العدد 4696
الإثنين 23 أغسطس 2021
banner
جامع “الخيف” بالدير
الإثنين 23 أغسطس 2021

تُعدّ عمارة المساجد وتوابعها ومرافقها – التي هي بيوت الرحمن المفتوحة لعباده بما تمثله من خير البقاع وأشرفها التي يلتمس فيها المسلمون الرحمة، ويؤدون فروض الذكر ونوافلها ويتزودون منها المعارف والعلوم وتحصيل المكرمات والفضائل من لدن الخالق المتعال، والتقرّب منه بمحو الخطايا وتكفير الذنوب ورفع الدرجات، في أجواء روحانية يسودها الخشوع والسكينة ويتجلى فيها استحضار الجوارح اللاهفة وبواعث النفس اللاهثة - من أعظم القربات وأجلّ الأعمال وأشرف المُنجزات التي يستوجب فيها الحفاظ على الطهارة والنقاء، باعتبارها محاريب العبادة والخشوع والتقوى، ومحاضن العلوم والمعارف والدعوة والتربية والثقافة التي يتعين أن تحوطها النظافة الدائمة والصيانة المستمرة، فضلاً عن العناية الحسّيّة والمعنوية التي تُسهم في تفعيل البرامج وتنفيذ الخطط التي تكفل النهوض بها، وإشراك مجاميع المرتادين وتشجيعهم على الأعمال الخيرية التطوعية بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص بشؤون دور العبادة.

هذه البيوت الطاهرة، من أحبّ الأماكن وأفضل المواضع إلى الباري سبحانه، والتي يتراصّ فيها المسلمون صفوفا للذكر والصلاة والتسبيح، ويجتمعون فيما مضى من أزمان في تدارس العلوم الشرعية واجتماعات الوفود الزائرة وتجهيز الجيوش الفاتحة وتخطيط المعارك الحامية وتصريف الأموال المُحقّة للمحتاجين، فيما يجتمع فيه المسلمون حاضراً في الصلوات الخمس والعيدين وتخريج حفّاظ الكتاب وإلقاء المحاضرات وحلقات الدروس؛ ما منحه المكانة الفُضلى وأعطاه الدور المُناط الذي يليق به "منارةَ" تحمل رسالة سامية المعاني.

جامع "الخيف" الشهير في منطقة الدير بمحافظة المحرق الذي أضحى "محجة" من أفواج شرق القرية وغربها وشمالها وجنوبها لإقامة شعيرة الإسلام اليومية والصلوات الأخرى كصلاة الجمعة وصلاة العيدين وصلاة الآيات وإحياء ليالي القدر الشريفة ومختلف الفعاليات الدينية والاجتماعية، قد بات جزءاً من ذاكرة الطفولة والصبا لأهالي المنطقة الذين يُخلّد جُلّهم تصاميم بنائه القديم في مخيلتهم بما احتواه من سور أبيض وأرض خلاء وبناء ذي أعمدة ومئذنة عالية، بعدما شاع بينهم بيتاً من بيوت الرحمن التي تفيض بالجالس اطمئناناً نفسياً وراحة بدنية وسكوناً في الروح وزوالاً من الهموم وتحطيماً للغموم. هذا الجامع الذي كان يتسع لأكثر من (800) مصل، يظل اليوم من البيوتات التي يعوزها "بإلحاحِ وعُجالة" برنامجاً تطويرياً شاملاً من لدن الجهات المعنية بعد افتقاره الواضح للخدمات الضرورية في مجمل مرافقه الرئيسية.

 

 

 

نافلة:

تأتي رعاية دور العبادة من المساجد والجوامع والمصليّات في مقدمة اهتمامات الحكومة الموقرة - ممثلة في إدارة الأوقاف بشّقيها السنّي والجعفري - التي تحرص على أن يكون هذا الدور في الوضع الذي يتناسب مع مكانتها ودورها الديني من خلال التوسع في بنائها وصيانتها بما يكفل للمصلين أداء الفرائض في أجواء من الراحة والسكينة، وحرص دائم على توفير كل ما يلزم للنهوض بدورها الديني والمجتمعي والارتقاء برسالتها النبيلة في بناء القيّم السامية وترسيخ الأخلاقيات الأصيلة التي جَبُلَ عليها أبناء البحرين منذ القدم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية