العدد 4694
السبت 21 أغسطس 2021
banner
كي نأكل مما نزرع
السبت 21 أغسطس 2021

منذ “أيام المهاف والبرستية” والبحرين معروفة ومشهورة في المنطقة بأنها أرض زراعية، خصوصا زراعة النخيل بصنوفها المختلفة، إذ لا بيت بحريني “إلا وسط حوشه أنخله أو سدره”، وكانت مزارعنا منتشرة في كل مناطق البلاد، خصوصا في القرى، وكانت تحوي آلافا من النخيل ذات الأصناف الممتازة والأشجار الصيفية مثل اللوز البحريني المميز الذي كان “ينضرب به المثل” بين أبناء دول الخليج العربي، وغيره مثل “الباباي والبطيخ والتين والتوث والكنار والبمبر والصبار الهندي” مع البقوليات والورقيات الخضراء، والخضروات اللذيذة مثل “اليزر الوردي والقرع والبوبر والطماط والبيديان والعلي ولم والبصل والبامية”.

خلال السنوات القليلة الماضية يتبين للراصد أن المملكة عملت على تحقيق جزء لا بأس به من مراحل الأمن الغذائي للمواطنين، خصوصا ونحن نعيش في ظل أزمات دولية مختلفة تتطلب الاهتمام بالاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية، ولا يعني هذا أننا نستطيع على المدى القريب وقف الاستيراد من الخارج، لكن على أقل تقدير نحن الآن نسير في الاتجاه الصحيح من خلال الاستفادة القصوى مما تجود به هذه الأرض وضرورة إعطائها الأولوية في مشاريعنا التنموية.

المفرح في الأمر مبادرة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة بإطلاق جائزة الملك حمد للتنمية الزراعية في نسختها الرابعة، والهدف من هذه الجائزة رفيعة المستوى خلق بيئة تنافسية إيجابية بين أصحاب المشاريع الزراعية والمزارعين والباحثين في المجال الزراعي بما يسهم في الحفاظ على هذا القطاع الحيوي وتطويره وضمان استدامته.

في المنحى ذاته ما أعلنه وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عن بدء تنفيذ مشروعات الزراعة باستخدام النظم الحديثة بناء على توجيهات ملكية سامية بإنشاء مشروع استراتيجي للاكتفاء الذاتي من الزراعة المحلية في الأراضي التي خصصت في منطقتي هورة عالي وقرية الدراز.

طموحنا كمواطنين أن تتحقق كل تلك المبادرات المباركة التي تقوم بها الدولة والحكومة معا وأن نصل إلى مستوى متقدم ومتطور، وبالتالي نأكل مما نزرع. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .