“البلاد” تحاور السفير الياباني مياموتو ماسايوكي في آخر محطاته الدبلوماسية
الصادرات البحرينية تقفز بالتبادل التجاري مع اليابان إلى ملياري دولار
150 بحرينيا شاركوا في “سفينة شباب العالم”
160 مقيما و18 شركة يابانية موجودة في البحرين
العلاقات البحرينية اليابانية بدأت مع إرسال أول شحنة نفط في 1934
2022 يشهد مرور 50 عاما من العلاقات الدبلوماسية بين البحرين واليابان
نطمح لابتعاث أساتذة يابانيين للتدريس بجامعة البحرين
10 بحرينيين يدرسون باليابان ومنحة سنوية للدراسات العليا
ازدياد الطلاب العرب الراغبين في دراسة العلوم الإنسانية والاجتماعية في اليابان
تضافر الجهود سيرفع العلاقات البحرينية اليابانية إلى المستوى الاستراتيجي
قال السفير الياباني مياموتو ماسايوكي إن التبادل التجاري بين البحرين وطوكيو قفز إلى ملياري دولار؛ بفضل زيادة حجم الصادرات البحرينية في العامين 2018 و2019، بعد أن ظل إجمالي حجم التجارة بين البلدين ثابتًا لسنوات عند مليار دولار.
وأشار في حوار خاص مع “^” إلى أن العلاقات بين البحرين وطوكيو بدأت مع إرسال أول شحنة نفط في العام 1934، في وقت سيشهد فيه العام المقبل 2022 مناسبة مرور 50 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وعبر عن سعادته بأن تكون البحرين آخر محطات مسيرته الدبلوماسية، مشيدًا بجهود مملكة البحرين والحكومة في مواجهة جائحة كورونا (كوفيد 19) منذ البداية، بما فيها الفحوصات المستمرة والعلاج وحملات التطعيم، إلى جانب تطبيق “مجتمع واعي”، مشيرًا إلى تلقيه وزوجته جرعتي لقاح فايزر في المنامة. وفيما يلي نص الحوار:
ماذا تمثل لك محطة البحرين في مسيرتك الدبلوماسية؟
وصلت إلى المنامة نهاية أبريل 2021، وأنا سعيد بتعييني سفيرًا في البحرين كآخر محطة لي في مسيرتي الدبلوماسية. وبهذه المناسبة أود أن أعبر عن شكري وامتناني الكبير للعائلة المالكة في البحرين وحكومتها على كرم الضيافة وتسهيل مباشرة عملي في البحرين.
وأود أن أهنئ الحكومة البحرينية على السياسات والإجراءات المتقدمة في مواجهة جائحة كورونا (كوفيد 19) منذ البداية، بما فيها الفحوصات المستمرة والعلاج وحملات التطعيم إضافة إلى تطبيق “مجتمع واعي”.
وقد تلقيت أنا وزوجتي جرعتي لقاح “فايزر” في المنامة.
ما أوجه التعاون الاقتصادي والدبلوماسي والتعليمي والثقافي بين البلدين، وما حجم التبادل التجاري بين المنامة وطوكيو؟
العلاقات بين البحرين واليابان تعود إلى العام 1934، وهو العام الذي توجهت فيه أول شحنة نفط من البحرين إلى يوكوهاما في اليابان، كما تصادف السنة المقبلة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وشهدت العلاقات بين البلدين طوال العقود الماضية تطورًا مضطردًا في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها، إذ دخل عدد من الشركات اليابانية السوق البحرينية، وما زالت تواصل عملها.
وتجري الحكومتان محادثات ومشاورات بشأن مختلف القضايا بشكل مستمر؛ من أجل تعزيز العلاقات الثنائية، وتنسيق الجهود في إطار المجتمع الدولي.
وأشير هنا إلى ما تتمتع به العائلة المالكة في البحرين والأسرة الإمبراطورية اليابانية من علاقات خاصة، والتي تكللت بعدد من الزيارات المتبادلة بينهما، إذ زار عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة اليابان في العام 2012، كما تشرفت اليابان بزيارتين ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في العامين 2013 و2019.
وزار الإمبراطور الياباني أيضا البحرين عندما كان وليًا للعهد في العام 1994، ورافقته حينها في هذه الزيارة للقيام بأعمال الترجمة.
وفيما يتعلق بالتجارة بين البلدين، فقد كان إجمالي حجم التجارة ثابتًا لسنوات عند مستوى مليار دولار أميركي، حتى قفز في العام 2018 و2019 إلى ملياري دولار؛ بفعل زيادة صادرات البحرين لليابان.
ويوجد في اليابان حاليًا نحو 10 طلاب بحرينيين بغرض الدراسة، كما أن اليابان تقدم منحة سنويًا للدراسات العليا بمرحلتي الماجستير والدكتوراه، استفاد منها منذ العام 1994 حتى اليوم 35 طالبًا بحرينيًا.
وتجسدت العلاقات الثقافية بين البلدين في إقامة العديد من الفعاليات اليابانية في البحرين كمهرجان الأفلام اليابانية ومعرض الحرف التقليدية، أو العروض الموسيقية التي تنظمها سفارة اليابان بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار.
وفي المقابل بعثت الهيئة فرقة موسيقية لليابان في 2017 لتعريف الشعب الياباني على الموسيقى التقليدية البحرينية؛ بمناسبة الذكرى 45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وإضافة إلى ذلك، تنظم حكومة اليابان سنويًا برنامج سفينة شباب العالم؛ لإتاحة الفرصة للشباب ومنهم البحرينيون للتعرف على اليابان والشعب الياباني، وشهدت مشاركة 150 بحرينيا.
ما أبرز صادرات البحرين لليابان التي ساهمت في زيادة حجم التبادل التجاري إلى الضعف؟
يعد النفط والبتروكيماويات من أبرز السلع التي تستوردها اليابان من البحرين، إلى جانب بعض المنتجات الصناعية، وارتفاع حجم هذه الصادرات أدى إلى قفز التبادل التجاري بين البلدين إلى ملياري دولار.
ما آفاق التعاون الاستراتيجي بين البحرين واليابان؟
إن العلاقات بين البحرين واليابان ما زالت تشهد تطورًا مضطردًا في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها، حتى وإن بدا هذا التعاون بطيئا في بعض المجالات.
أنا على ثقة تامة أن تضافر جهود الطرفين كفيل بأن يرفع مستوى التعاون بين البلدين إلى ما يمكن وصفه بالتعاون الاستراتيجي في المستقبل.
كم يبلغ عدد الشركات اليابانية التي تعمل في البحرين حاليًا وفي أي القطاعات؟
توجد في البحرين 18 شركة يابانية وفق آخر حصر لها في العام 2020، وهي تغطي العديد من المجالات الرئيسة كالنفط والبتروكيماويات والألمنيوم والمركبات والآلات.
ومع توسع اقتصاد البحرين وتنويع صناعاتها نأمل أن يحفز ذلك مزيدا من الشركات اليابانية للمجيء إلى بحرين، وتعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
تعد اليابان من الدول الصناعية المتقدمة. فيمَ تتجسد صور تبادل الخبرات ونقل التجارب بين البحرين واليابان؟
تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيات بين البلدين يتم على مستويين وهما المستوى الحكومي ومستوى القطاع الخاص.
وخلال العقود الماضية، بعثت البحرين مجموعة من الموظفين لليابان لدراسة التقدم التكنولوجي وآليات إدارة المؤسسات هناك، وفي المقابل أرسلت الحكومة اليابانية عددًا من الخبراء إلى البحرين لنقل الخبرات.
كذلك، أرسلت شركات بحرينية عدة موظفيها إلى اليابان لأغراض التدريب وتنمية الخبرات، فكثير من الشركات البحرينية تمتلك علاقات تاريخية مع الشركات اليابانية، وهو ما يعزز من عملية تبادل الخبرات.
كم يبلغ عدد الجالية اليابانية في البحرين، وما أبرز المؤسسات المجتمعية التي تمثلهم؟
كان عدد الجالية اليابانية في البحرين في حدود 200 شخص قبل الجائحة، إلا أن عددهم اليوم يبلغ حوالي 160 يابانيًا.
وتقيم في البحرين جمعية الجالية اليابانية، إلى جانب جمعية الأعمال والصداقة البحرينية اليابانية، والتي يرأسها ناصر العريض، وتنفذ العديد من النشاطات المعززة لعرى الصداقة بين البلدين.
ماذا بشأن المنشآت التعليمية اليابانية، وإمكان إنشاء معاهد تدريبية يابانية تساهم في نقل الخبرات والتكنولوجية للشباب البحريني؟
توجد حاليًا مدرسة يابانية يدرس بها عدد من الطلاب اليابانيين، وأنا شخصيًا آمل في ابتعاث بعض الأساتذة اليابانيين لجامعة البحرين، بما يساهم في توثيق العلاقات في المجال التعليمي والأكاديمي.
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل الجائحة زار البحرين عدد من علماء الآثار اليابانيين؛ لدراسة الحضارات القديمة في المملكة كدلمون وغيرها.
كيف تعبر عن أهمية المكتب التمثيلي لمجلس التنمية الاقتصادية البحريني في اليابان؟
نعتبر أن إقامة المكتب في طوكيو خطوة كبيرة ومهمة في طريق توثيق التعاون الاقتصادي بين البلدين، ويسرنا تعيين ممثل ياباني أخيرا في هذا المكتب.
نحن نعقد الكثير من الآمال على هذا المكتب للمساهمة في زيادة اهتمام الشركات اليابانية وتشجيعها على الاستثمار في البحرين.
ما جديد التعاون الأمني بين البحرين واليابان، خصوصًا فيما يتعلق بحماية المياه الدولية والإقليمية من عمليات القرصنة؟
لا يمكن المزايدة على أهمية أمن الخليج وسلامته على المستوى الدولي، ونحن نقدر الجهود الجبارة التي تبذلها البحرين للحفاظ على الأمن البحري داخل الخليج وخارجه، وذلك بالتعاون مع القوات البحرية الأجنبية بما فيها قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية.
كما أن اليابان تعد من دعاة مبدأ حرية وانفتاح منطقة المحيطين الهندي والهادئ، للتعبير عن أهمية الأمن البحري وحرية الملاحة من أجل السلام والرفاهية للعالم.
هذا المبدأ فرصة مهمة لمستقبل أمن الخليج، ونأمل أن تعزز علاقات التعاون الأمني المشترك بين البحرين واليابان ترجمة هذا المبدأ على أرض الواقع.
حدثنا أكثر عن منحة اليابان للدراسات العليا.
برنامج المنحة يشمل أي خريج جامعي بحريني من أي تخصص لدراسة الماجستير أو الدكتوراه، ويشمل تخصصات العلوم الطبيعية إلى جانب العلوم الإنسانية والاجتماعية، حيث يجب على المتقدم للطلب أن يخضع لدورة مكثفة لدراسة اللغة اليابانية.
ونطمح في السفارة اليابانية إلى زيادة أعداد المنح، إلا أن هذا الأمر يعد صعبا في الوقت الحاضر، إذ إن هذه المنحة تقدم لجميع الدول التي تربطها علاقة صداقة وتعاون مع اليابان.
إننا نأمل أن يكون هؤلاء الطلاب بمثابة همزة وصل بين اليابان والبحرين.
وهناك أيضًا منحة أخرى مخصصة للدراسة الجامعية لمرحلة البكالوريوس، ولكنها تشترط إتقان اللغة اليابانية عند تقديم الطلب.
ما أبرز التخصصات والعلوم التي يقبل عليها عادة الطلاب البحرينيون في اليابان؟
نسبة كبيرة من طلاب الدول العربية يفضلون دراسة العلوم الطبيعية والهندسة، ولكن أخيرا زاد عدد الطلاب الراغبين بدراسة العلوم الاجتماعية والفنية، كالجغرافيا والتصميم الجرافيك وعلم الاجتماع وغيرها من التخصصات.
ما تطلعاتكم الاستراتيجية لتنمية التبادل التجاري والعلمي بين البحرين واليابان؟
واصلت اليابان التعاون مع البحرين في مجال تنمية البنى التحتية الرئيسة منذ عقود، وتعقد اليابان آمالا على التوسع في التعاون في المجالات المختلفة التي تتميز بها اليابان بالتكنولوجيا المتقدمة أو الخبرات الفنية كمشروع مترو البحرين وغيرها.
ونحن في السفارة نبذل جهدنا في سبيل توثيق العلاقات في المجال الاقتصادي والتجاري، ونحن دائمًا نشجع الشركات اليابانية على القدوم للبحرين والاطلاع على الواقع هنا والاستثمار.