حمدوك: نظام البشير ما زال يشكل خطرا على الثورة
السودان يحبط محاولة انقلابية ويعتقل منفذيها
أعلن المتحدث باسم الحكومة السودانية حمزة بلول، القبض على قادة المحاولة الانقلابية التي تمت في السودان، فجر أمس الثلاثاء. وقال المتحدث في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي “تمت السيطرة على محاولة انقلابية فاشلة قامت بها مجموعة من ضباط القوات المسلحة من فلول النظام البائد”.
وقال مسؤول عسكري إنه تم اعتقال 40 ضابطا متورطا في العملية الانقلابية، ويتم استجوابهم.
بدورها، أعلنت القوات المسلحة السودانية، رسميا أمس الثلاثاء، إحباط محاولة انقلابية، إذ نقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة العميد الطاهر أبو هاجه أن “القوات المسلحة أحبطت محاولة انقلابية، وأن الأوضاع تحت السيطرة تماما”.
وأغلق الجيش جسرا يربط الخرطوم بمدينة أم درمان على الضفة الغربية لنهر النيل، والتي تضم مقري الإذاعة والتلفزيون الرسميين، بينما أفادت الوكالة الرسمية بأنه “تمت السيطرة التامة على المحاولة واعتقال جميع المتورطين. ويجري الآن التحقيق معهم”.
ورغم أن الوكالة لم تذكر انتماءات المشتبه في تورطهم في المحاولة، إلا أن أنباء تحدثت عن أنهم موالون للرئيس السابق عمر البشير.
بدوره، ذكر متحدث باسم الحكومة السودانية أن السلطات ألقت القبض على زعماء الانقلاب الفاشل، قائلا في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي إن “فلول نظام الرئيس المخلوع عمر البشير شاركت في محاولة الانقلاب”.
من جانبه، ذكر رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك أمس الثلاثاء أن محاولة الانقلاب التي شهدها السودان رتبتها عناصر من داخل المؤسسة العسكرية وخارجها.
وقال حمدوك في بيان “سبقت المحاولة تحضيرات واسعة تمثلت في الانفلات الأمني في المدن واستغلال الأوضاع في شرق البلاد ومحاولات قطع الطرق القومية وإغلاق الموانئ وتعطيل إنتاج النفط”.
وأضاف “لأول مرة هناك أشخاص تم القبض عليهم خلال تنفيذهم الانقلاب”.
وأدان حزب “الأمة القومي”، أكبر أحزاب الائتلاف الحاكم في السودان، أمس الثلاثاء، محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد، واعتبرها “استمرارا لمحاولات بائسة لإجهاض ثورة ديسمبر من قبل ضباط جيش يناصرون النظام السابق”.
وقال الحزب في بيان “استمرارا للمحاولات البائسة لإجهاض ثورتنا العظيمة أقدم فجر اليوم عدد من ضباط القوات المسلحة من فلول النظام البائد على محاولة انقلابية فاشلة؛ من أجل العودة بنا إلى عهد النظام البائد”.
وأضاف أنه يدين “هذه المحاولة الفاشلة”، مؤكدا للجماهير “سنعمل على حماية ثورتنا وحكومتنا الانتقالية بكل ما أوتينا من قوة، وأن جماهيرنا الصامدة التي ضحت من أجل هذا التحول الديمقراطي ستقف سدا منيعا لحماية مشارع الحق ودحر المتربصين بأمن وسلامة الوطن”.
وناشد الحزب “القوى السياسية وجميع جماهير الشعب السوداني بأن ينتفضوا من أجل حماية مكتسبات الوطن”.
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها السودان إلى مؤامرة انقلابية من قبل قيادات عسكرية موالية لنظام البشير ولجماعة الإخوان بعد سقوط النظام السابق في 2019.
وتمكنت السلطات الانتقالية حينها من اعتقال عدد من القيادات العسكرية التي خططت لتنفيذ انقلاب، بل وعمدت إلى تسجيل أشرطة لإعلان البيان الأول قبل أن يتم كشف مخططاتها.
وفي الأشهر الماضية اعتقلت السلطات السودانية العشرات من أنصار نظام البشير وعملت على تطهير مؤسسات الدولة من مسؤولين محسوبين على النظام السابق.
وتتهم السلطات السودانية أنصار البشير بالتآمر للقيام بعمليات تخريب وتحريض داخل مؤسسات الدولة وخارجها في محاولة لإرباك الوضع في البلاد.
وسبق أن تحدثت الحكومة السودانية عن مخطط تخريبي تقوده بقايا الإخوان من أنصار البشير، حيث انكفأت الجماعة لما تسميها الحاضنة الاجتماعية، معلنة التركيز على العمل الدعوي والخيري، بينما يقول متابعون لشأن الجماعات الإسلامية إنه تكتيك لتجنب المواجهة مع السلطة، وفي الوقت نفسه تعزيز حضورها في النسيج المجتمعي واستقطاب مزيد من المناصرين تحضيرا لتحريك الشارع ضد السلطة الانتقالية التي سبق لإخوان السودان أن اتهموها بالفساد والقمع.