+A
A-

"سرحان" يصدر كتابا يوثق أماكن الترفيه في البحرين بالصور

يقدم كتاب أماكن الترفيه في البحرين خلال النصف الأول من القرن العشرين للكاتب منصور سرحان وصفًا لأهم أماكن الترفيه في مملكة البحرين خلال الخمسين سنة الأولى من القرن العشرين، وهي أماكن تتمثل في الأسواق القديمة والشعبية، والمقاهي ودور السينما والحدائق العامة والمتنزهات القديمة.

ووثق الكتاب الذي يحتوي على 157 صفحة من القطع المتوسط تلك الأماكن الترفيهية في خمسة فصول، تناول الفصل الأول الطبيعة الخلابة التي تميزت بها البحرين في تلك الفترة المحددة، وتتمثل في انتشار العيون الطبيعية في أماكن متفرقة من البلاد، والتي كانت ملاذًا للكثير من أبناء البحرين في فصل الصيف الطويل لقضاء أمتع الأوقات.

وكان رواد العيون الطبيعية يرتبون رحلاتهم إليها فيما يعرف في البحرين (بالكشته)، يسرحون ويمرحون بين النخيل والأشجار التي تحيط بالعيون الطبيعية، وكان البعض يقضي يومًا كاملا أو أكثر، حيث يبيتون ويصحون على نقيق الضفادع المنتشرة في الأنهر وسواقي العيون، وعندما تبزغ الشمس يشاهد الجميع الطيور تغرد فوق الأشجار مغادرة أوكارها فرحة بالنور.

ووثق الفصل الثاني الحدائق والمتنزهات العامة في الخمسين سنة الأولى من القرن العشرين، وهي ثلاث حدائق عامة فقط، إلا أنها في غاية التميز والتفرد، وقد أنشأتها حكومة البحرين؛ من أجل زيادة أماكن الترفيه في البلاد بصورة تختلف عن المفهوم التقليدي للحدائق العامة المتعارف عليها.

وغطى الكتاب حديقة الباغشة أول حديقة حيوان تشهدها المنطقة الخليجية، وكانت تكتظ بروادها من مختلف الأعمار بما في ذلك الأطفال الذين وجدوا فيها المتعة وهم يشاهدون الحيوانات في أقفاصها وفقًا لمنصور سرحان.

وأفاد سرحان أن الحديقة الثانية كانت الحديقة المائية المكونة من بحيرات متواصلة بعضها ببعض وتحيطها المسطحات الخضراء، فكانت هذه الحديقة وحديقة الباغشة أفضل الأماكن التي يتردد عليها السواح، والحديقة الثالثة هي حديقة الأندلس التي اشتهرت كمقر لتنظيم معرض البحرين الزراعي والتجاري، إضافة إلى كونها أكبر حديقة عامة في البلاد.

وخصص الكاتب الفصل الثالث من الكتاب للحديث عن أسواق المنامة وأسواق المحرق ومقاهيها وأهم الأسواق الشعبية الأسبوعية، مشيرًا إلى أن أسواق المنامة كانت تعج بالمتسوقين من داخل المنامة ومن جميع أنحاء البحرين؛ بوصفها السوق المركزية في البلاد آنذاك؛ الأمر الذي جعل المشي بين أسواقها من أجمل المتع.

وركز سرحان الفصل الرابع من الكتاب على المقاهي المنتشرة في مدينة المنامة، والتي شهدت إقبالا عليها كونها المكان الذي يستطيع المرء الجلوس فيه لساعات طويلة يحتسي خلالها الشاي أو المشروبات الغازية، كما يمكنه تناول الأكلات الخفيفة.

وبين أن المقاهي كانت نقطة تجمع الأصدقاء من مختلف المناطق، يقضون فيها أوقاتهم في لعب الورقة (البتة) والدامة والدومنة والكيرم.

وأما الفصل الخامس والأخير، فقد خصصه الكاتب لدور السينما، ابتداء من السينما الصامتة في عشرينات القرن الماضي إلى تأسيس أول دار سينما متكاملة في نهاية الثلاثينات، وكذلك دور السينما التي فتحت في الأربعينات والخمسينات من القرن المنصرم، وتم التطرق إلى مباني دور السينما وأنواع الكراسي المستخدمة وطريقة قطع التذاكر، والعادات المستخدمة آنذاك أثناء مشاهدة الفيلم.

ويعد الكتاب إضافة إلى كونه يتناول أماكن الترفيه في مملكة البحرين خلال الخمسين سنة الأولى من القرن العشرين، إلا أنه كتاب تاريخي يوثف من خلال عشرات المصادر التي اعتمد عليها الباحث تاريخ الأسواق والمقاهي ودور السينما والحدائق والمتنزهات والعيون الطبيعية المشهورة خلال تلك الفترة المحددة، كما يوثق من خلال صور نادرة وقديمة جميع تلك الأماكن، وهي صور حصل عليها الكاتب من خلال الموثق المهتم بالصور القديمة لتاريخ مدينة المنامة السيد فاضل عباس آل شرف المعد والمنفذ لسلسلة (ملامح) التي تصدر عن جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية، ومن الكاتب والباحث المتخصص في جمع الصور القديمة عبدالكريم إسماعيل الذي عرف بتفرده باقتناء صور قديمة عن تاريخ البحرين عبر عقود مختلفة من القرن العشرين.

كما ضم الكتاب بين صفحاته معلومات مهمة ومفصلة عن تاريخ المنامة ودونها مجموعة من الرحالة العرب والأجانب الذين زاروا البحرين في القرن التاسع عشر وخلال العقود الخمسة الأولى من القرن العشرين.