+A
A-

“الأعلى للمرأة” لـ “البلاد”: السياسات الوطنية للتوازن بين الجنسين أثبتت جدواها

أكد‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬أن‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬يؤكده‭ ‬دستور‭ ‬وتشريعات‭ ‬وسياسات‭ ‬الدولة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬العدالة‭ ‬والإنصاف‭ ‬بين‭ ‬المرأة‭ ‬والرجل،‭ ‬وأن‭ ‬منظومة‭ ‬الرواتب‭ ‬والأجور‭ ‬تخضع‭ ‬لمراقبة‭ ‬دورية‭ ‬تضمن‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حضور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دوائر‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬السلطات‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬والقضائية‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابًا‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬تلك‭ ‬المساواة‭.‬

وأوضح‭ ‬المجلس‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬أن‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬جاء‭ ‬بنصوص‭ ‬حاسمة‭ ‬لصالح‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭ ‬بسبب‭ ‬الجنس‭ ‬أو‭ ‬الأصل‭ ‬أو‭ ‬اللغة‭ ‬أو‭ ‬العقيدة‭ ‬أو‭ ‬الدين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬تضمنه‭ ‬أيضا‭ ‬تشريعات‭ ‬نافذة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬الذي‭ ‬يطبق‭ ‬ذات‭ ‬الرواتب‭ ‬والعلاوات‭ ‬بالنسبة‭ ‬للموظفين‭ ‬من‭ ‬الجنسين،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭ ‬حيث‭ ‬ينص‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬رقم‭ (‬36‭) ‬لسنة‭ ‬2012‭ ‬مادة‭ (‬39‭)‬،‭ ‬على‭ ‬حظر‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬لمجرد‭ ‬اختلاف‭ ‬الجنس‭ ‬أو‭ ‬الأصل‭ ‬أو‭ ‬اللغة‭ ‬أو‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬العقيدة‭.‬

وبيَن‭ ‬المجلس‭ ‬أنه‭ ‬بصدور‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬16‭) ‬لسنة‭ ‬2021‭ ‬–‭ ‬بتعديلاته‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬حظر‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬بين‭ ‬العمال‭ ‬والعاملات‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬ذي‭ ‬القيمة‭ ‬المتساوية‭ ‬ورفع‭ ‬أية‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬المرأة،‭ ‬تكون‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قد‭ ‬أوضحت‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭ ‬أن‭ ‬نصوصها‭ ‬التشريعية‭ ‬هي‭ ‬نصوص‭ ‬داعمة‭ ‬لعمل‭ ‬المرأة‭ ‬وتنقي‭ ‬تفسيراتها‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬ملامح‭ ‬تمييزية‭ ‬لدى‭ ‬التطبيق‭.‬

وأشار‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬تصريحه،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬التشريعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحديث‭ ‬وتطوير‭ ‬نصوصها‭ ‬بما‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وتنافسية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬هو‭ ‬شأن‭ ‬يشترك‭ ‬فيه‭ ‬المجلس‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬السلطات‭ ‬المعنية‭ ‬بذلك،‭ ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬جاءت‭ ‬به‭ ‬نتائج‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬للمنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬“دافوس”‭ ‬للعام‭ ‬2021‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬جدوى‭ ‬السياسات‭ ‬الوطنية‭ ‬للتوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬ضمن‭ ‬مختلف‭ ‬مسارات‭ ‬التنمية،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المشاركة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬إذ‭ ‬حلت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬خليجيًا‭ ‬والثاني‭ ‬عربيًا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭.‬

ويتوقع‭ ‬المجلس‭ ‬أن‭ ‬تنعكس‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التعديلات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬ضمن‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬16‭) ‬لسنة‭ ‬2021‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬أداء‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومقارناتها‭ ‬العالمية‭.‬

وأوضح‭ ‬المجلس‭ ‬أن‭ ‬سعيه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬هو‭ ‬سعي‭ ‬مستمر‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفعيله‭ ‬لاختصاصاته‭ ‬أو‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لنهوض‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفعيل‭ ‬أدوات‭ ‬وآليات‭ ‬النمــوذج‭ ‬الوطني‭ ‬للتوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين؛‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬بمثابة‭ ‬النظام‭ ‬المتكامل‭ ‬لحوكمة‭ ‬تطبيقات‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬وصولًا‭ ‬للتوازن‭ ‬الشامل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬الوطني‭ ‬بكافة‭ ‬مفرداته‭.‬

ويتمثل‭ ‬عمل‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬بمتابعة‭ ‬تطبيق‭ ‬النصوص‭ ‬الدستورية‭ ‬والتشريعات‭ ‬الضامنة‭ ‬للعدالة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المرأة‭ ‬والرجل‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬بشكل‭ ‬يمكن‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬الأسرية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وواجباتها‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬وبالعمل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراكات‭ ‬المجلس‭ ‬الواسعة،‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬منظومة‭ ‬الخدمات‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬شئون‭ ‬المرأة‭ ‬وتزيل‭ ‬العقبات‭ ‬من‭ ‬أمامها‭ ‬كي‭ ‬تنهض‭ ‬من‭ ‬جانبها‭ ‬بشؤون‭ ‬حياتها‭ ‬وتتمكن‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬قراراتها‭.‬