العدد 4704
الثلاثاء 31 أغسطس 2021
banner
أحمد عمران
أحمد عمران
التهيئة الصحيحة تضمن عودة قوية للتعليم في المدارس
الثلاثاء 31 أغسطس 2021

مع اقتراب الموعد المقرر للعام الدراسي الجديد من الملاحظ بشكل عام أن هناك رغبة قوية مشتركة بين الطلبة وأولياء أمورهم للعودة إلى المقاعد الدراسية، خصوصاً مع انخفاض حالات الإصابة بفيرس كورونا والتي وصلت لأدنى مستوياتها في المملكة خلال الآونة الأخيرة، وهذه الرغبة اتضحت في الأرقام الكبيرة التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم بعد فتح باب التسجيل للتعليم الحضوري في المدارس.
وليكون هذا العام الدراسي الجديد عاما ناجحا بكل المقاييس لابد من التهيئة السليمة قبل الدخول في غمار العملية التعليمية حيث يقع عاتقها على وزارة التربية والتعليم وكذلك أولياء الأمور بمسؤولية مشتركة، فتهيئة الأجواء للدخول في العملية التعليمة مهم جداً ويجب الالتفات إليه من طرف أولياء الأمور، والذي يتمثل في عدة نقاط أبرزها التشجيع المعنوي والمادي على حب التعلم والاهتمام به في جميع الظروف، ثانياً الانضباط الوقتي في النوم والاستيقاظ واللعب وممارسة الهوايات، وكذلك تجهيز احتياجات المدرسة من زي وأدوات وكل ما هو لازم، حيث إن الاستعداد المسبق يعزز الثقة بالنفس ويرفع من قوة الدافعية.
أما بالنسبة لوزارة التربية والتعليم فنتمنى أن نرى برامج خاصة لتهيئة الطلاب قبل الانخراط في العملية التعليمية، وكذلك أثناء التعليم داخل المدارس، فمن المهم أن تتضح الصورة في أذهان الطلبة عن كيفية سير اليوم الدراسي بشكل آمن ضمن الاشتراطات الصحية، وذلك من خلال مقاطع توعوية مصورة، كما من المهم أن يخصص برنامج يتم تنفيذه في الأيام الأولى للتعلم يركز فيه على المهارات الأساسية للمواد الرئيسية قبل الشروع في تدريس المناهج خصوصا لطلبة المرحلة الابتدائية. وأيضاً يجب عدم إغفال تفعيل البرامج السلوكية التي تمثل صمام أمان للانضباط الطلابي، ويضمن من خلال تفعيلها سير العملية التعليمية بسلاسة وبدون مشاكل، والتركيز على تفعيل البرامج السلوكية أمر ضروري جدا، لأن غالبية الطلبة اعتادوا على قضاء أوقاتهم في الفترة السابقة ضمن أجواء عشوائية غير منتظمة بعيدة نوعاً ما عن الرقابة، وبالتالي فإن تطبيق مثل هذه البرامج يساهم في الالتزام بالقوانين وتعديل السلوك. كما نتمنى أن تعود حصص التربية الرياضية وينتظم الطابور الصباحي وتفتح المقاصف أبوابها أثناء الفسحة، وتستأنف البرامج الترفيهية والثقافية مع مراعاة كاملة للإجراءات الاحترازية والوقائية، ولابد أن نعي أن أزمة كورونا حشرت الطلبة في زوايا المنازل وعاشوا حالة من الكبت، وأن تفعيل هذه الأمور يعتبر الشريان المغذي للتعليم، وتجميدها يضعف حيوية ونشاط الطلاب وكذلك إقبالهم على التعلم.
التهيئة الصحيحة مهمة في هذا الوضع الاستثنائي وهي التي ستقود إلى تحقيق النجاح لهذا العام الدراسي، جهود مشكورة قامت بها وزارة التربية والتعليم في العام المنصرم نتمنى أن تتواصل هذه الجهود وأن يعود التعليم بشكل أقوى مما كان عليه بتظافر وتكاتف الجميع، وأن نتخطى كل الآثار السلبية التي خلفتها هذه الأزمة التي نتضرع إلى البارئ عز وجل أن يزيلها ويذهب عنا هذا الوباء وتعود الأمور إلى أفضل من سابق عهدها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .