ليس مجرد مهرجان مسرحي عادي، وإنما عالم مستقل من التميز والخلق الفني، وشخصيا كنت متابعا للمهرجان منذ دورته الأولى، وفي كل دورة يشهد تطورا بامتياز؛ لأنه يقف على نقطة الارتكاز في تحديد ملامح هويته بقيادة المخرج مازن غرباوي الذي يحسب له جعل مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي إحدى الواجهات الحضارية لمصر العزيزة مع بقية المهرجانات المسرحية، كمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ومهرجان المسرح المصري، ومهرجان مسرح بلا إنتاج بالإسكندرية وغيرها.

ما يميز هذا المهرجان عن غيره ويحقق له السيادة والاستقلال، هو الاستثمار في الشباب ونضجهم الفني خاصة على الصعيد المسرحي، فمثلا حقق الممثل البحريني الشاب عقيل الماجد جائزة أفضل ممثل "جائزة محمد هنيدي" في الدورة الرابعة من المهرجان العام 2019 وذلك عن دورة في مسرحية" أكس أو" من إخراج حمزة العصفور، وبعد تتويجه بهذا الإنجاز توسعت مشاركاته الفنية سواء في مملكة البحرين أو في دول الخليج، بمعنى أن هذا الفنان حقق ذاته عن طريق وقوفه على خشبة مسرح مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، ورفع علم بلاده بفرح كرد فعل طبيعي حين يستلم المرء أي جائزة رفيعة، وكل الذين يهتمون بالمسرح في دولنا العربية ويعرفون بأنه أداة قوية في بناء الحضارة، يسعدون بدخول الشباب في أروقة هذا الفن العظيم الذي يستطيع أن يؤثر بعمق في نفوس البشر.

عموما تفصلنا فترة قليلة عن بدء انطلاق الدورة السادسة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، ومن المؤكد ستكون أمام أعيننا عروضا جميلة رفيعة المستوى ستمدنا بزاد وفير من المتعة الفنية.