيها الشجاعة والإقدام عند منازلة الخصوم واقتحام الخطوب في سوح الوغى. فيما بدت الشهامة والمروءة معلماً أخلاقياً ونفسياً بارزاً فيها، بل وكانت بمجملها درساً عملياً في العزّة والكرامة ورفض الذّل لحجور طابت وأنوف حمّية ونفوس أبية في ثباتها وصبرها في سبيل العقيدة وتحمّل الصعاب عند المصيبة – للرجال والنساء – التي يفنى فيها سكّان السماوات ويموت بسببها أهل الأرض وجميع البريّة يُهلَكون.

هذه النهضة لم تنحصر في مذهب أو طائفة أو ديانة أو عقيدة، بل بدت “عالمية” الطابع حيث قال فيه الزعيم “غاندي” تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر، فيما يقول المستشرق الألماني “ماربين” إنّ الحسين كان يبث روح الثورة أينما حلّ، وأمّا الكاتب “انطوان بارا” فيقول إنّها أول ثورة سجّلت في تاريخ الإسلام والأديان السماوية الأخرى، بينما يقول المستشرق الأميركي “غوستاف” إنّ وقعة كربلاء ذات أهمية كونية أثر فيها مقتله تأثيراً لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى، وأمّا الهندوسي “تاملاس” فيقول إنّ هذه التضحيات الكبرى رفعت مستوى الفكر البشري. إنّ مأساة الحسين تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي على حدّ قول الباحث الإنجليزي “جون آشر”.

نافلة:

يحظى موسم عاشوراء الحسين (ع) في البحرين منذ مئات السنين بخصوصية دينية وثقافية واجتماعية وخيرية انفردت بها عن باقي دول العالم؛ تخليداً لهذه الذكرى الأليمة التي يتكامل فيها الدّعم الحكومي مع الجهود الأهلية وفق أعلى المستويات من خلال توفير التسهيلات اللازمة والخدمات المقدمة للمآتم والحسينيات ومواكب العزاء واللطم وأكشاك المضائف والتوزيعات التي تتشارك فيها مختلف فئات المواطنين وتواظب على حضورها متنوع الجنسيات من الجاليات العربية والأجنبية المقيمة في مختلف القرى والمدن البحرينية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية