تبنى مبادرة لمّ رؤساء مجالس إدارات الصحف ورؤساء التحرير لبحث موضوع الإنفاق الإعلاني
الشعلة لإدارة "الصحفيين": "البلوغر" و"الفاشينستا" يحققون أرباحا أعلى من مداخيل المؤسسات الإعلامية
الشايجي: أرباح البنوك بالملايين ولا تنفق إعلانيًا إلا بمبالغ قليلة
البحر: أهمية تفعيل جمعية الصحفيين للرقابة الذاتية بالقانون
الغائب: فرض اشتراك على المحتوى الإلكتروني بحاجة لدراسة
جمعية الصحفيين تطلق برنامجًا تدريبيًا الشهر المقبل
السوق الإعلانية ضعيفة وتوجد قطيعة بين المؤسسات
أكد رئيس مجلس إدارة دار “البلاد” للصحافة والنشر والتوزيع عبدالنبي الشعلة أهمية دور جمعية الصحفيين في تعزيز بيئة العمل الصحافي، ورفع منسوب الإعلان للصحف، معبرًا عن شكره للزيارات التي تقوم بها الجمعية للصحف المحلية، ومؤكدا ضرورة وجود الأصوات المصححة في الصحافة، لدعم قضايا الوطن والمواطنين بشكل مختلف ومميز.
ولفت الشعلة إلى أن جمعية الصحفيين مدعوة لأن تفكر بالبرامج التي ستجذب الأعضاء، وتشجعهم على المشاركة الفعالة في برامجها، وتسديد الاشتراكات، بقوله ”عدم سداد العضو لاشتراك بقيمة 20 دينارا لعامين يلقي بالظلال على الثقة التي ينظر بها لدور الجمعية، ولأثرها في خدمة هذا القطاع”.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس مجلس الإدارة صباح أمس، كلًا من رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين عيسى الشايجي، وأعضاء مجلس الإدارة عبدالرحمن المدفع، راشد الحمر، أحمد كريم، جاسم اليوسف، والمدير التنفيذي للجمعية فواز سليمان.
في حين حضر اللقاء من الصحيفة، الرئيس التنفيذي أحمد البحر وسكرتير التحرير رئيس قسم الشؤون المحلية والمحتوى الإلكتروني راشد الغائب، ومدير أول قسم المبيعات والتسويق والاشتراكات والملاحق دليلة أرناؤوط، والصحافي إبراهيم النهام، والسكرتيرة التنفيذية لرئيس التحرير سميرة المبروك.
ضعف السوق
ودار محور النقاش على مستجدات المشهد الإعلاني للصحف، والتحديات التي تواجهها في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، وضعف السوق الاعلانية، سواء من الوزارات والجهات الحكومية، أو من مؤسسات القطاع الخاص.
وعبر رئيس جمعية الصحفيين عيسى الشايجي عن تقديره في بداية اللقاء، لصحيفة “البلاد” وكوادرها في خدمة المجتمع، وتوصيل الكلمة المسموعة والمقروءة، وتقديم المحتوى الصحافي والإعلامي النافع.
وقال الشايجي في معرض حديثه إن هنالك شبه قطيعة بين المؤسسات الإعلامية (الصحف) وضعف تواصل، موضحًا أنه لا توجد هنالك أرضية مشتركة تجمعها، في الوقت الذي تتصاعد به الأزمات والتحديات المالية التي تواجهها الصحف، والتي تلقي بظلالها على الصحافيين، لأنها مصدر رزقهم.
وقال الشايجي ”مواقف الصحف البحرينية منذ التأسيس مشهودة في الدفاع عن البحرين، وتعزيز مسيرة التنمية الشاملة بكل القطاعات، وتقوم بدور مسؤول ومهم في أداء واجبها، بالوقت الذي تعاني به من المشكلات والصعاب الجمة”.
وأضاف “البنوك والمؤسسات المالية الكبرى، وبالرغم من أرباحها والتي تقدر بالملايين سنويًا، لا تضخ بحكم العادة إلا إعلان البيان الختامي، والذي عادة ما ينشر بصحيفة واحدة سنويا، فلماذا لا ينشر على الأقل بالصحف الأربع كلها وبمبلغ لن يكلف البنك 6000 دينار سنويًا فقط؟”.
واقترح الشايجي في سياق حديثه، عمل اجتماع قريب لمسؤولي الإعلانات والصحف للتباحث وللوصول إلى أرضية مشتركة للوصول إلى الحلول الآمنة بهذا الشأن.
وقال ”انعكاس سوق الإعلان سيئ علينا، ونحن نريد ضمانات للمستقبل، ولقد اقترح الأخ أنور عبدالرحمن رئيس تحرير صحيفة أخبار الخليج أن يتم فرض اشتراك على المواقع الإلكترونية للصحف، في ظل شح المداخيل، وارتفاع كلفة طبع النسخة الورقية التي تكلف الصحيفة 400 فلس، بمقابل 200 فلس لبيعها”.
وعرج بعدها الشايجي للحديث عن توقف الوزارات والجهات الحكومية عن نشر الإعلانات بالصحف، أو الحد منها بشكل كبير.
وأردف “نحن بحاجة لاستعادة السوق الإعلانية في الوزارات والجهات الحكومية، ونحن نثمن بهذا الشأن تكاتف الصحف فيما بينها، للخروج من الأزمة الإعلانية الخانقة التي تعاني منها”.
وقال الشايجي ”نأمل بعد سلسلة الزيارات التي قمنا بها للصحف، أن نخرج بمجلس للإعلام والصحافة، تكون به أصحاب المؤسسات ودور النشر والصحف أعضاء به، وأن تدخل جمعية الصحفيين كمراقب، وبحيث يكون المجلس قادرا على الدفاع عنها”.
قاعدة للتواصل
في مقابل ذلك، أكد رئيس مجلس إدارة دار “البلاد” للصحافة والنشر والتوزيع عبدالنبي الشعلة الاستعداد التام لأخذ المبادرة في دعوة رؤساء مجالس إدارات الصحف ورؤساء التحرير، للنقاش والتباحث، ووضع قاعدة للتواصل لخدمة القطاع، آخذين في الاعتبار موضوع “الإعلان”.
وشدد الشعلة على أهمية أن يكون للجمعية دور بإعداد برامج تدريبية فاعلة خلال الفترة المقبلة، لكي تعزز من دورها المسؤول وأثرها في البيئة الصحافية، مضيفًا أن الصحافي بحاجة لأن يشعر بالانتماء لها، حتى يدعمها ويلتزم بالحضور في فعالياتها، وأن يسدد الاشتراك السنوي بها والذي بالإمكان إصدار تنظيم بشأنه.
وأضاف الشعلة: يجب أن تفكر الجمعية بالبرامج التي سوف تجذب الأعضاء لها، وأن تكون هناك رؤية جديدة بعيدة عن الأسلوب التقليدي في الحصول على الإعلان، مع خروج “السوشال ميديا” والمنصات الإعلامية الرقمية الحديثة.
وتابع: هناك حاجة لإعادة النظر في السوق الإعلانية، وكيف نستطيع أن نتنافس بها، ويمكن أن نستشهد بشركات كبرى يقف خلف وجودها شخص واحد، كفيس بوك وتويتر وغيرها، فالواقع الجديد مختلف، وأشير أيضا إلى خروج ما يسمى بـ “البلوغر” و ”الفاشينستا” والذين يحققون بجهود فردية مبالغ أعلى من مداخيل مؤسسات إعلامية”.
ويزيد الشعلة ”معادلة القارئ والمعلن أصبحت كمعادلة البيضة والدجاجة، فاستقطاب القارئ سيساهم باستقطاب المعلن، خصوصًا أن ميزانية المعلنين لم تتغير، والحاجة لم تنحسر، وعمل المؤسسات الإعلامية في تزايد مستمر”.
ويقول إن ”المطلوب هو أن نطور دور المؤسسات الإعلامية لكي تعتمد على نفسها”.
أهمية التدريب
بذات السياق، أكد الرئيس التنفيذي لصحيفة “البلاد” أحمد البحر أهمية التدريب في صقل الصحافيين وتطويرهم، سواء النظري الذي تقدمه الجامعات أو المؤسسات الأكاديمية، أو التدريب العملي والذي تقدمه الصحف، ويمكن للجمعية أن تلعب دورا أساسا بذلك.
وأضاف البحر: لاحظت بندا في قانون الصحافة تحت مسمى “الرقابة الذاتية” وبرأيي فإن الجمعية يمكنها أن تلعب دورًا مهما في شرح هذا المفهوم.
وأضاف ”في بعض الدول، حين يتخرج الصحافي من الجامعات أو الأكاديميات أو حتى المؤسسات التي تصنف بأنها أقل من الجامعات، فإنه إلزامي جدًا أن يعرف الشخص حديث التخرج عن دستور الدولة، وقوانينها، والخدمة المدنية، والمنظمات العاملة بالدولة، لكي يضع لنفسه إطارًا من الرقابة الذاتية، وهو أمر سيساعده على التمكن في عمله والنجاح”.
التجارب الخليجية
من جهته، قال سكرتير التحرير ورئيس قسم الشؤون المحلية والمحتوى الإلكتروني راشد الغائب إن شخصية إدارة “البلاد” انعكست في دعمها المستمر لجمعية الصحفيين، بتبدل أشخاص قيادتها، وإن “البلاد” مع الجمعية بكل الظروف والمواقع لقناعة مستمرة لدى إدارة الصحيفة بأن الجمعية هي الممثل المهني للصحافيين.
وأضاف الغائب ”فيما يتعلق باقتراح فرض اشتراك على المحتوى الإلكتروني، فإن من الأهمية الاستفادة من التجارب الخليجية التي منها الكويت ذات السوق الكبيرة والمفتوحة، حيث اتجهت صحيفة القبس فقط لهذا المسار بينما استمرت الصحف الكويتية الأخرى في تقديم المحتوى الإلكتروني المجاني للقارئ، بتجربة صنفت بالناجحة، وبالرغم من ذلك فقد نجحت صحيفة القبس والسبب لأنها أقنعت القارئ بقوة المحتوى الذي تقدمه وعندما فرضت رسما عليه فإن القارئ لم يتردد في الاشتراك لثقته بأنه سيقرأ محتوى رصينا وهادفا ومؤثرا”.
وأردف أن ”فرض الرسوم على المحتوى الإلكتروني للصحف سيخلق معادلة غير متكافئة، وهذا الموضوع برمته بحاجة إلى دراسة أعمق من قبل المعنيين بالصحف ورفع تقرير بشأنه للإدارات لتتخذ ما تراه مناسبا”.
وقال الغائب ”وفيما يتعلق بالتدريب، يتعين الاستمرار في تمهين الصحافيين، خصوصا المستجدين، لأن من الملاحظ أن خريجي الإعلام من الجامعات يفتقرون لمهارات أساسية”، ومقترحا أن تشرع الجمعية في خطة تدريبية عملية وليست نظرية، وهو ما أيده رئيس الجمعية عيسى الشايجي، مشيرا إلى أن البرنامج سيطلق الشهر المقبل.