العدد 4736
السبت 02 أكتوبر 2021
banner
المعلم ركيزة أساسية في تطور المجتمع
السبت 02 أكتوبر 2021

الاحتفال باليوم العالمي للمعلم، والذي يصادف الخامس من أكتوبر سنويا، يعد احتفالا لنا جميعا، وله مكانة رفيعة وذكريات جميلة، وفوق ذلك يمثل هذا اليوم إقرارا من قبل أفراد المجتمع بالدور العظيم الذي يضطلع به المعلم في تربية وتعليم وبناء ونمو وتحضر الشعوب.

من هنا لا تغيب عن ذاكرتنا جميعا تلك المراحل الدراسية، وأسماء المدارس التي درسنا في صفوفها، وأسماء المدراء والمشرفين والمدرسين الأفاضل الأحياء منهم “الله يمد في أعمارهم ويعطيهم الصحة والعافية وراحة البال”، ومن رحلوا عنا رحمهم الله تعالى جميعا، وأذكر واحدا من هؤلاء “الله يغفر له ويسكنه فسيح جناته، هفني كف ولايتي على صرصوخ أذني، لليوم أذوني أتوّن عليّ” رغم مرور أكثر من 50 عاما، “ويطري علي لوّل كنه من الطلاب المشاغبين الشياطين، علشان جذيه كله شدخ في عافيتنه، يا أكففه يا خيازرين، يا المساطر اللي فيها حديده سنينة مثل السجين، أو أيوقفونه على ريل وحدة ومجابلين الطوفة داخل الصف طول وقت الحصة، بس بصراحه جميع المدرسين اللي درسونه طلعونه رياييل”، ولهم أفضال علينا ما حيينا، كونهم غرسوا فينا المبادئ والقيم والأخلاق والاحترام.

مثل هذه الصور تبقى محفورة في أذهاننا، نتذكرها كلما التقينا مع زملاء الدراسة، حيث نضحك على تلك الأيام الجميلة، وهنا نعرج أيضا إلى التلاميذ الذين درسوا معنا بمختلف مستوياتهم العلمية والثقافية، فمنهم من تقلدوا مناصب رفيعة في الدولة، وأصبحوا من الوزراء والقادة العسكريين والأمنيين والسفراء والكتاب والدكاترة والمهندسين والمثقفين والقياديين في القطاعات الخاصة، وهم مازالوا في قمة عطائهم، وغيرهم ممن أحيل للتقاعد والتفرغ لحياته الخاصة بعد سنوات العمل الطويلة.

ليس أمامنا الآن إلا أن نردد ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي في وصفه هذا الإنسان الفاضل “قم للمعلم وفّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا”.

سوف يبقى يوم المعلم العالمي يوما خالدا في حياتنا نجدد من خلاله أسمى معاني الوفاء والمحبة والاحترام، وذلك لتضحياته والمسؤولية التي يحملها على أكتافه في بناء الأجيال وإنارة دروبهم بمشعله، وسيظل المعلم ركيزة أساسية في تطور المجتمعات. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .