+A
A-

غريفيث: الشعب الأفغاني يواجه انهيارا تاما للدولة

أكد‭ ‬وكيل‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للشؤون‭ ‬الإنسانية،‭ ‬مارتن‭ ‬غريفيث،‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الأفغاني‭ ‬يواجه‭ ‬انهيارا‭ ‬تاما‭ ‬للبلاد‭.‬

وأضاف‭ ‬خلال‭ ‬كلمة‭ ‬ألقاها‭ ‬أمس‭ ‬الإثنين‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬مؤتمر‭ ‬جنيف‭ ‬الدولي‭ ‬حول‭ ‬الأوضاع‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬أن‭ ‬1‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬3‭ ‬مواطنين‭ ‬أفغان‭ ‬يواجه‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الغذاء‭.‬

كما‭ ‬حث‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬الوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأفغانيين‭ ‬ومساعدتهم،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬التي‭ ‬سيطرت‭ ‬على‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬أغسطس‭ ‬الماضي،‭ ‬طلبت‭ ‬مساعدة‭ ‬دولية‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صعيد‭. ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬خطير‭ ‬وغير‭ ‬آمن‭ ‬لعمل‭ ‬موظفي‭ ‬الإغاثة‭ ‬الدولية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لفت‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬طالبان‭ ‬تعهدت‭ ‬بتسهيل‭ ‬عمل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الموظفين‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بملف‭ ‬الحريات‭ ‬والحقوق‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬أعلن‭ ‬أنه‭ ‬تلقى‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬طالبان‭ ‬تقدم‭ ‬فيها‭ ‬ضمانات‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬المواطنين‭.‬

كما‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بحقوق‭ ‬النساء‭ ‬والأقليات‭ ‬والحريات‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬كما‭ ‬غيرها‭.‬

وختم‭ ‬كلمته‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬الشعب‭ ‬الأفغاني‭ ‬وعدم‭ ‬تركه،‭ ‬كما‭ ‬حث‭ ‬الأفغانيين‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬فقدان‭ ‬الأمل‭.‬

يشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تسعى‭ ‬في‭ ‬مؤتمرها‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جمع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬600‭ ‬مليون‭ ‬دولار؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬البلاد،‭ ‬التي‭ ‬توشك‭ ‬على‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬أسوأ‭ ‬أزمة‭ ‬إنسانية،‭ ‬بحسب‭ ‬تصريحات‭ ‬سابقة‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‭.‬

وكان‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية،‭ ‬حذر‭ ‬سابقا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬البلاد‭ ‬تواجه‭ ‬انهيارا‭ ‬تاما‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬نفاد‭ ‬إمدادات‭ ‬الغذاء‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المساعدات،‭ ‬لاسيما‭ ‬عقب‭ ‬توقف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الأجنبية‭ ‬والحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬عن‭ ‬إرسال‭ ‬المساعدات‭ ‬والأموال،‭ ‬منذ‭ ‬سيطرة‭ ‬طالبان‭ ‬الخاطفة‭ ‬على‭ ‬البلاد‭ ‬لاسيما‭ ‬كابل‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أعربت‭ ‬المفوضة‭ ‬العليا‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ميشيل‭ ‬باشليه‭ ‬أمس‭ ‬الإثنين‭ ‬عن‭ ‬“خيبة‭ ‬أمل”‭ ‬لافتقار‭ ‬حكومة‭ ‬طالبان‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬للتنوع،‭ ‬معربة‭ ‬عن‭ ‬قلقها‭ ‬بشأن‭ ‬معاملة‭ ‬النساء‭ ‬والقمع‭ ‬الذي‭ ‬يزداد‭ ‬عنفاً‭ ‬ضد‭ ‬الأصوات‭ ‬المعارضة‭.‬

وقالت‭ ‬باشليه‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬الدورة‭ ‬48‭ ‬لمجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬جنيف،‭ ‬إنها‭ ‬تشعر‭ ‬بخيبة‭ ‬أمل‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬شمولية‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬الحكومة‭ ‬الانتقالية،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتضمن‭ ‬أي‭ ‬امرأة‭ ‬وتضم‭ ‬عدداً‭ ‬ضئيلاً‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬غير‭ ‬البشتون‭.‬

كما‭ ‬أعربت‭ ‬عن‭ ‬قلقها‭ ‬لأنه‭ ‬“خلافاً‭ ‬لتعهدات‭ ‬طالبان‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬تم‭ ‬استبعاد‭ ‬النساء‭ ‬تدريجياً‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الثلاثة‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬الشأن‭ ‬العام”‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬نددت‭ ‬بعمليات‭ ‬مطاردة‭ ‬تجري‭ ‬من‭ ‬منزل‭ ‬إلى‭ ‬منزل؛‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬السابقة‭ ‬أو‭ ‬الجنود‭ ‬أو‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬عملوا‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬الأجنبية‭ ‬المتمركزة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬حتى‭ ‬وقت‭ ‬قريب‭.‬

كذلك،‭ ‬نددت‭ ‬بالتهديدات‭ ‬ومحاولات‭ ‬الترهيب‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬أو‭ ‬موظفي‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬خلافاً‭ ‬للوعود‭ ‬بالعفو‭ ‬التي‭ ‬قطعتها‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭.‬

وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬“في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬تم‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين،‭ ‬وفي‭ ‬حالات‭ ‬أخرى‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬عليهم‭ ‬قتلى”،‭ ‬مستنكرة‭ ‬القمع‭ ‬“الذي‭ ‬يزداد‭ ‬عنفاً”‭ ‬للاحتجاجات‭ ‬السلمية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬وكذلك‭ ‬ضد‭ ‬الصحافيين‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بتغطيتها‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬كررت‭ ‬مناشدتها‭ ‬المجلس‭ ‬لوضع‭ ‬آلية‭ ‬محددة‭ ‬لرصد‭ ‬تطور‭ ‬وضع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬وإخطار‭ ‬المجلس‭ ‬بذلك‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬شددت‭ ‬مراراً‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمراتها‭ ‬الصحفية‭ ‬على‭ ‬وجوب‭ ‬طالبان‭ ‬الالتزام‭ ‬باحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬الوفاء‭ ‬بوعودها‭ ‬وتعهداتها‭ ‬بمنح‭ ‬عفو‭ ‬للعاملين‭ ‬السابقين‭ ‬بالحكومة‭ ‬الأفغانية،‭ ‬ودمج‭ ‬النساء‭ ‬والسماح‭ ‬للفتيات‭ ‬بمواصلة‭ ‬التعليم‭.‬