+A
A-

عودة الزخم إلى قطاع السياحة في البحرين

أشار التقرير الاقتصادي الفصلي للربع الثاني من 2021 الصادر عن وزارة المالية والاقتصاد الوطني إلى تحقيق قطاع الفنادق والمطاعم نموًا كبيرًا بنسبة 40.7 %، وأصبح المساهم الثاني في الناتج الإجمالي المحلي للقطاعات غير النفطية من بعد المواصلات والاتصالات، وذلك في انعكاس واضح للحركة التي بدأت تسود هذا القطاع في مرحلة ما بعد الكورونا.
وتعتبر السياحة من بين أبرز القطاعات التي تأثرت سلبًا بجائحة (كوفيد 19)، وألمت بدول العالم، وهو الأمر الذي انعكس على اقتصادات الدول والناتج المحلي الإجمالي العالمي، لاسيما وأن هذا القطاع الحيوي يلعب دورًا كبيرًا في تحقيق النمو الاقتصادي وخلق الوظائف في كل مفاصله، ولدوره في الترويج الثقافي والاستثماري لجاذبية نمط حياة البلدان، إلى جانب كونه موردًا مهمًا للحصول على العملة الصعبة.
ومع بدء انحسار هذه الجائحة ومد التعافي الاقتصادي أطرافه إلى الدول، يرى مراقبون أن السياحة سيكون لها دور مهم في تحريك عجلة النمو الاقتصادي واستقطاب المزيد من الاستثمارات إلى الأسواق المحلية.

بوادر انتعاش قطاع السياحة البحريني
ولا يمكن أن تكون مملكة البحرين بمنأى عن هذه التوقعات خصوصًا مع الانتعاش السياحي المتزامن مع إعادة فتح جسر الملك فهد والتوجه لدى المملكة العربية السعودية للسماح بسفر من تقل أعمارهم عن 18 عامًا ما يعني حرية أكبر للعوائل للسفر، وهو ما يعطي دلالة مبكرة بزيادة عدد القادمين والزوار إلى المملكة.
وقد رصد عدد من التقارير العالمية المختصة هذه الحركة الاستثمارية وبدء عودة الزخم إلى القطاع السياحي الذي بدأت تشهده المنطقة، ومنها البحرين، ومن بين أبرز هذه التقارير يأتي تقرير FDI Intelligence للاستثمار في السياحة 2021 الذي سلط الضوء على واقع القطاع السياحي في المملكة والانتعاش الاستثماري المرتقب لهذا القطاع.
وجاء تصنيف المملكة متقدمًا في هذا التقرير، حيث حلت في المرتبة الأولى على مستوى دول الشرق الأوسط وإفريقيا في استقطاب أعلى حصة من الاستثمارات السياحية في 2020، وتمكنت البحرين من استقطاب 492 مليون دولار من الاستثمارات السياحية وذلك على الرغم من ظروف الجائحة، كما احتلت البحرين المرتبة الأولى في خلق الوظائف بالقطاع السياحي على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا في 2020 والثانية في عدد مشاريع الاستثمارات المباشرة في القطاع السياحي.
وشكل مطورون عقاريون من الإمارات العربية المتحدة النسبة الأكبر من المستثمرين في القطاع السياحي البحريني، وشملوا مطورين عقاريين في (إعمار العقارية) و(إيجل هيلز)، وذلك على الرغم من ما تشهده الاستثمارات الإقليمية من انخفاض.
وكان لهذه الاستثمارات دور كبير في تحقيق النمو لقطاع السياحة في البحرين وخلق فرص العمل في الوقت الذي شهدت فيه السياحة العالمية فترة عصيبة.