العدد 4692
الخميس 19 أغسطس 2021
banner
“علماء البحرين” أسمى من “البيانات المجهولة”
الخميس 19 أغسطس 2021

مما يثلج الصدر ويشعرنا بالاعتزاز بمجتمعنا هو حالة الوعي التي تميز مختلف الشرائح لا سيما حين تنتشر شائعة أو معلومات مغلوطة أو بيان مجهول لا هدف من ورائه إلا “النوايا الخبيثة” لإحداث بلبلة أو تأثير على استقرار المجتمع.. الحال، أن ذكرى عاشوراء التي نعيشها هذه الأيام تسير بشكل ممتاز التزامًا واحساسًا بالمسؤولية، والدولة تواصل عملها لتوفير كل الخدمات وفي الوقت ذاته الحفاظ على سلامة المشاركين في مجالس العزاء، وعلى الأخص وزارة الداخلية، التي نقدر ونثمن كل الجهود المباركة  بقيادة معالي وزير الداخلية الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، ودعونا أيضًا نخص بالشكر أبناءنا من شرطة خدمة المجتمع، رجالًا ونساءً، فقد رأينا ولا نزال نرى جهودهم وعملهم المشكور في خدمة رواد مجالس العزاء.

أمام هذه الحالة، نتساءل عن بيان مجهول صدر باسم “علماء البحرين”! سطور مليئة “بالتهويش اللاعقلاني” وفقرات تتحدث عن استهداف الموسم والملاحقات والمصادرات والاستدعاءات، ثم تبحث عن مصدر ذلك البيان فلا ترى إلا توقيعًا هلاميًا تائهًا لا أصل ولا أساس له، فعلماء البحرين “الحقيقيون” أسمى وأعلى من إصدار هكذا بيانات، حيث عهدنا فيهم الشجاعة في كل بياناتهم وبتوقيع يحمل أسماءهم، أما البيانات المجهولة المصدر، فتقع تحت علامات استفهام كبيرة، تفضي بها إلى أن تكون مجرد أوراق صفراء ذات نوايا سيئة.

كما يعرف الكثيرون منا، فإن موسم عاشوراء ، بدأ بصورة مشرفة وعالية من ناحية التزام الجميع، أو لنقل التزام الأغلبية ، وإن صدرت بضع ممارسات ومخالفات وانتهت، ففي المقابل، لم تتوان الدولة عن الاستمرار في متابعة احتياجات ومتطلبات نجاح الموسم منذ بدايته، وقد تباحث مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة هذا الجانب، فصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أكد على أهمية مواصلة الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية وأخذ الحيطة والحذر خلال المرحلة الحالية ضمن التصدي لانتشار فيروس كورونا بما يضمن صحة وسلامة الجميع ويعزز ما تحقق من نتائج على هذا الصعيد.

إذن، الوضع في صورته الأعم “سلام واطمئنان”، ونحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، لذلك نتساءل باستغراب :”من أين صدر البيان المجهول ممن يسمون أنفسهم “علماء البحرين”؟ بصيغة أخرى، من هم أولئك العلماء الذين لم يذيلوا بيانهم بالأسماء؟  كلنا نعرف رائحة البيانات المشبوهة التي يتم “طبخ صياغتها المؤججة” في غرف مظلمة لأهداف مشبوهة. وكما قلت في بداية المقال، فإن وعي أبناء المجتمع، لا سيما في موسم كبير كذكرى عاشوراء، يقطع الطريق أمام المتربصين والمتصيدين الذي يصيغون بيانا طويلا عريضا مليئا بالتأجيج والبلبلة والتأويلات المتضاربة والمؤثرة على السلم الاجتماعي، فهذا الوعي هو الذي يلقي بمثل تلك البيانات في “سلة المهملات”. فلا أحد يرغب في مواكبة المجهولين لأن هدفهم تأجيج المجتمع و”تخريب الذكرى”، وهذا واضح، وليكن المكان المناسب لأي بيان باسم علماء البحرين “المجهولين”، هو “الهباء”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية