“التأمينات الاجتماعية” و“التقاعد” في قائمة الخاسرين من الاستثمار
عرض مصنع العربية للسكر للبيع بأقل من 80 % من قيمته
شركة سنغافورية مهتمة بشراء المصنع وإعادة تشغيله
المزاد يبدأ بـ 18 مليونا والقيمة السوقية تقارب 100 مليون دولار
أعلنت وزارة العدل والشؤون الإسلامية عن إقامة مزاد لبيع مصنع الشركة العربية للسكر الثلاثاء المقبل، بعد سنوات من عرض المصنع للبيع دون وجود أي اهتمام بالشراء، في حين ذكرت مصادر مطلعة أن شركة سنغافورية أبدت اهتمامها بشراء المصنع وإعادة تشغيله بعد قرابة 4 سنوات من توقفه على الإنتاج.
وعرضت وزارة العدل والشؤون الإسلامية السعر الابتدائي للمزاد عند 18 مليون دولار، ما يقل عن القيمة السوقية للمصنع بنحو 80 %، الأمر الذي يعرض المستثمرين لخسائر قاسية؛ خصوصًا أن قيمة المزاد ستغطي الديون الممتازة بالدرجة الأولى ومن بينها حقوق العمال والرسوم الحكومية والمقرضين.
ويتوقع أن يتعرض المساهمون لخسائر قاسية، ومن بين المساهمين في الشركة المؤسسة العامة للتأمينات (GOSI) بنسبة 10 % من المصنع وصندوق التقاعد بنسبة 3.2 %.
وكان تقييم أجرته شركة استشارية قد ثمّن المصنع بنحو 108 ملايين دولار للقيمة السوقية في العام 2018، مع العلم أن قيمة المصنع تتناقص بصورة سنوية مع استمرار تقادم الأصول، في حين قُيم سعر البيع بنحو 90 مليون دولار بحسب التقييم في ديسمبر 2017.
وتبلغ قيمة البناء لوحدها قرابة الثلاثين مليون دولار إلى جانب المعدات والأجهزة التي تبلغ قيمتها قرابة 20 مليون دولار، إذ شمل التقييم منتجات السكر والمواد الخام في المخازن.
وكان المصنع قد حصل على تمويلات من القطاع المصرفي المحلي بقيمة تناهز 50 مليون دولار، إذ كانت فكرة المشروع ناجحة جدًّا قبل أن يغرق المصنع في الديون ونقص السيولة.
وجذب المصنع اهتمام مستثمرين من بينهم إماراتي، وآخر عُماني، لكن الصفقة ظلت تراوح مكانها دون أن يبدي أي مستثمر اهتمامًا بالشراء.
وأشارت مصادر إلى أن المصنع ما يزال يشغل عددًا محدودًا من الموظفين للحفاظ على الأصول والمعدات وجعلها قابلة للاستخدام، إذ يمكن تشغيله المصنع بعد الاستثمار في إعادة تهيئته.
يذكر أن مصنع الشركة العربية للسكر الذي بدأ الإنتاج في 2014 كان يوظف قرابة 200 موظف باستثمارات تقدّر بنحو 150 مليون دينار وطاقة إنتاج تقدر بنحو 600 ألف طن في المرحلة الأولى و1.2 مليون طن في المرحلة الثانية، حيث تمكن المصنع منذ انطلاقته من التصدير للعراق وتزويد مصانع عالمية مثل مصنع “كرافت” حينها بكميات من السكر المكرر الذي اعتبر أنه الأجود على مستوى المنطقة، في حين كان يعول عليه في توفير الكميات المطلوبة من السكر لمصنع “موندليز” للبسكويت في منطقة الحد والذي يتوقع أن يبدأ العمل حينها.