العدد 4737
الأحد 03 أكتوبر 2021
banner
101 علوم حيوان
الأحد 03 أكتوبر 2021

بينما كنت أستعد صباحا للخروج من المنزل، رأيت قطة صغيرة للتو مولودة، تئن وتصرخ وتحاول أن تتحرك، تجر رجليها بطريقة غريبة، وأمها تقف بعيدة نوعا ما غير مكترثة لها، تأكل من الطعام الذي اعتدنا أن نضعه في ساحة المنزل لمثل تلك القطط التي تبحث عن قوتها يوميا صدقة عنا نسأل الله أن يتقبلها.
اغتظت كثيرا من القطة الأم وناديت أبي الذي تقاعد منذ فترة وأصبح مهتما على غير عادة بإطعام قطط “الفريج”، حيث يشتري لها طعاما مخصصا والكثير من الحليب، ويتحدث إليها أحيانا ويعطيها الكثير من الإرشادات كأن لا تدخل إلى البيت أو تصدر أصواتا مزعجة، والغريب في ذلك المشهد أن القطط تتجمع وتسمع له بتمعن غريب وكأنها تفهم ما يقول، لذلك لجأت إليه لكنه لم يفهم تصرف القطة الأم وقال لي يبدو أن الأم جائعة ستأكل أولا ثم تلتفت إلى رضيعها.
تركت المنزل وأنا مطمئنة لتحليل والدي، لكنني عدت لأفاجأ أن القطة الصغيرة مازالت تصرخ وحالتها متدهورة، والأم تنظر بشر كبير غير معهود، ولأنني لا أفقه في تربية الحيوانات، نشرت صورتها في مواقع التواصل، أطلب من ذوي الاختصاص بعض الإرشادات في كيفية مساعدتها، خصوصا مع عزوف الأم عن إرضاعها.
تلقيت الكثير من الرسائل التي تذكر لي أسماء ومواقع وأرقام تواصل لبعض الجمعيات المعنية بالحيوان، المفاجأة أنني اكتشفت أن الأغلبية لا تملك ثقافة تربية الحيوانات، والأغرب من تلك المفاجأة أن بعض الجمعيات “التي تكرمت علي” بالرد كانت باردة جدا في ردودها ولم تعط للأمر أهمية، بل إن واحدة رفضت رفضا قاطعا المساعدة، لأنها غير مخولة بمساعدة قطط الشوارع!
ومات “القطو” رغم حرصي على إنعاشه وشراء الحليب له وإعطائه إياه بقطرة مخصصة لذلك، مات لأنني لست مؤهلة ولا أفهم كثيرا في علم الحيوان، لاحقا علمت أن القطط لديها بالفطرة غريزة تعرف من خلالها أن رضيعها مريض وسيموت، لذلك لا تبذل جهدا في إرضاعه أو الاهتمام به، كونها تعلم أنه مفارق، وخوفا على بقية أطفالها أن يصابوا بعدوى منه!
ومضة:
هذا الموقف جعلني أفكر مرارا في ماذا لو وضعت لنا مناهج بدائية تعلمنا كيفية التعامل مع الحيوانات، لا أطلب هنا أن نصبح متخصصين، لكن هالني أن لا أفقه أنا وآلاف من المتابعين لي عبر برامج التواصل الاجتماعي في كيفية التصرف في مثل هذا الأمر، أعتقد أن مادة أو مادتين أو حتى ثلاث لها علاقة بعالم الحيوان ستثري الكثير من خلفياتنا، وستجعل أطفالنا مؤهلين بل على علم بكثير من الظواهر من حولهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .