فعالية "الشفافية" عن الفواتير: عُمان تعتمد تعرفة صيفية وشتوية
80 % من استهلاك الكهرباء بالمنازل يذهب للمكيفات
نظمت الجمعية البحرينية للشفافية حلقة حوارية خاصة عن الشفافية في فواتير الكهرباء بعدما لوحظ ارتفاعها مقارنة بالعام الماضي، ومقارنة تعرفة الكهرباء في البحرين بدول مجلس التعاون ومقترحات تخفيض تكاليفها. وقد استضافت الجمعية، ياسر الرحمة، الخبير في مجال الطاقة في إدارة الخدمات الهندسية وإدارة العمليات في العديد من الشركات الخليجية والعالمية وله خبرة أكثر من 25 عاما في مجال التصنيع الكهربائي والإلكتروني وإدارة المشاريع الكهربائية في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وجمهورية جورجيا.
قدم رحمة عرضا لوسائل استهلاك الكهرباء والفقد الحراري بالمنازل مثل التكييف والأجهزة الكهربائية الأخرى 2021 واعتبرها صدمة كبيرة في ارتفاع الفواتير وأسبابها كثيرة، منها أن هذا العام فيه أكثر أشهر الصيف حرا منذ 112 سنة، وأجهزة التكييف لا تعمل بكفاءة أثناء ارتفاع درجة الحرارة وتستهلك أكثر من المعتاد.
وقال: “محطات الكهرباء في شهر أغسطس وسبتمبر تكون في قمة الاستهلاك، ولكن بعد هذا تبدأ في الانخفاض نتيجة عودة الطلاب للمدارس وانخفاض الاستهلاك بشكل عام داخل المنازل”. وأضاف أن:
- أنواع الأحمال الرئيسة في المنازل المكيفات، فاشهر الصيف تمتد في البحرين من 9 إلى 10 أشهر تقريبا.
- الثلاجات والغسلات بأنواعها.
- كثير من الأفران تستخدم الكهرباء بدل الغاز.
- أكثر من 80 % من الاستهلاك المنزلي من الكهرباء يذهب إلى المكيفات.
الفقد الحراري
وقال رحمة إن الفقد الحراري بالمنازل يأتي من الأبواب والنوافذ ويصل إلى 25 %، وفي حال استخدام مواد موصلة جيدة للحرارة، فإنها تزيد عن هذه النسبة ايضاً الجدران غير المعزولة حرارياً تساهم بنسبة 35 % من الفقد الحراري، كما أن الأسطح ذات الطراز الأوروبي تصل نسبة الفقد فيها إلى 25 % وفي حال الأسطح الأفقية، فإن هذا الرقم يتضاعف.
ونصح الرحمة بضرورة إيقاف ما أسماه النزيف الحراري عن طريق استخدام بعض الوسائل مثل الـ Double glassing على أن يكون العزل من غاز الأرجون. وحذر من استخدام الألمنيوم والحديد للأبواب والنوافذ واستبداله بـ Upvc والخشب، وتطرق الى البيوت القائمة بالفعل بدون عزل حراري ونصح باستخدام الستائر العازلة والطلاء العازل للحرارة ووضع مضلات للنوافذ.
وبالنسبة للمكيفات، نصح أصحاب المنازل التي تحتوي على أجهزة قديمة بوضع خطة من 3 إلى 5 سنوات لاستبدالها بأجهزة تستخدم R410 على أن يكون المكيف حجمه مناسب للمكان واستخدام مكيفات من 6 نجوم وأكثر وتكون بتقنية invertor والتي توفر طاقة بنسبة 55 % والصيانة الدورية ضرورية للغاية.
ووجه للعودة لاستخدام أفران الغاز وعند الشراء اختيار الأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة، واستخدام المصابيح الليد الموفرة للطاقة والحرص على الأنواع الجيدة منها.
وتطرق رحمة إلى تعرفة الكهرباء في المنازل ومبلغ الدعم ولماذا يكون متغيرا في مختلف الفواتير، شارحاً أن “الاعتماد على القراءة اليدوية وغالبا قارئ العداد لا يكون منتظما في القراءة، موضحاً “أن الآلية التي تستخدمها هيئة الكهرباء والماء دعم بمقدار 100 وحدة كيلووات/ ساعة لليوم الواحد ولو تمت القراءة بعد 30 يوما تكون 3000 دينار، ولو كانت 35 يومًا يكون مبلغ الدعم 3500 دينار وهكذا. واستعرض استهلاك الكهرباء لجميع أنواع المكيفات في حال ارتفاع الحرارة 11 درجة، فان المكيفات تستهلك 18 % إلى 28 % زيادة في استهلاك الكهرباء، ووفق الدراسة ارتفع الاستهلاك في صيف 2021 مقارنة بصيف 2020 بمعدل وسطي 37 %.
ونادى بضرورة التعامل مع الكهرباء على أنها من السلع النادرة، مؤكداً بأن هذا مطلب بيئي حضاري. وتابع رحمة أن “التوجه الآن نحو اعتماد حلول الطاقة المتجددة كالرياح والشمس لإيقاف نزيف الطاقة”، مبينا أن العالم واجه سنين أكثر سخونة منذ عقود، والجائحة ساهمت بشكل كبير في طلب الطاقة مع قرارات البقاء في المنازل.
الحساب غير المدعوم
من جانبه، تطرق رئيس نقابة الكهرباء سابقا، هاشم الموسوي، إلى مشكلة الحساب غير المدعوم للمواطنين وأرجع السبب أن هناك عدم تنسيق بين هيئة الكهرباء والماء وبين وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، فكثير من العوائل تعيش في منزل واحد وهذا ما يرفع الاستهلاك وينتقل إلى الشريحة الثانية وتزيد أيضاً الفواتير. وقدم مقترح إلى وزارة البلديات بشأن العوائل التي تعيش في منزل واحد بأن تعطى أكثر من متر بشرط عدم التأجير حتى لا يستهلك في كل متر أكثر من 3000 وحدة. وتطرقت الندوة إلى الشقة الثانية للبحريني والتي كانت تستغل بغرض التأجير والارتفاع الكبير لاستهلاك الكهرباء فيها؛ كونها غير مدعومة، وأرجع السبب إلى ارتفاع الإيجار بسبب ارتفاع كلفة استهلاك الكهرباء مما أجبر الكثير من العوائل الأجنبية للسفر والاكتفاء بوجود رب الأسرة فقط ومشاركة أكثر من فرد في شقة واحدة للتوفير، لذلك أصبح الاستثمار العقاري غير مجزٍ للأسف لهذا السبب. كما أشار رحمة إلى الدول مثل سلطنة عُمان التي اعتمدت تعرفة مختلفة للكهرباء خلال أشهر السنة، فخلال أشهر الصيف ترتفع تعريفة الاستهلاك عن أشهر الشتاء ويرجع ذلك إلى تحفيز المصانع لزيادة طاقة إنتاجها خلال الأشهر من أكتوبر إلى أبريل.