العدد 4708
السبت 04 سبتمبر 2021
banner
البحرين وعمان.. قطبان خليجيان بخطى راسخة
السبت 04 سبتمبر 2021

لا يمكن فصل روابط وأسس العلاقات الخليجية بين دول المنطقة وشعوبها عن دولة دون أخرى، ولا ثنائية ولا ثلاثية، بل هل منظومة دول الخليج التي أثبتت أنها قادرة على مواجهة كل المراحل الصعبة، إلا أن الحديث عن علاقات مملكة البحرين بسلطنة عمان، تظهر لنا بلدين صغيرين، لكنهما قطبان كبيران بخطى راسخة على مسيرة التاريخ.

لا يمكن أن يطوي تاريخ العلاقات ما أسهم به المغفور لهما بإذن الله تعالى سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، والسلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراهما، وهو المنهج الذي لم تتغير بوصلته بما يجمع هذين البلدين من ثقافة متفردة في إدارتهما الإنسانية والإقليمية والعربية والخليجية، حتى أن عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ينظر إلى دول سلطنة عمان الحديثة وتطورها في جميع المجالات وإسهاماتها العربية والإسلامية وتوطيد مسيرة المجلس، ونستذكر أيضًا دور الراحل الكبير سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، الذي أضاف تميزًا متفردًا لعلاقات البلدين والشعبين الكريمين، ويستذكره الشعب العماني ليبقى حاضرًا في قلوبهم بمواقفه ومحبته.

تواردت هذه الأفكار من جملة أفكار كثيرة حين تابعنا لقاء عاهل البلاد وكذلك لقاء ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لوزير خارجية سلطنة عمان الشقيقة بدر البوسعيدي لدى زيارته الأسبوع الماضي للمشاركة في اجتماع الدولة السابعة للجنة الوزارة المشتركة بين البلدين، ومن وجهة نظري، فإن عمل اللجنة في ظروف استثنائية يعيشها العالم، وتعيشها المنطقة أيضًا، هو أمر لابد وأنه يجسد نظرة هذين البلدين الكريمين، لما يجب أن يكون من خطط عمل لا تقتصر عليهما فقط، بل تشمل كل دول المنطقة للعمل والتنسيق المشترك في كل الملفات التي تفرض نفسها على خارطة الخليج والعالم العربي والإسلامي، وبالنسبة لي أيضًا، شعرت بالكثير من الارتياح فالبحرين وعمان.. بلدان صغيران، لكنهما على مر التاريخ، كانا ولا يزالان حاضرين في كل محفل يحقق الغايات والنتائج الطيبة لمصالح الشعوب.

حقيقة، ليسمح لي القارئ الكريم أن أشير إلى أنه على مدى الثلاثين عامًا الماضية، توثقت علاقاتي مع مختلف الشخصيات في السلطنة، وكم أشعر بالفخر حينما يجدون في كل بحريني نموذجًا يعبرون له عن عظيم محبتهم لمملكة البحرين، قيادة وحكومة وشعبًا، وسواء جلسنا مع القيادات أو كبار المسؤولين في السلطنة، أو جمعتنا اللقاءات مع سائر أهل عمان، فنحن أمام روح من المحبة والتقدير والامتنان، لهذا فأنا من الناس الذين يدركون بأن الشعوب المشهود له بحبها للسلام والتسامح والأخوة والتواصل الحضاري بين الشعوب، دائمًا ما تنجح في إيجاد مشروعها الحضاري لها ولمنطقتها، ومهما عبرنا عن اعتزازنا بقيادة وشعب السلطنة، سنبقى عاجزين عن وضعهم في المكانة العظيمة العالية التي تليق بهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .