+A
A-

الحمدان لـ "البلاد": اتحاد المسرحيين يشكو ويتألم ويئن إلى حد الضجر

أكد رئيس اتحاد جمعيات المسرحيين البحرينيين الناقد يوسف الحمدان في حوار مع "البلاد" أن الاتحاد يشكو بل ويتألم ويئن إلى حد الضجر أحيانا، ولا يتلقى دعما حتى الآن، ولا مقر له يزاول فيه أعماله واجتماعاته. وتحدث في اللقاء عن توقف مخصصات السفر للفرق المسرحية الأهلية المشاركة في المهرجانات الدولية عكس ما كان يحصل في السابق، وقضايا مهمة أخرى

 

وفيما يلي نص الحوار:

يحاول اتحاد المسرحيين برئاستكم بكل ما يستطيع من جهد وطاقة أن يوفر أرضية صلبة للارتقاء بالمسرح البحريني، فهل هناك أي دعم من الجهات المختصة على اعتبار أن الدولة من المفترض أن تعنى بالمسرح عناية كبيرة؟

لا أخفي عليك حال الاتحاد، فالوضع يشكو بل ويتألم ويئن إلى حد الضجر أحيانا، فالاتحاد لا يتلقى دعما حتى الآن، ونأمل من هيئة البحرين للثقافة والآثار أن تلتفت لمثل هذا الوضع، فلا مساعدات سنوية ولا مقر يزاول فيه الاتحاد أعماله واجتماعاته لولا تعاون فرقة الريف المسرحية واللجنة الدائمة للفرق المسرحية الخليجية الذين سهلوا لنا إقامة مثل هذه الاجتماعات واللقاءات.

فنحن بحاجة ماسة إلى مثل هذا الدعم أسوة بالفرق الأهلية والجمعيات الثقافية التابعة لهيئة الثقافة، ومع ذلك فالاتحاد لا يتوقف عن إقامة الأنشطة، وإن كانت تكاليف إقامتها شحيحة، فالهدف هو اللقاء والعمل سويا من أجل الارتقاء بحراكنا المسرحي، ولا يفوتني هنا تعاون بعض المؤسسات الثقافية معنا لإقامة فعالياتنا في مقارهم، مثل أسرة الأدباء ومركز كانو الثقافي، ولكن عموما نطمح أن يكون هناك دعم مستمر للاتحاد حتى لا نشعر يوما بأن هذا الاتحاد خارج إطار الاهتمام من قبل الجهة المعنية وأن المسرح ملغى من برامجها ولا يشكل حتى آخر اهتماماتها.

هل هناك خطة وآلية عمل بالنسبة لصندوق دعم الفنانين المسرحيين الذي دشنه الاتحاد أخيرا؟

لو كان هناك دعم سخي للاتحاد وللفرق المسرحية المنضوية تحت مظلته، ولو كان هناك تأمين لكل فنان كما هو الحال في دول مجاورة أو بعيدة، لما اضطررنا لتدشين الصندوق، وهنا لا بد وأن أشكر الأستاذة نجوى جناحي مدير إدارة دعم المنظمات الأهلية بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية على وقفتها المشرفة مع الاتحاد وتسهيل إجراءات إنشاء الصندوق بوصفه أول صندوق دعم تدشنه جمعية ثقافية في مملكة البحرين، والغرض طبعا من تدشين هذا الصندوق دعم ومساعدة الفنانين المعسرين الذين يمرون بظروف صعبة سواء كانت مالية أو صحية أو نفسية، ونحاول في هذه الفترة أن ننظم حملة بالتعاون مع صحيفتكم الموقرة لدعم هذا الصندوق، وقد ساهم معنا في وضع نظام داخلي دقيق لهذا الصندوق بعض ذوي الخبرة والتجربة والقانون، من بينهم الأديب إبراهيم بوهندي والكتاب والفنان حمد الشهابي وبانتظار رأي الدكتور محمد الخزاعي الذي شهد أول تأسيس لصندوق للفنانين إبان الثمانينات، والذي للأسف لم يستمر ولم يقنن أو يفعل، كما نأمل من الفرق المسرحية أيضا أن تساهم في دعم الصندوق، ولنا أمل كبير نعول عليه بدعم الهيئة العربية للمسرح لمثل هذا الصندوق وهي الممثل الحقيقي الفاعل لكل حراكنا المسرحي العربي.

 

حبذا لو أطلعتنا على ملخص عن يوم المسرح البحريني الذي سيقام في 4 نوفمبر المقبل؟

يوم المسرح البحريني الذي تم إقراره وإعلانه في افتتاح المؤتمر المسرحي البحريني الأول في 9 سبتمبر الماضي سيقام بعد موافقة هيئة البحرين للثقافة والآثار في صالة البحرين الثقافية كأول احتفالية به من قبل الاتحاد والفرق المسرحية الأهلية التي يمثلها، وسيكون شعار هذا اليوم "يوم المسرح البحريني.. في الظل نجوم"، إذ سيتم تكريم ما يربو على 40 فنانا مسرحيا خدموا الحركة المسرحية في مملكة البحرين منذ سبعينات القرن الماضي وحتى التسعينات وكانوا خلف الكواليس مصممين ومنفذين للديكور والإضاءة ومتابعين للإنتاج ومؤرشفين لتاريخ المسرح ومحركين للعرائس والدمى وعاملين في أروقة المسرح والخشبة، فهؤلاء يستحقون فعلا كل الاحترام والتقدير والامتنان، فجهودهم لا يمكن أن تنسى، فلولاهم لما كنا وكانت الحركة المسرحية في مملكة البحرين، كما سيشمل البرنامج تقديم عرض مسرحي بعنوان "لا وقت للحب" من تأليفي وإخراج الفنان عبدالله سويد وتمثيل وإدارة نخبة من أبناء الفرق المسرحية الأهلية في البحرين.

ستعود البحرين للمشاركة في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي بعد انقطاع سنوات طويلة من خلال مسرحية "هدوء تام" لمسرح جلجامش. ما المزايا التي سنحققها من هذه المشاركة؟

لم تكن مشاركة مملكة البحرين في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي جديدة، فقد سبق وأن شاركنا وتميزنا ونلنا جوائز دولية مهمة فيه إبان تسعينات القرن الماضي، وكانت أهم جائزة حصدناها في هذا المهرجان جائزة أفضل إخراج دولي عن مسرحية "الكمامة" للكاتب الفونسو ساستري للمخرج عبدالله السعداوي، إنتاج فرقة الصواري، كما ترشحت عروض أخرى لجوائز مهمة، وكان وقتها هناك دعم للفرق الأهلية المشاركة إنتاجا وتذاكر سفر ومخصصات مالية للمشاركين، ولكن وبعد توقف يربو على العقدين تأتي تجربة جلجامش بمسرحيتها "هدوء تام" تأليفي وإخراج الفنان المتوهج عبدالله البكري، فهذا شيء يفرح ويرشحنا لأمل جديد في مسار العروض الدولية المشاركة في المسابقة الرسمية، ونتمنى أن تلقى هذه الفرقة الدعم الكافي في كل ما ذكرت من قبل الجهة المعنية، التي سيسجل هذا العرض إنجازا ثقافيا مهما في مسارها الثقافي الدولي والمحلي.

 

انضمام اتحاد المسرحيين البحرينيين إلى الاتحاد العام للفنانين العرب، مرحلة جديدة ومهمة وصل إليها مسرحنا، حدثنا عن ذلك؟

لا نريد لاتحادنا وحراكنا المسرحي البحريني أن يكون في عزلة عما يعتمل في الوطن العربي من حراك مسرحي جدير بالتأمل والاهتمام، من هنا جاء الوقت الذي يكون فيه اتحادنا وحراكنا المسرحي شريكا فاعلا في هذا المختبر المسرحي العربي الخلاق والمؤثر، وذلك عبر انضمامنا في الاتحاد العام للفنانين العرب الذي يجمع كل النقابات والاتحادات والجمعيات والكيانات المسرحية في الوطن العربي.