العدد 4743
السبت 09 أكتوبر 2021
banner
البحرين وعمان.. بلدان في روح وقلب واحد
السبت 09 أكتوبر 2021

يتملكنا الفخر والاعتزاز كبحرينيين بعلاقاتنا مع الأشقاء في الدول الخليجية والعربية والإسلامية وسائر دول العالم الصديقة، لأن البحرين، بقيادتها وشعبها وتاريخها وحاضرها، بلد محب للأخوة والسلام، وشعبها الكريم تعلم من شيوخه من قديم الزمن تلك السجايا والسمات العالية وهذا ما جعل كل شعوب العالم تضع أهل البحرين في مقدمة شعوب الأرض طيبةً وكرمًا وإنسانيةً وثقافةً ومودة.

حديثنا عن الإعصار المداري "شاهين" وما عاشته سلطنة عمان الشقيقة من ظروف مفاجئة وقاسية، وها هو الإعصار قد انتهى لكن آثاره لا تقتصر على الدمار والخسائر البشرية والمادية، بل هناك من الأثر ما هو أجزل وأوفى وفق التعاضد والتضامن والتآزر في روح واحدة وقلب واحد، فها هو حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وكما هو عهدنا بجلالته، قد أجرى اتصالًا هاتفيًا بأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عمان الشقيقة، ليطمئن جلالته رعاه الله على الأوضاع في السلطنة إثر تعرضها للإعصار، ومعزيًا جلالة السلطان والشعب العماني وأسر الضحايا، وفي الوقت ذاته، وهنا الموقف الجوهري الثابت للبحرين وقيادتها وشعبها، تأكيد "بو سلمان" وقوف مملكة البحرين إلى جانب شقيقتها سلطنة عمان في جهودها المبذولة لمواجهة تداعيات هذا الإعصار من أجل تجاوز آثاره.

وتحضرني المكانة العالية للمغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، في قلوب العمانيين الذين أحبوه حبًا جمًا، واختصره سعادة السفير عبدالله بن راشد المديلوي سفير سلطنة عمان الشقيقة عميد السلك الدبلوماسي لدى مملكة البحرين، بوصف فقيد الوطن الكبير بأنه صاحب المسيرة الزاخرة بالعطاء والإنجازات والأدوار الوطنية البارزة، ومساهمًا في العمل الخليجي والإقليمي ومبادراته على المستوى الدولي.

إن مملكة البحرين معروفة بالوقوف مع كل الشعوب الشقيقة والصديقة في الأزمات والمحن، ونحن أيضًا كأهل البحرين بصفة عامة، تربطنا علاقات نسب ومصاهرة وصداقة، والحقيقة، بالنسبة لي شخصيًا مع معارفي من مختلف شرائح المجتمع العماني وهم أعزاء على قلبي، والحال، أن كثيرين منا تواصلوا مع أحبتهم في السلطنة للاطمئنان والسؤال عن الأحوال، وبالدعوات بأن يحفظ الله سبحانه وتعالى عمان وأهلها وأن تتجاوز هذا الظرف، وعلى هذا الأساس، من المهم أن تساهم دول مجلس التعاون الخليجي قبل غيرها من الدول الصديقة في المجتمع الدولي في دعم سلطنة عمان والمشاركة في جهودها لتجاوز تبعات وآثار الإعصار، وتقديم المساعدات المالية والإغاثية لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في المناطق المتضررة.

"عمان.. عظيمة بشعبها"، هو عنوان الحملة التي أطلقتها جمعية دار العطاء بسلطنة عمان لجمع التبرعات من أجل المساهمة في مساعدة المتضررين وإعادة إعمار الولايات التي تضررت فيها الكثير من مشاريع البنية التحتية، وهذه تحتاج إلى مساهمة منظورة من جانب دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي أيضًا، وجلالة السلطان هيثم حفظه الله يحمل طموحًا كبيرًا يتلاقى فيه مع تطلعات شعبه لإكمال مسيرة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه.

كذلك، من يتابع هذه الحملة في وسائل التواصل الاجتماعي ويعيش مع المواطنين العمانيين ويشاهد مقاطع الفيديو والتقارير المتلفزة، تتكون لديه صورة واضحة عما خلفه الإعصار من دمار كبير، وهناك صورة أخرى ننحني لها احترامًا وتقديرًا حينما نشاهد فرق العمل التطوعية من الصغار والكبار.. النساء والرجال، في مختلف مناطق السلطنة، وهم يقدمون المساعدات الإغاثية لاسيما المواد الغذائية، بل والمشاركة مع السلطات في فتح الطرقات وإيجاد المأوى للمتضررين، فنحن كبحرينيين وخليجيين وعرب ومسلمين، قلوبنا مع أهل السلطنة الكرام، وأيدينا ممدودة، ونتمنى أن تبادر الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بتقديم الدعم والمساندة للسلطنة، وكما أن حملة "عمان عظيمة بشعبها" فتحت قنوات التبرعات داخل السلطنة، فمن الجيد أن تكون هناك قنوات يساهم فيها أبناء الخليج بتبرعاتهم الكريمة، وأنا متأكد بأن أبناء دول مجلس التعاون لن يتأخروا في الوقوف مع أهلهم وأحبتهم.. ونسأل الله أن يديم على سلطنة عمان وعلى أوطاننا الأمن والأمان والسلام والرخاء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية