+A
A-

رحيل عبد المطلب الكاظمي وزير النفط الكويتي السابق

توفي أمس وزير النفط الكويتي الأسبق، عبد المطلب الكاظمي، الوزير الذي ارتبط اسمه بحدثين مهمين، الأول اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز، والثاني اختطاف وزراء النفط في فيينا بواسطة الإرهابي العالمي إلييتش راميريز سانشيز المشهور بـ«كارلوس».
ينحدر عبد المطلب عبد الحسين الكاظمي من أسرة معروفة بالعمل السياسي وخصوصاً النيابي، أخواه زيد وعبد اللطيف الكاظمي، كلاهما أصبح نائباً في مجلس الأمة الكويتي، أما هو فقد تولى، بالإضافة للنيابة في البرلمان، وزارة النفط الكويتية بين عامي 1975 و1976 وفيهما شهد أحداثاً عاصفة سواء في داخل الكويت، حيث تعرضت منشآت النفط الكويتية لحريق ضخم نجح الكاظمي في احتوائه والخروج من آثاره.
الحدث الأبرز في مسيرة الكاظمي، كان اغتيال الملك فيصل، حيث كان شاهد عيان على تلك الجريمة، التي وقعت بعد أيام من تسلم الكاظمي مهام منصبه كوزير، ففي يوم الثلاثاء 25 مارس (آذار) 1975، كان الكاظمي حسب روايته موفداً من أمير الكويت لمقابلة الملك فيصل والتحدث معه بشأن المنطقة المحايدة بين البلدين، وأثناء استقبال الملك له، والسلام عليه، وتقبيله في مكتبه بالديوان الملكي أصابت الملك رصاصة قاتلة أودت بحياته.
وفي روايته المتعددة لهذه الواقعة، يقول الكاظمي: «لم أستوعب وقتها ما جرى... الأمر وقع سريعاً أثناء قيامي بالسلام على جلالة الملك فيصل... ظننت أن الصوت ناجم عن فلاش إحدى الكاميرات، لكن الملك وقع أمامي فأصبت بالصدمة».
الحدث الثاني، الذي بقي عالقاً في سيرته كان اختطاف وزراء النفط في أول اجتماع يحضره الكاظمي لوزراء دول الأوبك في فيينا على يد الإرهابي العالمي كارلوس.
وفي روايته لما جرى، يقول: عقد اجتماع أوبك المقرر بمقر المنظمة في فيينا شتاء عام 1975، بعد أيام من الاجتماعات والمناقشات المطولة، جاء الاجتماع النهائي الذي كان من المفترض أن يُتلى فيه البيان الختامي بحضور 13 دولة بينهم 11 وزيراً يمثلون بلدانهم وغاب عن اللقاء وزيرا الإمارات وقطر... وفي الساعة العاشرة صباحاً تقريباً، ووسط اجتماع الوفود الوزارية... في تلك اللحظة سُمع إطلاق نار... وكانت المجموعة المهاجمة تتكون من خمسة رجال وامرأة قاموا بإغلاق الستائر... وبدأ قائد المجموعة كارلوس باستجواب الأعضاء وسؤال كل واحد عن هويته، ثم فرز الحضور إلى ثلاث مجموعات، الأولى: سماها مجموعة (الأعداء) وضع فيها وفد السعودية والإمارات وقطر والوفد الإيراني، والمجموعة الثانية سماها مجموعة (الأصدقاء) وهي تضم الوفد الليبي والجزائر والعراق، والمجموعة الثالثة أطلق عليها (المحايدين) ووضع فيها الوفد الإندونيسي والوفد الفنزويلي ووفد الغابون ووفد الإكوادور، أما الوفد الكويتي فاحتار في أمره كارلوس.
ونقل الكاظمي أن الإرهابي العالمي حين تعرف على وزير النفط الكويتي قال: الكويت تمثل مواقفها 50 في المائة عداءً لكنه وضع الوفد ضمن مجموعة الأصدقاء.
معلوم أن كارلوس تفاوض مع السلطات النمساوية لتأمين طائرة، وفي اليوم التالي نقل الوفود إلى مطار عسكري، ونقل الوزراء إلى الجزائر حيث تمت تسوية الأزمة بعدما دارت مفاوضات مضنية.
على الصعيد الوطني لعب الكاظمي دوراً بارزاً في خدمة بلاده عبر الهيئات التي عمل فيها، كما ترك أثراً في المجتمع المحلي الكويتي عبر تعزيز الهوية الكويتية الجامعة والانفتاح على مختلف التيارات الوطنية.