+A
A-

علوم الفضاء "حضنها يسع الجميع" والقمر الصناعي يتطلب فريق متكامل

علوم الفضاء ليست حكرًا على فئة معينة في المجتمع، فهو مجال يسع الكثير من التخصصات العلمية، والكثيرون قادرون على الانخراط في هذا المجال الواعد والواسع، وحجز موقع لهم ضمن فرق العمل التي تضم الإداريين والتقنيين والباحثين والمهندسين في قطاع الفضاء.

تلك كانت محصلة تجربة الشابتين في فريق البحرين للفضاء رؤيا بوبشيت وريم سنان العائدتين من المملكة المتحدة بعد إنهاء رحلة الابتعاث لنيل الماجستير في تخصصات علوم الفضاء.

لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للمرأة وضمن سلسلة لقاءاتها الدورية عبر منصتها الرسمية على "انستغرام" استضافت الشابتين للحديث عن مسيرتهما العلمية والعملية وتجربة الابتعاث وما حملته من مشاريع وإنجازات.

تقول الشابة رؤيا إنها تخرجت من تخصص تقنية المعلومات والاتصالات (نظم قواعد البيانات) من بوليتكنيك البحرين، وبدأت مسيرتها العملية في تطوير المواقع الالكترونية بإحدى المؤسسات الناشئة، إلى أن التحقت بالهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بعد الإعلان عن شواغرها واجتياز كافة الاختبارات والمقابلات.

وأشارت إلى أنها وبعد انضمامها إلى الهيئة خضعت للعديد من الدورات التدريبية في مجال الفضاء وتحليل البيانات، إلى أن تم اختيارها للابتعاث في جامعة (سري) في المملكة المتحدة لدراسة الماجستير في مجال هندسة الفضاء.

ولفتت رؤيا إلى أنها وبعد الابتعاث وجدت أن التخصص ليس تخصصا نظريا بحت، وإنما يتضمن العديد من المهارات التقنية والفنية، كما أنها اكتسبت خلال فترة ابتعاثها العديد من المهارات الأساسية المتكاملة والتي تشمل مراحل التخطيط والتنفيذ والتشغيل والإطلاق والمتابعة للأقمار الصناعية.

وتحدثت بوبشيت عن مشروع تخرجها والذي طورت فيه برنامجاً لتحسين عملية الاستشعار عن بعد من خلال استخدام تقنية الواقع الافتراضي، بما يسهل عملية اتخاذ القرار ورؤية المشكلة بشكل مباشر واتخاذ ما يلزم، والتعامل معها بالشكل الأمثل.

ولفتت إلى أن المشروع لا يقتصر على التنبؤ بالكوارث فقط، وإنما يتعامل مع الكوارث وقت حدوثها، إلى جانب التحديث المستمر للمعلومات والبيانات.

ونوهت رؤيا بمستوى التعليم في مملكة البحرين وما توليه المملكة من رعاية وتقدمه من دعم للشباب لتطوير مهاراتهم ومعرفتهم في سبيل إعداد كوادر مؤهلة لتلبية احتياجات سوق العمل ورفد المؤسسات الوطنية بالكوادر البحرينية المتخصصة.

وقالت في حديثها حول علوم الفضاء إن علوم الفضاء ليست "سحر"، فهي ليست حكراً على فئات ذوي خلفية علمية محددة، وإنما هو مجال يستقطب الأشخاص من كافة المجالات، فبناء القمر الصناعي فقط يحتاج إلى فريق متكامل من الإداريين والتقنيين والمهندسين والباحثين.

من جهتها، تحدثت الشابة ريم سنان عن مسيرتها التعليمية حيث تخرجت من تخصص هندسة الالكترونيات من بوليتكنيك البحرين، ومن ثم نالت الماجسير في تخصص إدارة المخاطر من جامعة ساوث هاملتون في إنجلترا، لتنضم بعد ذلك إلى الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بعد الإعلان عن شواغرها، ليتم ابتعاثها لاحقا لجامعة (سري) بانجلترا.

وأشارت ريم إلى أن مشروع تخرجها تمثل في تحليل البيانات الخاصة بـ(نظام التعرف الآلي الخاص بالسفن)، حيث جاءت فكرة المشروع كحل لمشكلة في أحد الأقمار الصناعية عند أخذ البيانات عبر الصور.

ولفتت إلى أنها عكفت في مشروعها على إصلاح هذه الأخطاء البيانية بعد تحديدها وتحليلها، من أجل تحسين الأمن البحري والسلامة الملاحية وتحديد مواقع السفن، بالإضافة إلى توفير معلومات لعمليات السفن التجارية كمراقبة أسطول الصيد والتحكم فيه، والتحقق في الحوادث وتتبع الأسطول والبضائع والبحث والإنقاذ.

وذكرت ريم أن تجربتها مع رؤيا كانت مميزة، حيث كانتا الخليجيتان والعربيتان الوحيدتان في الجامعة وفي هذا التخصص.

ونوهت بدعم مملكة البحرين للشباب وتحفيزهم على التعلم، وفتح المجال أمام الشباب ليمارسوا أدوار وطنية مهمة وفعالة، إلى جانب ما تقدمه الهيئة من دعم وتأهيل للكوادر العاملة فيها، إضافة إلى الدعم الكبير من قبل المجلس الأعلى للمرأة للشابات ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهن.