العدد 4703
الإثنين 30 أغسطس 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
لأنه قبل أن يكون العصا!!
الإثنين 30 أغسطس 2021

يقول د. غازي القصيبي رحمه الله “إذا وضعك الله في مكان تستطيع خلاله التيسير على الناس فيسّر فإنك والله لا تدري ما تفعل بك دعوة صادقة من أحدهم، فربما كان بينهم من لو أقسم على الله لأبرّه”. ولكن ما رأيك سيدي القارئ في ذاك المسؤول الذي يرتضي لنفسه أن يكون العصا التي تستخدم لتخويف العاملين أو التخلص من أحدهم في بعض الأحايين لأسباب لا صلة لها بالكفاءة أو الولاء أو الإنتاجية. إليك هذا الموقف:

دخل المسؤول مكتب نائب الرئيس التنفيذي وعلامات الفرح والبهجة بادية على وجهه. وبابتسامة الواثق المنتصر قال: وأخيرا سيدي أستطيع أن أبشرك بأنني حققت هدفكم الذي وضعته لي عند التحاقي بهذه المؤسسة. لقد نجح أسلوب التطفيش والتهميش الذي اتبعته معه. نعم أستطيع أن أؤكد لك بأن يوسف قد قدم استقالته. وقاطعه النائب بهدوئه المعهود: وكيف كانت ردة فعله وهو يسلمك استقالته؟ أجاب المسؤول: سمعته يردد سيدي حسبي الله ونعم الوكيل.

في الحقيقة سيدي هزتني تلك العبارة فوعدته براتب 3 أشهر تعويضا له شريطة عدم تقديم أي شكوى، وأخبرته بأني على علاقة طيبة مع مسؤولي الموارد البشرية في معظم المؤسسات. أعتقد أنه فهم ما أرمي إليه. قاطعه النائب: تعني أنك ستحرم هذا الشخص من فرص التوظيف!

بعد فتره قصيرة من مغادرة يوسف تلك المؤسسة، دعا النائب ذلك المسؤول وقال له: لقد حققت الهدف فعلا، أما تعيينك مديرًا فأنت بعيد عن هذا المنصب، وأنت مجرد العصا التي تستخدم لأغراض معينة، أنت لا تمتلك مقومات شخصية المسؤول المتزن صاحب الرأي والمبدأ. وتابع النائب: كنت أتوقع منك أن تسأل لماذا تريد الإدارة التخلص من هذا الموظف ولكنك حتى هذا لم تفعله رغم أنك تعرف مدى كفاءة هذا الموظف وولاءه للمؤسسة لكونك الرئيس المباشر له. في الحقيقة هو من يستحق أن يكون مديرًا.

وتابع النائب: أطلب منك تقديم استقالتك الآن ومغادرة المؤسسة حالًا. هذا الموقف سيدي القارئ يرفض مغادرة ذاكرتي فقد عشته عن قرب.. ما رأيك في المسؤول العصا؟            

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية