+A
A-

ابن طبيبة مطلقة يبيت عند والده ويتعرض لتعنيف جنسي

‬يصعب‭ ‬تلخيص‭ ‬معاناتي‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬زوجي‭ ‬السابق،‭ ‬وقد‭ ‬اعتقدت‭ ‬بأن‭ ‬الطلاق‭ ‬سيكون‭ ‬نهاية‭ ‬للمعاناة‭ ‬التي‭ ‬عشتها‭ ‬معه،‭ ‬إلا‭ ‬أني‭ ‬أدركت‭ ‬الآن‭ ‬بأن‭ ‬نقطة‭ ‬ضعف‭ ‬المرأة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬إيذاء‭ ‬فلذة‭ ‬كبدها‭.‬

سأختزل‭ ‬معاناتي‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬ابني‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬فقط،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬وقع‭ ‬الطلاق‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬والده،‭ ‬لاحظت‭ ‬تغيرًا‭ ‬غريبًا‭ ‬في‭ ‬سلوكياته‭ ‬وتصرفاته‭ ‬وقيامه‭ ‬بممارسات‭ ‬جنسية،‭ ‬وعليه‭ ‬اصطحبته‭ ‬لمركز‭ ‬حماية‭ ‬الطفل،‭ ‬وتبين‭ ‬أن‭ ‬والده‭ ‬يقوم‭ ‬بممارسة‭ ‬العلاقة‭ ‬الحميمية‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬أمام‭ ‬عينيه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬الطفل‭ ‬شفويًا‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬التمثيل‭ ‬بالدمى‭ ‬والرسم،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬إثبات‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقارير‭ ‬المركز،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬وقعه‭ ‬كالصاعقة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭. ‬

ولأن‭ ‬تلك‭ ‬الأفعال‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬التبرير‭ ‬أخلاقيًا‭ ‬ولا‭ ‬دينيًا،‭ ‬سعيت‭ ‬جاهدة‭ ‬لتحريك‭ ‬دعوى‭ ‬قضائية،‭ ‬تبطل‭ ‬حق‭ ‬الأب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يبيت‭ ‬الطفل‭ ‬عنده،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يحتفظ‭ ‬بحقه‭ ‬بأن‭ ‬يلتقيه‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أنا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأنه‭ ‬واجبي‭ ‬ومسئوليتي‭ ‬كأم،‭ ‬لأنه‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬انتهاك‭ ‬لطفولة‭ ‬ابني،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬صحته‭ ‬النفسية،‭ ‬وقد‭ ‬احتاج‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬جلسات‭ ‬العلاج‭ ‬النفسي‭ ‬والسلوكي‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬بدأت‭ ‬معاناة‭ ‬أخرى‭ ‬بين‭ ‬مراكز‭ ‬الشرطة‭ ‬وأروقة‭ ‬المحاكم،‭ ‬وساعات‭ ‬التحقيق‭ ‬الطويلة‭ ‬التي‭ ‬أنهكتني‭ ‬وأرهقت‭ ‬طفلي،‭ ‬علمًا‭ ‬أني‭ ‬طبيبة‭ ‬بالصفوف‭ ‬الأمامية،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كرست‭ ‬نفسي‭ ‬لخدمة‭ ‬وطني‭ ‬بهذه‭ ‬المحنة‭ ‬التي‭ ‬نعاني‭ ‬منها‭ ‬جميعًا‭ ‬منذ‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬المساومة‭ ‬ولا‭ ‬التشكيك،‭ ‬وأصطدم‭ ‬بحقيقة‭ ‬مرة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬معاناة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬الجعفرية‭.‬

إن‭ ‬الحديث‭ ‬والتفاصيل‭ ‬لا‭ ‬ينتهي‭ ‬ولا‭ ‬تسعه‭ ‬سطور،‭ ‬وربما‭ ‬ليست‭ ‬هذه‭ ‬إلا‭ ‬القشة‭ ‬التي‭ ‬دفعتني‭ ‬لأن‭ ‬أكتب‭ ‬معاناتي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تقطعت‭ ‬بي‭ ‬السبل‭.‬

إن‭ ‬أتمناه‭ ‬وأتطلع‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالجريمة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬طليقي‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬ابنه،‭ ‬وبأنه‭ ‬شخص‭ ‬غير‭ ‬مؤهل‭ ‬للحضانة،‭ ‬وأن‭ ‬تنتهي‭ ‬هذه‭ ‬المعاناة‭ ‬ليعيش‭ ‬الطفل‭ ‬حياة‭ ‬طبيعية‭ ‬كما‭ ‬هم‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬عمره‭.‬

وتقدمت‭ ‬ببلاغ‭ ‬جنائي‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة‭ ‬بسبب‭ ‬تعرض‭ ‬طفلي‭ ‬لتعنيف‭ ‬جنسي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أبيه‭ ‬وزوجة‭ ‬أبيه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البلاغ‭ ‬حُفِظَ‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬بألا‭ ‬وجه‭ ‬لإقامة‭ ‬الدعوى‭. ‬واستنفدت‭ ‬جميع‭ ‬طرق‭ ‬التظلم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬النيابة‭ ‬وعن‭ ‬طريق‭ ‬المحكمة‭. ‬

ورفضت‭ ‬المحكمة‭ ‬التظلم‭ ‬لأنها‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬التباس‭ ‬لأنها‭ ‬ظنت‭ ‬بأنني‭ ‬تظلمت‭ ‬للادعاء‭ ‬بالحق‭ ‬المدني،‭ ‬ولكن‭ ‬الصحيح‭ ‬بأنني‭ ‬تظلمت‭ ‬كوالدة‭ ‬للطفل‭ ‬ولمصلحته‭ ‬وليس‭ ‬لمصلحتي،‭ ‬وبخاصة‭ ‬أن‭ ‬لدي‭ ‬حكم‭ ‬بحضانة‭ ‬ابني‭ ‬وأمثله‭ ‬قانونا‭ ‬لحفظ‭ ‬حقوقه‭.‬

وأناشد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منبر‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬المعنية‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬موضوعي‭ ‬وإنصافي،‭ ‬وأرجو‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء‭ ‬وإدارة‭ ‬التفتيش‭ ‬القضائي‭ ‬والنيابة‭ ‬العامة‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬التوجيه‭ ‬باللازم‭.‬

البيانات‭ ‬لدى‭ ‬المحرر