+A
A-

مسار التحقيق في الانفجار الكارثي يدفع لبنان “نحو حرب أهلية”

قال مصدر مسؤول إن لبنان أرجأ أمس الأربعاء جلسة لمجلس الوزراء كان من المقرر أن تبحث خلافًا بشأن القاضي الذي يقود التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الكارثي العام الماضي.
وأضاف المصدر أنه لم يُعلن بعد موعد جديد لعقد الجلسة.
 وسعى الوزراء الشيعة المنتمون لحزب الله وحركة أمل بالإضافة إلى تيار المردة المتحالف معهما إلى الضغط خلال جلسة يوم الثلاثاء الحكومية للمطالبة بإقالة بيطار، ولكن هذا الموضوع تسبب برفع الجلسة.
واتهم حزب الله واشنطن بالتدخل بتحقيقات انفجار مرفأ بيروت بعد معلومات تحدثت عن توجه لجنة التحقيق لاتهام حزب الله بالمسؤولية عن الانفجار.
 وفي وقت سابق، نقلت وسيلة إعلامية لبنانية عن مصادر في “حزب الله” وحركة “أمل” تحذيرهما من أن “القاضي طارق بيطار يتجه لاتهام حزب الله بجريمة تفجير المرفأ، ولا يمكن للحزب أن يتحمل نتيجة جريمة لم يرتكبها”.

وتابعت المصادر أن “المطلوب كف يد البيطار عن التحقيق وإلا الثنائي الشيعي و”المردة” سيعلقون مشاركتهم في جلسة مجلس الوزراء على أن تكون هنا خطوات أخرى تصل إلى تعليق مشاركتهم في الحكومة”. كما كشفت مصادر رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي أنه يجري العمل على ورقة حل.
وسعى بيطار إلى استجواب أحد كبار السياسيين في البلاد وهو وزير المالية السابق علي حسن خليل الذي قال إن جميع الخيارات مفتوحة للتصعيد السياسي عندما سُئل خلال مقابلة عما إذا كان من الممكن استقالة بعض الوزراء.
خليل هو الذراع اليمنى لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو أكبر شيعي في الدولة، وحليف وثيق لحزب الله. وقال خليل إن مسار التحقيق يهدد بدفع لبنان “نحو حرب أهلية”.
وكان حزب الله وحركة أمل قد سحبوا الوزراء التابعين لهم من الحكومة في أوقات سابقة من الصراع السياسي ما أدى إلى نسف الحكومة التي يقودها السنة من خلال سحب التمثيل الشيعي منها.
وكان ميقاتي قال في وقت سابق إن لبنان لا يمكنه تحمل إقالة قاض ثان بعد إقالة المحقق الأول في فبراير عندما قبلت المحكمة شكوى تشكك في حياده.
من جهته، طالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رئيسي الجمهورية والحكومة برفض الإذعان لترهيب “حزب الله” بشأن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.
جعجع أضاف أن على رئيسي الجمهورية والحكومة الاستقالة فورًا إذا خضعا لتهديدات حزب الله، داعيًا إلى الاستعداد لإغلاق عام سلمي في حال حاول الفريق الآخر فرض إرادته بالقوة.
جعجع أكد أيضًا أن خضوع رئاستي الجمهورية والحكومة لأي ابتزاز إضافي سيكون بمثابة مسمار إضافي وأخير في نعش ما تبقى من الدولة اللبنانية.
إلى ذلك، أصدر أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت في لبنان، أمس الأربعاء، بيانًا أصروا من خلاله على عدم التدخل بعمل المحقق العدلي طارق البيطار وعرقلة التحقيق، محذرين من “مغبة التفكير باستبداله”.
وقال أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت في بيانهم: “ومن قُتل مظلومًا فقد جعلنا لوليه سلطانًا..نحن أولياء الدم قضيتنا هي جريمة العصر ويجب أن تخرج من التجاذبات الحزبية، الطائفية والمذهبية”.