+A
A-

50 % انتعاش مرتقب في الحركة السياحية والتجارية مع تدفق العائلات السعودية

أجمعت فعاليات سياحية وتجارية على أن قرار المملكة العربية السعودية الأخير برفع تعليق سفر المواطنين دون 18 عاما إلى مملكة البحرين سيكون له أكبر الأثر في إنعاش الحركة السياحية في المملكة ومضاعفة معدلات الإشغال بالفنادق والمطاعم والمجمعات التجارية، وسيساهم بصورة لافتة في دعم الاقتصاد الوطني. 
وأوضحوا لـ “البلاد الاقتصادي” أن الزائر السعودي يعتبر رقم واحد في ترتيب السياح على مستوى المملكة، ومع فتح المجال لمن هم دون 18 عامًا بالدخول يزيد التفاؤل بتحسن وضع القطاع السياحي مع توافد العائلات السعودية بمختلف فائتهم العمرية خصوصا من الأطفال.
وكانت السلطات السعودية قد أعلنت أخيرا عن السماح لعدد من الفئات العمرية بالقدوم بشكل مباشر إلى المملكة، ورفع تعليق سفر المواطنين السعوديين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا إلى مملكة البحرين.
وقال نائب رئيس لجنة السفر والسياحة مستشار التطوير في فندق كراون بلازا إبراهيم الكوهجي ”القرار السعودي يشكل خطوة مهمة ستنعش الحراك السياحي وفنادق الخمس نجوم والأربع نجوم تحديدا، والتي تأثرت سلبًا نتيجة تداعيات جائحة كورونا”، متوقعا أن ترتفع نسب الإشغال في مؤسسات الضيافة والفندقة بما لا يقل عن 30 %، حيث سيسهل على العائلات السعودية اصطحاب أبنائهم في عطلة نهاية الأسبوع؛ للاستمتاع بالمرافق الترفيهية والسياحية في ربوع المملكة.


وأوضح الكوهجي أن الفنادق الساحلية ومؤسسات الضيافة داخل المجمعات التجارية ستحصد النصيب الأكبر من معدلات الإشغال، إذ تفضل العائلات السعودية الأماكن التي تزخر بمرافق ترفيهية أكثر ومطلة على البحر.
كما توقع بأن تبدأ الفنادق في الإعداد لمجموعة من البرامج الترفيهية والترويج لها عن طريق شركات السياحة ومواقع التواصل الاجتماعي؛ للاستفادة من القرار الجديد واستقطاب مزيد من العائلات السعودية. 
من جهته، قال رجل الأعمال فاروق المؤيد “يأتي الأشقاء السعوديون في المرتبة الأولى من حيث السياحة الوافدة إلى مملكة البحرين، وكان التأثير واضحًا في الفترة التي غاب خلالها قدوم العائلات، وأتوقع أن تصل الزيادة في أعداد القادمين بنسبة لا تقل عن 35 % بعد هذا القرار. كما ستتدفق ملايين الدولارات كعوائد سياحية  تضاف إلى اقتصاد البحرين”.
بدوره، أضاف عضو مجلس إدارة جمعية السفر والسياحة الرئيس التنفيذي لمجموعة المبتكر للسفريات حسين المعلم “هذا القرار سيعود بالنفع الكبير على السياحة العائلية بنسبة تفوق الـ 50 %، وسيصب بالتأكيد في صالح الاقتصاد الوطني، لافتا إلى أن تأثير القرار السعودي سيصبح ملموسا في المملكة مع حلول نهاية العام الجاري، أي مع إجازة الفصل الدراسي الأول للمدارس.
ودعا المعلم إلى ضرورة إلغاء رسوم الفحص (36 دينارا) للمتطعمين والمتعافين لجذب مزيد من العائلات السعودية إلى المملكة مع استمرار الأخذ بالإجراءات الاحترازية، موضحًا أن هذه الرسوم تمثل عائقا أمام الزوار خصوصا الأسر الكبيرة، مستطردًا “لا ينكر أي متابع للسوق البحرينية مدى التأثير الإيجابي للسياحة الخليجية عموما والسعودية خصوصا على جميع القطاعات الاقتصادية والسياحية وعلى رأسها القطاع الفندقي والعقاري والمطاعم والمقاهي والمجمعات التجارية وتجارة التجزئة بجميع أنواعها، لذلك على الحكومة أن تحرص على أن تيسر الإجراءات على القادمين أكثر مع انفراج الجائحة”.
من جانب آخر، توقع رئيس مجلس إدارة مجموعة “بروموسفن” القابضة أكرم مكناس زيادة أعداد القادمين من السعودية إلى المملكة بسبب تفضيل السعوديين السفر مع عائلاتهم إلى وجهتهم المفضلة البحرين، مقدرا بأن تبدأ الزيادة التدريجية في أعداد القادمين عبر الجسر بـ 10 آلاف مسافر يوميًا، ثم تتدرج إلى أن تصل إلى الوضع الطبيعي قبل الجائحة عند 40 ألف مسافر خلال عطلة نهاية الأسبوع. 
ونوه بأن العائلات عندما يدخلون البحرين سيحتاجون إلى سكن، وهو ما يعني استئجار آلاف الغرف والشقق الفندقية”، مؤكدًا أن ذلك سيؤدي إلى تعافي قطاع الفنادق والعقارات السياحية بمعدلات كبيرة افتقدناها طوال العامين الماضيين. 
وبالنسبة للقطاع التجاري، ذكر رجل الأعمال عبدالوهاب الحواج أن السعوديين يشكلون رافدا مهما من روافد تحسن القطاع التجاري بالبحرين، كونهم يشكلون مصدرًا جيدًا لدعم الحركة التجارية في الأسواق والمجمعات. وتوقع الحواج أن تسود حالة من التفاؤل في صفوف رجال الأعمال البحرينيين بعد قرار السعودية السماح لمن دون الـ 18 عامًا دخول البحرين وعودة النشاط التجاري بنسبة 100 % ، بعد الخسائر التي تسببت بها الجائحة. وتابع الحواج “العائد من القطاع التجاري في البحرين لا يقل عنه في قطاع السياحة، وإطلاق العروض الترويجية سيكون حافزًا أكبر لمزيد من الزوار السعوديين ومجموعة الحواج تخطط منذ فترة لاستقبال هذا القرار بعدد كبير من الفعاليات”.