العدد 4746
الثلاثاء 12 أكتوبر 2021
banner
حكاية الدينار المفقود
الثلاثاء 12 أكتوبر 2021

في حياتنا اليومية الكثير من المواقف التي تبين أن الواحد منا قد يشقي نفسه ويعرضها للاكتئاب والضغط والمرض لأسباب أو لأطماع يمكن الاستغناء عنها، لأنها ببساطة لا تضيف إلى ما لديه أو تصنع فرقا في الحال الذي هو عليه.
فالفرق بين الـ ١٠٠٠ دينار والـ ٩٩٩ دينارا ليس شيئا مؤثرا، ولا يكاد يصنع فرقا إلا في العمليات الحسابية في البنوك أو غيرها من المؤسسات التي تعنيها مسألة ضبط الأرقام.
جاءتني هذه الخاطرة وأنا أستمع إلى إنسانة عزيزة على نفسي تعمل في وظيفة مرموقة في مكان مرموق، ولديها زوج وأولاد وحياة أسرية مستقرة، لكنها تشتكي مر الشكوى من تنكر زملائها لجهودها ومحاولاتهم الكثيرة تهميشها وحرمانها من التقدير المعنوي الذي هو مهم جدا للإنسان في أي عمل، خصوصا النساء.
فقلت لها إن المهم هو أنك تجتهدين وتقومين بما في وسعك للارتقاء بعملك وخدمة مجتمعك، واتركي الباقي على الله، وحتما سيأتي اليوم الذي تحصلين فيه على التقدير الذي تريدين، وانظري إلى النصف المملوء من الكوب وليس النصف الفارغ وهو أن لديك وظيفة جيدة وأسرة جميلة، واعتبري أن معاناتك مع الزملاء هي جزء لابد منه من وظيفتك المرموقة التي تحبينها.
وتذكرت قصة طالما حكتها لي أمي كلما تلبدت سمائي بغيوم الإحباط تارة والانكسار تارة أخرى، وهي حكاية الرجل الذي وضعوا له على باب بيته صرة بها مبلغ من المال، ومكتوب عليها ألف دينار، فلما فتحها الرجل وأحصى ما فيها وجد المبلغ ٩٩٩ دينارا فقط، فظل يبحث ويسأل ويتضجر بسبب هذا الدينار المفقود، وبدلا من أن يستمتع بالـ ٩٩٩ دينارا التي جاءته أشقى نفسه وعاش في توتر بسبب الدينار الناقص. ما أحوجنا في كثير من المواقف لأن نسعى للاستمتاع بالـ ٩٩٩ دينارا ونترك الدينار المفقود، لفاقدي العقل والأخلاق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .