+A
A-

بعد الصعود القوي.. هل تحافظ شاومي على ريادة الهواتف الذكية بالعالم؟

تمكنت شاومي من تحقيق إنجازات عديدة في السنوات الأخيرة وتحديدًا في 2020. حيث تمكنت الشركة من أخذ مركز هواوي كثالث أكبر مصنع للهواتف الذكية في عام 2020.

ولاحقًا تمكنت الشركة الصينية من حلّ محل أبل كثاني أكبر مصنع للهواتف الذكية في الربع الأول من عام 2021. واستحوذت الشركة حينها على 17% من سوق الهواتف الذكية في مقابل 14% لشركة أبل.

وفي يونيو المنصرم تمكنت الشركة من الصعود للمركز الأول بشكل مفاجئ طبقًا لدراسة عن CounterPoint Research. وذلك بالاستحواذ على 17.1% من سوق الهواتف الذكية في مقابل 15.7% لسامسونغ.

وقد حدث ذلك في ظل استحواذ سامسونغ على المركز الأول لسنوات طويلة. والسؤال الأبرز هو: هل تتمكن شاومي من الاحتفاظ بالمركز الأول بشكل دائم.

 

صعود شاومي للمركز الأول

عانت هواوي بشدة من العقوبات الأميركية في السنوات الأخيرة. ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد فقد استفادت شاومي بشدة من أوضاع هواوي. وذلك نظرًا لأن المنافسة بين كل منهما كانت قوية خصوصًا في الفئات السعرية المنخفضة.

وقد خرجت هواوي بالفعل من قائمة أكبر خمس شركات مصنعة للهواتف الذكية في يوليو الماضي. وبالتزامن مع هذه الأحداث تمكنت منافستها الصينية من توسيع انتشارها في أكثر من 100 سوق عالمي كانت هواوي تنافس فيها بقوة.

ولعل السوق الأوروبي كان واحدًا من أبرز هذه الأسواق. وهو السوق الذي شهدت فيه الشركة نموًا يقدر بنسبة 50% وكذلك كان الوضع بالنسبة لأفريقيا وأميركا اللاتينية.

 

وضع سوق الهواتف الذكية

وقد حققت الشركة الصينية نجاحات كبيرة مع هواتفها الداعمة لشبكات الجيل الخامس. ولعل علاقتها الحسنة مع مشغلي الاتصالات في أوروبا قد ساعدتها بقوة على تحقيق ذلك.

ووصول شاومي للمركز الثالث بعد إزاحة هواوي وللثاني بعد إزاحة أبل كان أمرًا مثيرًا للاهتمام. لكن إزاحة سامسونغ عن المركز الأول كان حدثًا تاريخيًا.

وقد ظلّت سامسونغ محتفظة بمركزها لأكثر من عقد كامل، وهواوي من ناحيتها قد نافست العملاقة الكورية على مركزها إلا أنها كانت تفشل في كل مرة.

ومن الواضح أن شركة شاومي تمر بمراحل شبابها في الوقت الحالي، على عكس سامسونغ العجوز. حيث أن شاومي قد شهدت نموًا يقدر بنسبة 83% مقارنة بالعام السابق، في مقابل 8% فقط بالنسبة لسامسونغ.

ومن المتوقع أن تستعيد سامسونغ مركزها مرة أخرى، خصوصًا أن أحدث الدراسات قد أوضحت أن الفارق بين الشركتين من حيث الحصة السوقية بات أقل من 1%.

لكن شاومي من ناحية أخرى قادرة على الصعود لهذا المركز واحتلاله لفترات طويلة، إن استطاعت أن تستمر في العمل بنفس النشاط.

ولا شك أن شاومي تحتاج للتواجد في السوق الأميركي بشكل أكثر قوة لكي تتمكن من الاستحواذ على قطاع إضافي من سوق الهواتف الذكية. إلا أن هذا ليس سهلًا بسبب المشاكل الصينية الأميركية المستمرة.