4 % متحفظون و2 % يريدونها طوال العام... وتجار ناشدوا تضمين محلاتهم
94 % من المواطنين يؤيدون استحداث فاتورتين للكهرباء صيفية وشتوية
مواطنون: فواتير يوليو وأغسطس 2021 مضاعفة مقارنة مع العام الماضي
النامليتي: موضوع الكهرباء حساس اقتصاديا وفي جذب المستثمرين
ظهرت في الآونة الأخيرة سلسلة من شكاوى المواطنين البحرينيين حيال ارتفاع قياسي بفواتير الكهرباء، خلال أشهر ذروة فصل الصيف 2021، مقارنة بالفواتير التي وصلتهم في الفترة ذاتها العام الماضي (2020). واستغرب المواطنون من تكلفة الفواتير المرتفعة الواردة إليهم عن شهري أغسطس ويوليو 2021 الماضيين، مطالبين هيئة الكهرباء والماء بمراجعة تلك الفواتير.
وشدّدوا على أهمية مراجعة آلية احتساب فواتير الكهرباء على المواطنين خلال أشهر الصيف التي تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة إلى مستوى كبير جدًّا ما يؤدي إلى زيادة استهلاك المواطنين للطاقة الكهربائية.
وترهق فواتير الكهرباء والماء جيوب شريحة واسعة من المواطنين في البحرين خصوصًا بعض الأسر الكبيرة والتي ربما يكون عائلها والمسؤول عن إعاشتها وشؤونها شخص واحد هو رب الأسرة والبقية ربما لا يعملون وليست لهم وظائف ثابتة، وبالتالي لا دخل ثابتا لديهم. وكان عدد من النشطاء بينهم نواب بمجلس النواب البحريني وأعضاء بمجالس بلدية، قد دعوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنها تطبيق “واتساب”، أعضاء مجلس النواب المنتخب إلى التحرك السريع بشأن هذا الأمر وممارسة أدواتهم الدستورية والرقابية لمساعدة المواطنين ورفع عبء فواتير الكهرباء عن كاهلهم خصوصًا في فصل الصيف ومعرفة التباين بين مبالغ فواتير العام الماضي وهذا العام، خصوصًا أن الكهرباء والماء يعتبران من أهم مقومات العيش والحياة الكريمة.
“البلاد” توجّهت أمس باستطلاع لأخذ آراء المواطنين بشأن هذه المشكلة بغية إيجاد حل وسط لها، فطرحت الصحيفة سؤالًا على شرائح مختلفة في المجتمع البحريني، مفاده “هل تؤيد استحداث فاتورتين بأسعار مختلفة للكهرباء والماء للمواطنين البحرينيين إحداهما صيفية بسعر مخفّض للغاية (خلال الأربعة أشهر من يونيو وحتى سبتمبر) وأخرى شتوية لبقية أشهر العام بالدعم القديم؟ وما السبب؟”.
واستطلعت “البلاد” آراء نحو 50 مواطنًا بحرينيًّا بشأن الفكرة أعلاه، وجاءت غالبية الآراء متوافقة بالتأييد لاستحداث فاتورتين صيفية وشتائية خلال العام بنسبة 94 %؛ وذلك لرفع العناء عن كاهل المواطنين في الفواتير الصيفية، بينما تحفظ نحو 4 % على الفكرة، مبدين مخاوفهم من اتجاه المقترح إلى منحى آخر لا تحمد عقباه، بينما رأى 2 % أنه يجب زيادة دعم الكهرباء وتخفيضها طوال العام.
وإلى القراء الكرام بعض الآراء التي جاءت في الاستطلاع، حيث قال المواطن أ.ج، أكاديمي وأستاذ جامعي “نعم وبكل تأكيد أؤيد هذا التوجه أولًا، ثانيًا يجب أن تكون التسعيرة حسب عدد أفراد الأسرة وليست شمولية”. كما ذكر المواطن جعفر الصايغ، خبير ومستشار اقتصادي، أنه يؤيّد فكرة استحداث فاتورتين صيفية بكلفة أقل ومن ثم أخرى شتوية، وأوضح أنها “فكرة جيدة لتقليل الأعباء المعيشية على ذوي الدخل المحدود”.
أما التاجر بسوق المنامة القديم محمود النامليتي فقال “إنها فكرة جيدة ومبادرة طيبة، لأن في فترة الصيف والحر الشديد يزداد استهلاك الكهرباء والماء. المقترح المقدم من صحيفتكم الغراء فكرة جيدة من ناحية تخفيض أسعار التعرفة خلال فترة الصيف 3 إلى 4 أشهر، ففي هذه الفترة يزاد استهلاك الكهرباء والماء وترجع إلى طبيعتها خلال فترة الشتاء بالدعم الموجود”. وتابع “موضوع الكهرباء حساس اقتصاديا فالناس محتاجة لها في الطاقة والاستهلاك والحكومة محتاجة لها في جذب المستثمرين، وأصبحت الكهرباء كالماء فإذا قال الله سبحانه وتعالى (وجعلنا من الماء كل شي حي) فإن فاتورة الكهرباء تتضمن الماء والكهرباء لا غنى عنها في هذا العصر، فاذا كانت أسعارها مناسبة فهي تنعش التجارة وتجذب المستثمرين وتشجع على بقاء الأجانب، هؤلاء جميعا محركون للسوق وعوامل لإنعاش الوضع الاقتصادي. نحن نشكر بعض الجهات الرسمية التي ساعدت في رفع الأعباء عن أصحاب المحلات في سوق المنامة أثناء أزمة كورونا ومنهم صندوق العمل (تمكين)، وكذلك هيئة الكهرباء والماء قسطت مبالغ الفواتير بل وأعفت حتى الأجانب في بداية الجائحة ما ساهم في دعم السوق والقوة الشرائية”.
إلى ذلك، قالت سيدة الأعمال مديرة مجمع سار أسمهان بوخوة “لا أؤيد نظام الفاتورتين الصيفية والشتوية، خشية أن تعوض هيئة الكهرباء والماء فاقد المبالغ الصيفية وتحولها إلى الفاتورة الشتوية بطريقة أو أخرى”. وأضافت “رغم أنني متضررة ومستغربة من فاتورة الكهرباء التي وصلتني مؤخرا حيث كنت في إجازة ومسافرة ولكن جاءت الكهرباء وكأنني موجودة”. وبسؤالها كم جاءت، قالت “حينما كنت موجودة كانت 250 دينارا وعندما سافرت من المنزل جاءت 200 دينار”. ودعت بوخوة إلى حملة ترشيد للكهرباء والماء قائلة “تكون الحملة في السوشال ميديا وليس في التلفزيون القومي؛ لأن الشباب يهتمون بالوسائل التواصل الاجتماعي فتؤثر فيهم حملات التوعية لترشيد الكهرباء والماء”، لافتة إلى أنها تهتم في المجمع التجاري بالترشيد وتحث الموظفين عليه، كما أنها أخلت جزءا من المجمع (جناح) غير مستخدم حتى لا تكون عليه فواتير على الكهرباء”.
من جانبه، تحفّظ المواطن م.ع، مدرس بوزارة التربية والتعليم، على الفكرة، عازيًا ذلك إلى احتمال أن تضطر هيئة الكهرباء والماء إلى تعويض ذلك في الأشهر الأخرى من العام، وهي 8 أشهر، قائلًا “نحن لا حيلة لدينا غير أن نكون أمام الأمر الواقع”.
وفي السياق ذاته، تحفّظ المواطن خالد، ويعمل شرطيًّا، على المقترح، قائلًا “بالفعل أنا استلمت فاتورة فيها زيادة ضعف مقارنة مع العام الماضي في نفس الفترة خصوصًا فاتورة شهر أغسطس 2021، عليهم أن يثبتوا لنا الفواتير القديمة المدعومة منذ العام الماضي ولا يحدثوا زيادات، فربما ذهب هذا الاقتراح إلى وجهة أخرى لا ندري لأي سبب أو آخر”. وبسؤاله عن عدد المكيفات التي يستخدمها في المنزل قال 4 مكيفات؛ لأن عائلته كبيرة وفيها أولاد وبنات.
أما المدرس بوزارة التربية والتعليم عبدالجليل حسن، فأيّد الفكرة بشدّة وقال “لقد جاء استطلاعكم هذا في وقته، لقد استلمت للتو وفي هذا الأسبوع فاتورة كهرباء وماء بنحو 86 دينارًا، علمًا أن الحساب مدعوم، ولذلك أي مقترح يخفف عنا هذا العبء في فترة الصيف فهو جيد”. وباستفسار “البلاد” عن كون هذا المبلغ لشهر واحد، أجاب عبدالجليل “نعم، ليست فاتورة متراكمة ولكنها لشهر واحد وهو أغسطس 2021”.
التاجر البحريني راشد، بسوق المنامة القديمة، قال إنه يؤيّد ذلك ولكن في المقابل لابد أيضًا أن تنظر الهيئة في كهرباء المحلات التجارية ودعمها ولو فصليًّا (ويقصد في فصل الصيف)؛ لأن بعض المحلات تكاد تكون متعثرة وهي تعود إلى أسر لا عائل لهم غيرها، فقد توارثوها عن أبيهم مثلًا ويعيشون عليها.
وأيّد التاجر بسوق المنامة سلمان مواطنه راشد بالقول “نحن أيضًا نجلس لفترات طويلة في الحر بمحلاتنا التجارية ونسهم بالدخل القومي بشكل أو بآخر، ولابد أن تنظر السلطات المعنية بالكهرباء والماء في الكهرباء التجارية التي أصحابها بحرينيون؛ لأن هذا القطاع ليس كله على مستوى واحد، فهنالك مؤسسات متناهية الصغر، وعليها عامل أجنبي يأخذ راتبًا كما أن السوق ليست بمستواها قبل سنتين، فجائحة كورونا أثرت فيها وفي مستوى الإقبال على الشراء، كما أن دخول التسوق عبر الإنترنت أثر أيضا على التجارة التقليدية”.
آجور: يجب أن تكون فاتورة كهرباء موحدة في الشتاء والصيف
التخفيض طوال العام وليس الصيف فحسب
على صعيد آخر، قال عضو جمعية رجال الأعمال رئيس لجنة الأسواق بالجمعية نبيل آجور، إنه لا يؤيّد خفض فاتورة الكهرباء والماء لشهور معينة بل يطالب بتخفيضها ودعمها طوال العام؛ لأن العالم كله، وليست البحرين فحسب، تغيّرت فيه درجات المناخ وحتى أوروبا؛ جراء التغير المناخي، ومملكة البحرين تقع في مناخ صحراوي حار، لذلك أصبحت أشهر الشتاء شهرين فقط. وأضاف آجور “تخفض الكهرباء على الجميع، فالسياسات في الكهرباء كانت خاطئة، فعلى سبيل المثال كان الأجنبي قبل رفع الدعم عن الكهرباء وتوجيهه يستهلك هو وعائلته 80 % من دخله في البحرين ويرسل فقط 20 % إلى بلاده، وهذا فيه تحريك للسوق البحرينية بكل جوانبها، أما الآن فأصبح العكس صحيحًا، أرسل الأجانب أسرهم إلى الخارج، إذ كانت الأسر الأجنبية تؤجر بيوت المواطنين البحرينيين والأخيرين هم المستفيدون، الآن أخذ الوافدون يتكدسون في شقة واحدة، على سبيل المثال، وصار الواحد منهم يصرف 20 % في البحرين و80 % يرسلها إلى عائلته التي غادرت المملكة”، متسائلًا آجور “من الخسران هنا؟”، عازيًا كل ذلك لارتفاع فاتورة الكهرباء والماء.
إلى ذلك، قالت المواطنة زينب (أم علي) ولديها محلات في سوق البديع بشأن استطلاع الكهرباء “في رأيي يجب أن تكون فاتورة موحّدة للموسمين؛ لأن في الصيف نشغل مكيفات وفي الشتاء أيضا نستهلك طاقة في التدفئة، مع العلم أنه خلال فصل الصيف الناس واعية وعارفة وفعلًا أخذت تقتصد وتطفئ الأجهزة ومصابيح الإنارة التي لا حاجة لهم بها. وأطلب من ناس الهيئة يساعدون بحملات التوعية (...) لأن الجهال دايما يسرفون في الكهرباء والماء خصوصا، وأتمنى أن يشمل الدعم محلاتنا التجارية فأنا لدي محل عبايات والإقبال عليه موسمي والمصاريف التشغيلية وتكلفة استيراد المواد والأقمشة والأكسسوارات مرتفعة أيضا”.