مدارس للذكور فقط... “اليونيسكو” تحذر من قرار “طالبان”
وقوع أولى الهجمات الدامية بأفغانستان منذ الانسحاب الأميركي
قُتل شخصان على الأقل وأصيب 19 آخرون أمس السبت في 3 تفجيرات في مدينة جلال أباد، كبرى مدن شرق أفغانستان، في ما يعد أولى الهجمات الدامية منذ انسحاب القوات الأميركية من البلاد في 30 أغسطس بعدما استمر وجودها عقدين.
ويظهر هذا الهجوم بقنبلتين على الأقل واستهدف سيارات شرطة تابعة لحركة “طالبان”، أن الوضع الأمني ما يزال غير مستقر في البلاد، فيما وعد النظام الجديد باستعادة السلام والاستقرار بعد أكثر من 4 عقود من الحرب.
ووقعت 3 انفجارات في جلال آباد كما صرح مسؤول في طالبان، ولم يتم تبني الهجوم حتى بعد ظهر أمس.
وأوضح المسؤول أن الهجوم الأول الذي استهدف سيارة لـ “طالبان” كانت تقوم بدورية في المدينة، أسفر عن “مقتل شخصين على الأقل وإصابة 20 آخرين”.
وأفاد مسؤول من دائرة الصحة في ننغرهار، عاصمتها جلال أباد، بمقتل 3 أشخاص وجرح 18 آخرين في التفجيرات.
عودة “ذكورية” إلى المدارس
بعد 10 أيام من إعادة فتح الجامعات الخاصة في البلاد، سُمح فقط للفتيان بالعودة إلى المدارس الإعدادية والثانوية في أفغانستان أمس في إجراء أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن أسفها له وحضت نظام طالبان على عدم ترك الفتيات دون تعليم.
وأكدت اليونيسف في بيان “ضرورة أن تتمكن جميع الفتيات والنساء، بمن فيهن الأكبر سنا، من استئناف تعليمهن من دون مزيد من التأخير، وأن تتمكن المعلمات أيضا من مواصلة التدريس”، مشيرة إلى “التقدم الكبير الذي تحقق في البلاد على مدى العقدين الماضيين”.
في 20 عاما، ازداد عدد المدارس 3 مرات وارتفع عدد الأطفال الملتحقين بالمدارس من مليون إلى 9.5 ملايين، وفقا لليونيسف.
ويخشى أن يؤجج هذا الغموض قلق جزء من الأفغان والمجتمع الدولي خشية تكرار ما حدث عندما تولت الحركة السلطة بين العامين 1996 و2001.
واتبعت الحركة الإسلامية حينها سياسة قاسية خصوصا تجاه النساء اللواتي لم يُسمح لهن بالعمل أو الدراسة أو ممارسة الرياضة أو الخروج بمفردهن إلى الشارع.
في المدرسة الثانوية الفرنسية الأفغانية “استقلال كابول”، شكّل استبعاد الفتيات والمدّرسات تحديا السبت.
وقال المدرّس غول محمد فروتان “المدرسة يجب ان تكون للجميع، الفتيان والفتيات. البلد الذي لا يسمح بذلك عليه أن يتحمّل تداعياته. ستحتاج البلاد إلى مدرّسين ومهندسين وأطباء (...) لذلك سيتكون هناك حاجة إلى فتيات في المدرسة”.
ووفقا لمسؤول في المدرسة لم يرغب في كشف هويته، ستواجه المدارس نقصا في الأساتذة. وأوضح أن “معظم المدرسين نساء ولا يسمح لهن بالمجيء في ظل النظام الجديد، هذا سيخلق لنا مشكلات”.
باكستان تفاوض طالبان لحكومة شاملة
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أنه بدأ محادثات مع “طالبان”، وهي مقربة من إسلام أباد؛ من أجل أن تشمل حكومتها الجديدة ممثلين لمجتمعات إتنية أخرى (طاجيكية وهزارة وأوزبكية خصوصا).
وتعرضت طالبان لانتقادات بعد إعلان حكومتها الانتقالية لافتقارها للتنوع إذ شكّلت الحكومة بشكل شبه حصري من مسؤولين في نظامها السابق والبشتون، المجموعة الإتنية التي تنتمي اليها الحركة.
وفي واشنطن، اعترف الجيش الأميركي الجمعة بقتل 10 مدنيين أفغان أبرياء في ما وُصف بأنه خطأ فادح “مأسوي” بعد أن استهدف بالخطأ سيارة ظنا أنها تحتوي على متفجرات.
وفي هولندا، أعلنت وزيرة الدفاع الهولندية أنك بيليفلد استقالتها على خلفية الفوضى التي اتسمت بها عملية الإجلاء من أفغانستان. وكانت سبقتها إلى ذلك وزيرة الخارجية سيغريد كاغ. وستكون أفغانستان محور مناقشات في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، فيما لم تحسم بعد مسألة من سيتحدث باسم كابول.