العدد 4689
الإثنين 16 أغسطس 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
هل شاهدت مثل هذه المسرحية من قبل؟
الإثنين 16 أغسطس 2021

  بعد محاولات عدة نجح الموظف في الحصول على موعد لمقابلة الرئيس التنفيذي. وفور دخوله مكتبه بادره قائلًا: شكرًا على منحي هذه الفرصة للتحدث إليكم سيدي، كلنا يعرف مدى انشغالكم. قاطعه الرئيس: أهلًا، تفضل. ما موضوعك؟. شرح الموظف وضعه قائلًا: ربما عرض عليكم رئيسي المباشر وضعي. فأنا لم أحصل على أي فرصة تدريب خلال الـ 10 سنوات الماضية، وأنتم خير من يعرف أهمية التدريب والتطوير سيدي، فهما الوسيلة للتعامل مع المتغيرات بكفاءة ومهنية.

  بعد لحظات من الصمت، خاطب الرئيس مدير مكتبه آمرًا إياه بإعداد مذكرة إلى نائبه لترشيح هذا الموظف لدورة تدريبية في الخارج أسوة بزملائه الذين حضروا هذه الدورة التخصصية من قبل. وبنبرات حماسية، طلب أن تعد هذه المذكرة حالًا، وطلب من الموظف عدم مغادرة مكتبه حتى يتسلم نسخة من تلك المذكرة. في هذه الأثناء، اتصل الرئيس بنائبه ليخبره بقراره. لاحظ الموظف شيئًا من التغيير على ملامح الرئيس بعد تلك المكالمة.

  كما ولاحظ أيضًا وبعد المكالمة مباشرة قيام الرئيس بإرسال رسالة هاتفية إلى أحدهم. انتظر الموظف طويلًا وأحس أن شيئًا ما قد حدث وأثر في مسار القرار. فليس من المعقول أن يستغرق مدير المكتب كل هذا الوقت الطويل في طباعة مذكرة من أسطر معدودة. فهم الموظف الموقف وعرف محتوى الرسالة الهاتفية وعرف لمن وجهت أو هكذا فسر الموقف.

بعد انتظار طالت مدته وبعد استيعابه لبعض خيوط اللعبة، استأذن الموظف قائلًا وهو يغادر مكتب الرئيس: لم أكن أعرف أن مدير مكتبك بطيء في الطباعة لهذه الدرجة سيدي أو ربما هو مشغول بأمور أكثر أهمية. على أي حال شكرا مرة أخرى على وقتك الثمين والاستماع إلى موضوعي. طبعًا لم يستلم الموظف تلك المذكرة رغم مرور أشهر على ذلك اللقاء ولم ير تلك الدورة التدريبية بطبيعة الحال. ما رأيك سيدي القارئ في هذه المسرحية؟ وكيف تفسر هذا التصرف من قبل الرئيس التنفيذي؟

  يقول عالم الإدارة كوزس بوسنر “إن الناس يستمعون أولًا إلى ما يقوله القائد الإداري ثم ينتظرون أفعاله، إنهم يستمعون إلى حديثه ثم ينتظرون إلى الدليل الذي يبرهن على أن الالتزامات قد تم تنفيذها”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .