+A
A-

4 لكل 100 ألف.. ماذا فعلت جرعة اللقاح الثالثة في إسرائيل؟

بعد أسابيع من إطلاق "الحملة التعزيزية" ضد فيروس كورونا في إسرائيل، كشفت بيانات رسمية أن الجرعة الثالثة أدت إلى تخفيف آثار الموجة الوبائية الجديدة، مع تسجيل تراجع في الحالات الخطيرة.

وأشار خبراء، قابلتهم وكالة "فرانس برس"، وبيانات وزارة الصحة الإسرائيلية، إلى أن الجرعة المعززة أتاحت الحد من عدد الإصابات الخطرة، رغم استمرار ارتفاع الإصابات بسبب انتشار المتحورة دلتا، لا سيما في صفوف غير المطعمين، ومن مضى أكثر من خمسة أشهر على تلقيحهم.

وحسب معطيات وزارة الصحة، فإن معدل الإصابات الخطرة بات يبلغ حاليا حوالي 4 لكل 100 ألف نسمة في صفوف من تلقوا 3 جرعات، مقابل 35 لكل 100 ألف نسمة في صفوف من تلقوا جرعة أو جرعتين، و150 لكل 100 ألف نسمة في صفوف غير الملقحين.

وأوضح غابي بارباش، المدير العام السابق لوزارة الصحة، الباحث في مركز فايزمان، أنه "عندما بدأت الموجة الرابعة، لم نكن نعرف ما هو عامل الانتشار الأساسي"، إن كان ضعف التطعيم، أو تضاؤل آثار اللقاح.

لكن بعد أسابيع من إطلاق حملة التعزيز، استقر عدد الحالات الخطرة في إسرائيل. وظل معدل الإصابة والحالات الخطرة ضعيفا للغاية في صفوف حوالي 3 ملايين شخص "ملقحين بثلاث جرعات"، وذلك في البلد البالغ عدد سكانه 9.3 مليون نسمة.

ويضيف بارباش "تنخفض فعالية لقاح فايزر بعد 5 أشهر. وعندما تتضاءل المناعة وتنتشر متحورة معدية (مثل دلتا)، تحصل كارثة"، معتبرا أنه دون جرعة معززة، لكانت آثار الموجة الرابعة أسوأ.

أما سيريل كوهين، الأستاذ في جامعة بار إيلان، عضو اللجنة العلمية الحكومية للتطعيم، فيقول إنه "إذا كان عمرك 60 عاما ولم تكن مطعما، فإن احتمال إصابتك بآثار خطيرة أكبر بـ35 مرة.. وهو أكبر بثماني مرات إن كنت تلقيت جرعتين مما إذا كنت تلقيت الجرعة المعززة".

وعندما أطلقت الحكومة، بعد التشاور مع هذه اللجنة العلمية، حملة الجرعة المعززة، كان عالم الأوبئة حجاي ليفين الأستاذ في الجامعة العبرية في القدس، "مشككا" في الحاجة إليها.

لكنه يقول الآن إن الحملة أدت إلى استقرار عدد الإصابات الخطرة، وبالتالي ثبت أنها "ناجحة".

ورغم ذلك، يحذر الخبير من أن إسرائيل التي تضم أكثر من مليون شخص مؤهلين للحصول على اللقاح لكنهم يرفضونه، لن تخرج من الأزمة عن طريق التطعيم وحده، وبالتالي فإن إجراءات الاحتواء لا تزال ضرورية.

تعزيز المناعة

والأربعاء، نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن دراسة أجريت في مستشفى إسرائيلي وجدت أن مستويات الأجسام المضادة في الجسم، بعد إعطاء جرعة ثالثة من لقاح كوفيد-19، كانت أعلى بعشر مرات من تلك التي تم رصدها بعد الجرعة الثانية.

وأثارت النتائج الأولية، التي رصدت على الموظفين الذين تم تطعيمهم في مركز شيبا الطبي في رمات غان، خارج تل أبيب، التفاؤل بشأن قدر الوقت الذي توفر فيه الجرعة المعززة الحماية، وفق ما نقلت الصحيفة.

وقارنت الدراسة مستويات الأجسام المضادة بعد أسبوع من إعطاء جرعة اللقاح الثالثة مع مستوياتها بعد أسبوع من إعطاء الجرعة الثانية.

وقالت المستشفى إنها لا تزال تتعامل مع النتائج بحذر، وستستمر بمراقبة مستويات الأجسام المضادة خلال الأشهر المقبلة.

وبدأت إسرائيل، وهي أول دولة تقدم رسميًا جرعة ثالثة، حملتها المعززة ضد كوفيد-19 في الأول من أغسطس، إذ طرحت أولا لمن تجاوزوا سن الستين، قبل أن يتم توسيع المستهدفين لتشمل كل من تجاوز عمره 12 عاما، وتلقى الجرعة الثانية قبل خمسة أشهر على الأقل.

ومنذ وصوله إلى السلطة في يونيو، شدد رئيس الوزراء نفتالي بينيت على ضرورة تجنب إعادة إغلاق البلاد بأي ثمن، وهو وعد أوفت به حكومته حتى الآن، رغم تسجيل أكثر من 10 آلاف إصابة يومية في حصيلة قياسية منذ بداية الوباء.

وللإبقاء على المدارس والشركات وأماكن العبادة مفتوحة، اتخذت إسرائيل سلسلة من الإجراءات مثل إجبار العائلات التي لديها أطفال دون سن 12 عاما (وهم غير مؤهلين للحصول على اللقاح) على إجراء فحوص سريعة لدخول بعض الأماكن، وهو إجراء أثار غضب بعض الناس.

لكن العمود الفقري للتدابير الحكومية هو حملة التطعيم بجرعة معززة من لقاح فايزر/بايونتيك لمن تزيد أعمارهم عن 12 عاما.

انتقادات

من جهة أخرى سبق أن طالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بتأجيل جرعات لقاحات كوفيد-19 التنشيطية، مشيرا إلى أن الأولوية ينبغي أن تكون لزيادة معدلات التطعيم في الدول التي تم تطعيم واحد أو اثنين في المئة فقط من سكانها.

وقال غيبريسوس إن "سلالات أقوى من فيروس كورونا يمكن أن تظهر، إذا لم ترتفع معدلات التطعيم عالميا"، مضيفا أن "اللقاحات التي من المزمع أن تكون جرعات تنشيطية يجب التبرع بها للدول التي لم يتلق الناس فيها إلى الآن جرعاتهم الأولى أو الثانية"،

كما قال خبراء في مجال الصحة العامة والأمراض المعدية، من بينهم علماء في إدارة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي إيه) ومنظمة الصحة العالمية،  إنه "لا توجد أدلة موثوقة" في الوقت الحالي على حاجة عموم الناس إلى جرعات معززة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19، ودعوا إلى توفير هذه اللقاحات لمن لم يتلقوا أية لقاحات من قبل.

وجاءت توصيات الخبراء الـ18 في مراجعة نشرتها مجلة "لانسيت".