نظمت جريدة “البلاد” منتدى “المنظومة الأمنية للدول الخليجية والعربية” في 25 أغسطس 2021م، وناقش مواضيع تتعلق بالأمن القومي في المنطقة العربية خليجيًا وعربيًا وإقليميًا ودوليًا، ويتعلق الأمن القومي العربي بالمخاطر الخارجية والداخلية التي تهدد أمن واستقرار الأقطار العربية كاحتلال الأراضي العربية أو التدخل الأجنبي المؤثر سلبًا على قدرتها على اتخاذ قرارات تمس سيادتها الوطنية وتضر بمواردها الطبيعية كالنفط والمياه وغيرها من المعادن.

والوطن العربي كهوية ثقافية واحدة يكون أمن أقطاره مجتمعًا لا مجزأ، ومنذُ مئات السنين يتعرض الوطن العربي لتحديات أمنية ومازال، وهذا بسبب موقعه الجغرافي وما يمتلكه من ثروات جعلت الكثير من الدول تلهث للغرف منها، وهذا ما عرض أمن واستقرار أقطاره لاهتزازات دائمة.

إن الهدف الأساسي للأمن القومي هو حماية “مقومات الوجود العربي” وأهمها الأرض والهوية، وتطوير هذه المقومات لمواجهة التحديات الخارجية، وهي تحديات لها أسبابها الداخلية العربية والأجنبية من إقليمية ودولية، ومن بينها، ضعف مناعة الاقتصاديات العربية وتزايد فجوة التغيرات بينها وبين الدول المتقدمة، فتحقيق التنمية العربية الشاملة وتعظيم القدرة الاقتصادية العربية وصيانة مواردها وتحقيق الاستخدام الأمثل لها يُساهم في تحقيق الأمن القومي العربي، وهذا يتطلب غلبة النظرة القومية، فمتى ما علت النظرة القومية على القُطرية استطاع الوطن العربي تحقيق أهدافه القومية، بجانب غياب نقاء الأجواء العربية ضمن الأسرة العربية وتشقق التضامن وضعف آليات التعاون البيني، مع وجود تيارات انعزالية عربية في الداخل تعمل لصالح أجندات دول أجنبية.

هذه العوامل نالت من الأمن السياسي والاقتصادي العربي، وجعلت من أقطاره غير قادرة على التمكين من ثرواتها الوطنية، فطموحات الأمة العربية وشعبها العربي تتحقق تحت مظلة سيادة القانون، فالأمن العربي الشامل يجب أن ينصب على تحقيق هذه الأهداف، والعمل على تعزيز العمل العربي المشترك والمساهمة الجادة بمشروع نهضوي قومي يتناسب مع قدرات الأمة العربية وطموحات شعبها.