العدد 4718
الثلاثاء 14 سبتمبر 2021
banner
لابد من تدارك الموقف... فالطفيليون سيطروا على الدراما الخليجية
الثلاثاء 14 سبتمبر 2021

ترى الدكتورة نسمة أحمد البطريق أن المنهج الكيفي في الأعمال الدرامية يؤكد القيمة الجمالية والإبداعية لها، إلى جانب قيمتها الفكرية والاجتماعية والسياسية كعناصر مهمة لقوة العمل ككل في عملية التأثير، هذا المنهج يأخذ في الاعتبار عامل الكيف إلى جانب الكم، وعلى هذا الأساس يمكن دراسة جماليات أعمال مثل “ليالي الحلمية”، و”رأفت الهجان” وأعمال أخرى من منطلق علم اجتماع النص الكيفي، على اعتبار أن هذه الأعمال الدرامية من الأعمال القادرة على بناء نماذج خاصة في إطار نمطي يتعرف عليه الجميع، وكذلك تسعى لحل مشكلة سياسية أو فلسفية جمالية أو فكرية اجتماعية تضع في المقام الأول الوظيفة النقدية للمجتمع، لا الوظيفة التجارية الاستهلاكية.

بكل أسف لقد أدار بعض المسؤولين في الخليج ظهورهم للدور الخطير الذي تلعبه الدراما التي تصل كلمتها إلى الملايين، فقد أساء الكثير من المنتجين والفنانين الكبار الذين يمتلكون مؤسسات إنتاجية إلى الفن أبلغ إساءة، عبر إغراق الفضائيات بأعمال غير لائقة أخلاقيا وفنيا، وتفتقد إلى الهدوء الفكري والفلسفة الجديدة والرسالة الحقيقية للفن، فكل ما نشاهده فنا يائسا، شاذا، مريضا، منتقما من عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا، ويحق لنا كصحافة أن ندق ناقوس الخطر ونبين المستوى الذي وصلت إليه الدراما في الخليج، وعزوف الجمهور عنها وانزواءه في ركن مغمور من الحياة.

لقد تجاهل المنتجون والفنانون واجبهم المقدس نحو المجتمع الذي يعيشون فيه، وأصبحوا مثل الشياطين، يسعون لتربية إنسان فاضل لا يستهويه الشر وتغيير ملامح الحياة في المجتمع عبر مسلسلات ضعيفة خاوية من المعنى والهدف، وكأن هناك مخططا فكريا متكاملا لنشر التفاهات والسخافات على الشاشة.

على أصحاب القرار في دول الخليج تدارك الموقف، لأن قضية الدراما من القضايا الراهنة والمهمة في شؤوننا الفكرية والفنية، لكنها اليوم تسير بلا أسس وقواعد بسبب دخول طفيليات تشوه الفن أكثر مما تنهض به، فعندما يغيب الاهتمام برعاية الفنون من الطبيعي أن يتكاثر الطفيليون والنصابون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .